قالت الباحثة الإسرائيلية المتخصصة في مجال توجهات الرأي ومنصات التواصل الاجتماعي، ناتالي زوهار، إن لتطبيق تيك توك تأثيرا كبيرا على الشباب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وأضافت زوهار -في مقال رأي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها الإلكتروني- أنها كانت تظن أن تيك توك عبارة عن شبكة اجتماعية “للرقص والتحديات الطريفة والمسلية”، لكنها أصبحت المنصة الاجتماعية الأسرع نموا والمكان الرئيسي لتشكيل عقول الشباب ونظرتهم للعالم.

وأكدت أن الحل لا يكمن في مقاطعة التطبيق بل في الاستفادة منه، وزعمت أن الشباب بدؤوا يكوّنون آراءً سياسية “غير منضبطة” عبر هذه المنصة تحض على معاداة السامية.

واستشهدت زوهار -التي تعمل أيضا محاضرة في جامعة رايخمان الإسرائيلية- باستطلاع للرأي أجراه باحثون من جامعة هارفارد بالتعاون مع شركة الاستطلاعات (هاريس بول)، وأظهر أن ثلث الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما يعتقدون أنه ليس لإسرائيل الحق في الوجود، ويعتقدون أن الطريق إلى إنهاء الصراع هو وضع حد لإسرائيل ونقل أراضيها إلى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

مزاعم

وادعت الباحثة الإسرائيلية أن مستخدمي تيك توك من الشباب يغمرون المنصة بالمعلومات المضللة ويشجعون -عبر مقاطع فيديو قصيرة- لاستقطاب دعم “كاسح” للفلسطينيين.

وتابعت بأن السؤال المثير لقلق إسرائيل هذه الأيام هو: كيف يتسنى للشباب الأميركي دعم “منظمة إرهابية”، وجمع تبرعات لغزة والترويج لأجندة تشجع أنشطة “حماس”؟

وتكمن المشكلة، باعتقادها، في أن تيك توك لا تكتفي بتوزيع محتوى مناهض للأطروحة الإسرائيلية، إنما تجعله “سريع الانتشار وعصريا”.

ولأن تيك توك درجت على تقديم النصح لمستخدميها فيما يتعلق بأفضل المطاعم التي تقدم أشهى الوجبات، والأفلام الجديرة بالمشاهدة، والموسيقى التي يُستحق الاستماع إليها، والأزياء التي يُوصى بارتدائها؛ فقد وجد فيها الشباب متنفسا لهم.

وأصبح مشاهير المؤثرين على تيك توك الذين يحظون بآلاف المتابعين، مؤثرين في الأخبار أيضا في الآونة الأخيرة، وبمجرد أن يبدي المشاهد الشاب إعجابه بهذا النوع من المحتوى، تتعرف الخوارزمية على ما يفضله من مواد، فتستمر في تقديم محتوى مماثل.

خدمة الأطروحة الإسرائيلية

وقالت إن العديد من الدراسات تُظهر أن جيل الألفية يرغب في أن يكون ناشطا، مشيرة إلى أن الاتجاهات المتغيرة على تيك توك تدفع الشباب لتبني “أجندة” أو مخططات بشكل سريع، حتى لو كانت متضاربة مع بعضها.

وبحسب مقال يديعوت أحرونوت، هناك أصوات هذه الأيام تطالب بحظر تيك توك وتحريمها باعتبارها شبكة اجتماعية خارجة عن القانون في الولايات المتحدة، ووضع قيود لحماية مستقبل الشباب.

لكن زوهار ترى أن ما يرغب فيه الشباب بشدة هو بالضبط ما هو محظور، لذا من المحتمل أن يجدوا طريقة للاستمرار في استخدام المنصة، حتى لو لم تكن متاحة لهم، ولربما ينبغي تعليم الشباب كيفية تغيير محتوى السرد على تيك توك ليخدم الأطروحة الإسرائيلية، وفق تعبيرها.

شاركها.
Exit mobile version