23/1/2025–|آخر تحديث: 23/1/202502:33 م (توقيت مكة)
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الراحل وليام ماكينلي، في حفل تنصيبه الاثنين الماضي، كانت أمرا لافتا إذ تساءل كثيرون عن سبب تلك الإشادة وخلفياتها.
وقال الصحفي ديفيد سانغر في مقاله إن الرئيس ماكينلي الذي كان قد اغتيل في أوائل القرن المنصرم لم يُعرف عنه اضطلاعه بدور أساسي على المسرح السياسي، كما أراد أن يوعز بذلك ترامب.
وقد شغل الجمهوري ماكينلي، المولود في مدينة كانتون بولاية أوهايو، منصب الرئيس 25 للولايات المتحدة منذ 4 مارس/آذار 1897 حتى اغتياله في سبتمبر/أيلول 1901، بعد 6 أشهر فقط من فترة ولايته الثانية.
إشادة
وقد أشاد به الرئيس الحالي في خطاب تنصيبه، لأنه جعل “بلدنا ثريا جدا من خلال الرسوم الجمركية وموهبته”، ولأنه مهد الطريق أمام الولايات المتحدة لبناء قناة بنما، “وسنستعيدها”.
وبعد سويعات، وقّع ترامب أمرا تنفيذيا أثنى فيه على ماكينلي، قائلا “لقد قاد أمتنا بشجاعة إلى النصر في الحرب الإسبانية الأميركية”، بينما عمل على توسيع نطاق انتشار أميركا في جميع أرجاء العالم.
وأعاد سانغر إلى الأذهان أن ماكينلي هو من استولى على الفلبين وغوام وبورتوريكو كغنائم من تلك الحرب عندما انتهت في عام 1898، كما ضم جزر هاواي إلى بلاده، مما أتاح لترامب بعد أكثر من قرن بقليل إنشاء فندق دولي يحمل اسمه على ساحل وايكيكي في هونولولو عاصمة الولاية.
ورأى الكاتب أن هذا الاهتمام الجديد برئيس سابق يعبّر عن طموحات ترامب في ولايته الثانية، زاعما أن وصفته لعلاج كل ما تعاني منه الولايات المتحدة من علل تكمن في توسيع حدودها إلى غرينلاند وبنما وحتى إلى سطح المريخ.
مصدر إلهام
ولعل هذا ما يجعله -وفق التحليل- يشيد بالرئيس ماكينلي باعتباره ملهمه وقدوته، حتى لو كان الرئيس الأسبق قد فعل ذلك على مضض قبل أن يغتاله أحد “الفوضويين”.
ونقل سانغر عن جاستن جاكسون الأستاذ المساعد في كلية بارد في نيويورك قوله إن “ماكينلي لم يحظ منذ مدة طويلة بمثل هذه اللحظة من الإشادة والإطراء”.
ويشك جاكسون مؤلف كتاب “نتاج الإمبراطورية” -وهو رصد تاريخي لحقبة ماكينلي الرئاسية سيصدر هذا الربيع- في أن ترامب لا يعرف عن الرئيس الأسبق أكثر من أنه كان يحب التعريفات الجمركية وكانت لديه نظرة جيدة لامتلاك الواجهات البحرية.
ووفقا لتحليل نيويورك تايمز، فإن الشيء الوحيد الواضح في البيت الأبيض هو أن ترامب جاد فعلا في الاستحواذ على غرينلاند وقناة بنما، لكنه أقل اهتماما بالمريخ من حليفه الوثيق الملياردير الأميركي إيلون ماسك، ومع ذلك فإن هدفه النهائي يكتنفه الغموض.
فهل يريد الرئيس الحالي والمطور العقاري السابق امتلاك المنطقتين حقا؟ أم إنه يستخدم للتهديد “دبلوماسية مدافع الأسطول” التي يُقصد بها استعراض القوة العسكرية لممارسة الضغط النفسي من أجل الحصول على مزيد من القواعد في غرينلاند وتخفيض رسوم عبور منطقة القناة؟ كما يتساءل سانغر ليجيب أن لا أحد من حوله سيقول ذلك.
غرينلاند وبنما
ويبرر ترامب مطالبته بغرينلاند بذريعة أن السفن والغواصات الصينية والروسية تجوب القطب الشمالي بالقرب من أراضي ذلك الإقليم التابع للدانمارك والذي يتمتع بالحكم الذاتي وعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).
أما قناة بنما، التي كانت إحدى ثمار مبادرات ماكينلي، فهي “حالة مختلفة وأكثر تعقيدا”، حسب الكاتب الذي يشير إلى أن ترامب طالما ادعى أن الممر المائي -الذي يبلغ طوله 82 كيلومترا ويصل بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادي– قد وقع في أيدي الصينيين، وهو ما وصفه سانغر بأنه ادعاء “غير صحيح”.
ومع أن الكاتب يقر بأن الصين ظلت تحتفظ بموانٍ ومحطات شحن على جانبي القناة منذ ما يقرب من 30 عاما وتستحوذ على حوالي خُمس إجمالي البضائع التي تستخدم الممر المائي، إلا أنه يؤكد أن الدولة الوحيدة التي تستخدمه أكثر هي الولايات المتحدة.
وحسب المقال، فإن كل هذه الأمور هي أصداء لحقبة ماكينلي، وهي المرة الأخيرة التي استولت فيها الولايات المتحدة على أراض شاسعة.