تابعت صحيفة “ليبراسيون” اغتيال إسرائيل 3 أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضفة الغربية، وذلك عن طريق فرقة “كوماندوز” من جيش الاحتلال يرتدي أعضاؤها ملابس مدنية، أو ملابس أفراد الرعاية الصحية في مستشفى ابن سينا بمدينة جنين، التي كانت هدفا للعديد من الغارات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

واستعرضت الصحيفة –في تقرير بقلم مراسلها بتل أبيب نيكولا روجيه- الأحداث التي بدأت عند الخامسة والنصف فجرا بدخول نحو 10 أشخاص بينهم 3 نساء، عبر غرفة الطوارئ، أحدهم يرتدي معطفا أبيض عليه شعار المستشفى.

اتجه جزء من المجموعة نحو المصاعد وذهبوا إلى الطابق الثالث، ودخلوا على الفور إلى الغرفة رقم 376 دون أن يطرقوا الباب، وأطلقوا النار مرات عدة بأسلحة مزودة بكاتم للصوت، فقُتل الرجال الثلاثة الذين كانوا نائمين هناك.

خرج الكوماندوز واندفعوا إلى سيارات لا تحمل علامات مميزة، “ولم يستغرق الأمر سوى 10 دقائق، لا أكثر”، كما تقول عبير كيلاني، المتحدثة باسم المستشفى، لتروي الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة القصة على شبكات التواصل الاجتماعي.

أكد الجيش الإسرائيلي –كما تقول الصحيفة- “تحييد خلية إرهابية”، وكان محمد جلامنة (27 عاما) هو المستهدف، إذ يقال إنه مسؤول تنفيذي في حماس هرّب الأسلحة وكان يخطط لهجوم في إسرائيل، أما الشقيقان الآخران؛ فهما: محمد وباسل غزاوي (18 و27 عاما)، وكلاهما عضوان في كتيبة جنين.

لا يوجد تحقيق

الغرفة رقم 376 كان يوجد فيها باسل الذي أصيب بصاروخ إسرائيلي ويعاني من شلل نصفي، يقول الدكتور توفيق الشوبكي، مدير قسم الجراحة في مستشفى ابن سينا “لقد كان هنا منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. لم يكن يستطيع التنقل دون كرسي متحرك. كان بحاجة إلى مساعدة في التنفس”، ربما كان محمد جلامنة هو الهدف، لكن سرير باسل غزاوي يحكي قصة إعدام، وفي وسط الوسادة ثقب دموي وبقايا أدمغة، كما علّقت الصحيفة.

وقد أرسلت مقاطع فيديو المراقبة إلى السلطات الفلسطينية، دون أي أمل في إجراء تحقيق –كما تقول الصحيفة- وقال الجيش الإسرائيلي “هذا مثال آخر على استخدام المستشفيات ملاجئ ودروعا بشرية”، مستخدما حجج غزة لتسويغ أساليب جنين، ولذا لن تتم إدانة سرقة هُوية العاملين في المجال الطبي.

وقال الجراح “إنهم يستبيحون كل شيء. وهذا لن يغير عاداتنا، ولن نعزّز الإجراءات الأمنية، نحن مستشفى ولسنا ثكنة”.

حتى يرحل الاحتلال

وأشار الموقع إلى أن باسل، وهو قريب “إيديولوجيا” من حركة الجهاد الإسلامي، كان آخر من بقي على قيد الحياة من مؤسسي كتيبة جنين الخمسة الذين أرَّقوا الجيش الإسرائيلي على مدى عامين، مما زاد من دهمه لمخيم المدينة التي تكثفت وازدادت حدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.

هنا تُهدم الشوارع الرئيسة بواسطة الجرافات المدرعة، وتُدمر رموز القومية الفلسطينية تحت ستار إزالة الألغام في هذه العملية، حتى إن خدمات الطرق لم تعُد تُصلحها “لماذا إصلاحها نهارا ليدمرها الجيش الإسرائيلي ليلا؟” يقول ناصر، صاحب المقهى الوحيد المفتوح في يوم الإضراب هذا.

ويعُدّ الاغتيال المستهدف لابن سينا خطوة أخرى في التصعيد، كما هو الحال مع ضربات المسيّرات أو الاعتقالات الجماعية، وهكذا تقدم إسرائيل لنفسها نصرا قصير الأمد، وفي مقبرة المخيم الجديدة، حيث جميع القبور حديثة يتأمل طفلان بأعين البالغين، كيف أصبح أحد أصدقائهم تحت الأرض “ليس لدينا خيار.. سنقاتل حتى يرحل الاحتلال”.

شاركها.
Exit mobile version