غزة- تقف “آمال” تنتظر دورها على كرسي غسيل الكلى علها تجد مكانا قبل ليل غزة الحالك لتغسل كليتيها، لكن الحظ لم يحالفها في كل مرة بسبب تكدس المرضى في القسم وزيادة أعداد النازحين من شمال القطاع إلى مستشفى ناصر الطبي في جنوبه.

تروي لنا آمال ما تعانيه من أوجاع جراء انقطاع بعض الأدوية المخصصة لغسيل الكلى وتقول، “نزحت مع عائلتي مشيا على الأقدام من مستشفى الشفاء إلى أن وصلنا جنوب القطاع وفي كل خطوة كنت أخطوها أتمنى الموت بسبب شدة الوجع وقوته”.

وتتابع “وصلت إلى مستشفى ناصر وقد فوتّ 3 جلسات بسبب حصار مستشفى الشفاء قبل أن أنزح للجنوب”.

نظرات متعبة

وتضيف آمال  بنظرات هاربة وجفون مثقلة بالتعب “أتيت وكلي أمل أن تُستأنف لي كافة الجلسات لكن فوجئت بقلة عدد الساعات وبأن أيام الغسيل ليست خاصة بي فحسب، بل بجميع المرضى جراء عددهم الكبير”.

وعلى زاوية أخرى يجلس “علي” منحني القامة على كرسي غسيل الكلى أو كرسي الموت كما وصفه، ويقول “عمري 11 سنة وكنت قبل الحرب أغسل 3 مرات أسبوعيا لكن صرت أغسل، خلال الحرب، مرتين الأمر الذي أثر على صحتي ونفسيتي”.

وأكد أن أمنيته الوحيدة في هذه الأيام هي أن يشرب ماء حلوا صالحا للشرب قبل أن تنهش المياه المالحة كِليته وتدمرها.

عبء كبير

ويقول الطبيب ناهض أبو طعيمة للجزيرة نت، إن عددا كبيرا من المواطنين نزحوا، بمن فيهم مرضى الكلي الذين يبلغ عددهم 140 مريضا انضافوا إلى 220 كانوا موجودين، ليصبح العدد الإجمالي لمرضى الغسيل الكلوي 360 مريضا.

ويضيف “ولاستيعاب هذا العدد تم تقليص عدد ساعات جلسات الغسيل من 4 إلى ساعتين في كل جلسة وتقليص عدد جلسات الأسبوع من 3 إلى جلستين أسبوعيا.

وحول عمل الطواقم الطبية قال” أبو طعيمة” زاد عمل الكادر الطبي فهو يعمل 24 ساعة متواصلة الأمر الذي سبب في عبء كبير عليهم مع نقص أساسا في هذه الطواقم”.

يذكر أن وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت في وقت سابق عن وفاة 4 حالات من مرضى غسيل الكلى خلال الحرب الإسرائيلية على غزة والانهيار التام للمنظومة الصحية في كل مستشفيات القطاع.

شاركها.
Exit mobile version