قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن الضربات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على حزب الله لا تعطي إيران أي سبب للمشاركة في القتال، مشيرة إلى أن المرحلة الجديدة من الصراع تضع طهران في لحظة غير ملائمة دبلوماسيا.

وذكرت الصحيفة أن إيران تركز حاليا على حملة دبلوماسية بهدف التوصل إلى حل سياسي مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.

غير أنه لا يزال من السابق لأوانه -حسب الصحيفة- التأكد مما تريده القيادة الإيرانية برئاسة المرشد الأعلى علي خامنئي، وهل تسعى حقيقة إلى حل القضية النووية أم أن هدفها مجرد كسب الوقت حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، موعد انتهاء صلاحية البند الذي يسمح للدول الأوروبية بتجديد العقوبات على إيران دون حق النقض في مجلس الأمن.

آخر شيء تريده

وفي كلتا الحالتين -كما تقول الصحيفة- فإن آخر شيء تريده إيران وسط حملتها الدبلوماسية الحالية هو الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، ناهيك عن الولايات المتحدة.

وسَعت إيران منذ بداية الحرب في غزة إلى وقف إطلاق النار، ولكنها مع استمرار الحرب سعت إلى استنزاف إسرائيل في حرب طويلة ومتعددة الجبهات دون دفع ثمن باهظ للغاية، وقد دانت بشدة تصرفات إسرائيل وطالبت المجتمع الدولي بالعمل على وقف الضربات التي تشنها القوات الإسرائيلية على أهداف حزب الله.

وقال الرئيس الإيراني لشبكة “سي إن إن” إنه لا ينبغي ترك لبنان ليصبح “غزة أخرى” على يدي إسرائيل، وأوضح أن حزب الله لا يستطيع أن يقف بمفرده ضد دولة مثل إسرائيل، تمتلك أسلحة متطورة وتحظى بدعم الولايات المتحدة.

وأكد وزير الخارجية عباس عراقجي الذي كان جزءًا من فريق التفاوض النووي الذي أدى إلى الاتفاق التاريخي لعام 2015 مع الولايات المتحدة نيويورك أن إيران لن تظل غير مبالية بالهجمات الإسرائيلية وقال إنها ستدعم لبنان، ولكنه من الواضح -حسب الصحيفة- أن إيران لن تتدخل عسكريا بشكل مباشر لصالح حزب الله في هذه المرحلة، خاصة أن كبار المسؤولين الإيرانيين حذروا في الأيام الأخيرة من الوقوع في فخ نصبته إسرائيل لإيران.

إجراءات المراوغة

واتهم بزشكيان إسرائيل بالسعي لحرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط ومحاولة خلق وضع من شأنه أن يجر بلاده إلى مواجهة شاملة، وقال وزير خارجيته إن إيران تدرك تمام الإدراك أن إسرائيل تحاول الهروب من المأزق الذي تواجهه في غزة بجر إيران والولايات المتحدة إلى الحرب، ولكن طهران ليست لديها نية للوقوع في هذا الفخ.

وتوقعت يديعوت أحرونوت أن تجر إيران إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد مع حزب الله، إذا قررت تل أبيب شن عملية برية في لبنان، مما قد يستنزف إسرائيل عسكريا وعلى الجبهة الداخلية، ويمنعها من تحقيق أهدافها سواء في غزة أو على الجبهة الشمالية.

غير أن الضرر الشديد والمطول للقدرات الإستراتيجية لحزب الله يمكن أن يؤدي إلى تغيير تقييم إيران لقدرتها على الحفاظ على حزب الله كذراع إستراتيجي أساسي لردع إسرائيل والرد في حالة وقوع هجوم على منشآتها النووية.

وهذا السيناريو -حسب راز تسيمت، الباحث والخبير في الشؤون الإيرانية في معهد إسرائيل لدراسات الأمن القومي- قد يضطر إيران إلى التدخل بشكل مباشر لإنقاذ مشروع حزب الله الذي رعته لعقود، إلا إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل أن تحتاج إيران إلى التدخل.

شاركها.
Exit mobile version