رصدت “نافذة الجزيرة من مدينة القدس” الحركة داخل باحات المسجد الأقصى في اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك، ونقلت جانبا من معاناة المقدسيين مع سياسة هدم البيوت التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشارها في القدس المحتلة وفي محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد الأقصى، بالتزامن مع توافد الفلسطينيين لأداء الصلاة.

ووفق مراسل الجزيرة حسان مسعود، فقد تواصل توافد المصلين الفلسطينيين من الداخل المحتل ومن القدس إلى باحات المسجد الأقصى، خاصة من هم فوق 40 عاما من الرجال والنساء.

وذكر أن 45 ألفا أدوا أمس صلاة التراويح في باحات المسجد الأقصى.

ويتعرض الفلسطينيون عند أبواب المسجد الأقصى -كما يؤكد المراسل- للتحقيق من قِبل قوات الاحتلال، التي تمنع بشكل انتقائي فئة الشباب من الدخول.

وبينما يفرض الاحتلال إجراءات أمنية مشددة عند أبواب المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة، يستمر المستوطنون في اقتحاماتهم الصباحية تحديدا.

وعن حركة الدخول إلى المسجد الأقصى من باب الساهرة بمحيط البلدة القديمة، تحدثت مراسلة الجزيرة فاطمة خمايسي عن توفد كبير جدا للفلسطينيين عبر هذا الباب، الذي قالت إن إسرائيل لا تفرض عليه إجراءات أمنية مشددة، لكنها تقيم في مقابل الباب حواجز لتفتيش الفلسطينيين.

وأكدت خمايسي أن التأهب الأمني الإسرائيلي ارتفع منسوبه بشكل كبير مع حلول شهر رمضان المبارك.

هدم البيوت

ومن جهة أخرى، عرضت “نافذة الجزيرة من مدينة القدس” قصة معاناة المقدسيين مع سياسة هدم البيوت التي يمارسها الاحتلال، واستضافت الباحث المختص في شؤون القدس الأستاذ فخري أبو ذياب، الذي هُدم منزله قبل حوالي شهر.

ويقول أبو ذياب إن بيته لا يبعد سوى 350 مترا جنوب المسجد الأقصى، وكان يستقبل فيه الدبلوماسيين والمؤسسات والجمعيات الحقوقية، التي كان يتواصل معها للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومنع طردهم وتهجيرهم.

وعن الأسباب التي ساقها الاحتلال لهدم منزله، قال إنه يزعم أن المنزل بُني من دون ترخيص، رغم أن عمره يزيد عن عمر الاحتلال الإسرائيلي.

وكشف أن البلدية، التي تقوم بهدم أي منزل مقدسي، تغرّم صاحب المنزل تكلفة الهدم، التي تبلغ عشرات الآلاف من الدولارات، ولذلك يقوم الناس لعجزهم عن الدفع بهدم بيوتهم بأنفسهم.

وقال أبو ذياب إنه شخصيا طُلب منه دفع 32 ألف دولار لبلدية الاحتلال، رغم أنه يتعرض للتشريد هو وأسرته، وفي حال عدم الدفع تقوم سلطات الاحتلال بحجز أمواله واعتقاله رفقة زوجته، كما أكد.

والأقسى على الفلسطينيين أنه بعد هدم بيوتهم يُمنعون من رفع الأنقاض عنها حتى تبقى خرابا.

وأشار الباحث المختص في شؤون القدس إلى أن إسرائيل استغلت حربها على قطاع غزة لتواصل سياسة هدم البيوت، ومحاولة سرقة حياة الفلسطينيين وماضيهم ومستقبلهم.

ورصدت نافذة الجزيرة بعض القصص المأساوية لسكان القدس الذين هدم الاحتلال منازلهم، ودفعهم لهدمها بأنفسهم.

شاركها.
Exit mobile version