26/5/2025
تشهد مخيمات النازحين في قطاع غزة أزمة غذائية حادة، حيث أصبح الأهالي يلجؤون إلى وسائل وحيل غير معهودة لسد جوع أطفالهم.
وفي إحدى الخيام التي أقيمت على مكب للنفايات في أحد المخيمات، تعيش عائلة لديها 6 أطفال بعد أن عدموا الوسيلة بإيجاد مكان يوفر لهم أدنى متطلبات الحياة الطبيعية.
ويقول أحد الآباء الغزيين لفقرة “أصوات من غزة” إن أصعب اللحظات التي يواجهها يوميًا مرارًا وتكرارًا هي النظر في وجوه أطفاله عندما يطلبون منه الطعام لسد جوعهم، ولا يجد لديه ما يقدمه لهم.
وفي بعض الأحيان يلجأ هذا الأب لطبخ الماء مع قليل من الملح ويقدمه للأطفال كـ”شوربة”، بينما يخبرهم أن الطعم الغريب هو “سمك”.
ومن المشاهد التي أصبحت شبه اعتيادية في القطاع، أن ترى طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها، تحمل عبوة كبيرة وتركض وراء شاحنة مياه، على أمل ملء عبوتها والعودة بقليل من الماء لأسرتها.
النزوح المتكرر
أما تكرار النزوح فهو أضحى أحد أبرز وسائل تعذيب الاحتلال للغزيين، يقول أحدهم “نزحنا من الشمال إلى غزة، وإلى الجنوب، ورجعنا من الجنوب، أيضا نزحنا على الشمال، ومن الشمال عاد رجعنا على غزة… هذا غير مقبول”.
وروى كيف قطع مع عائلته مسافة من بيت لاهيا إلى الرمال سيرًا على الأقدام لمدة 5 ساعات متواصلة، قائلًا “والله وصلنا هنا رجلينا منتفخة”، كما اضطر للنوم مع أسرته في الشارع عدة أيام قبل الحصول على خيمة، موضحًا “أول 3-4 أيام أنا ومرتي وولادي وابني المريض نمنا في الشارع، وتمكنا لاحقا من الحصول على خيمة نصبناها فوق أرض كانت مكبًا للزبالة بعد تنظيفها”.
ووصف النازحون حالة الخوف المستمر التي يعيشونها، حيث قال أحدهم “كل واحد قبل ما ينام يتوقع أن يطير هو والخيمة، تجيك شظية، ينزل عليك عمود”، مشيرا إلى انعدام الراحة بين الخوف من القصف ليلًا ومضايقات الذباب نهارًا.
وزيادةً على الجوع والنزوح المتكرر وعدم الاستقرار، فقد تسبب القصف الليلي بخلق مشاكل نفسية لدى الأطفال، الذين أصبحوا يستيقظون مذعورين بسبب أصوات الطائرات والانفجارات.
وناشد أحد النازحين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية مَنح الغزيين أبسط الحقوق وهي الحياة الكريمة، قائلا “أنا بني آدم مواطن، بدي أعيش زي أي مواطن في العالم كله”.