سلّط موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي الضوء على خطط الصين لتطوير سفن برمائية مزودة بجسور قابلة للتمدد بطول 120 مترا، ومصممة لتسهيل إنزال المعدات الثقيلة والقوات على السواحل الصعبة، متوقعا أن تكون هذه الخطوة ضمن استعدادات بكين لغزو تايوان.

وقال الكاتب ديفيد بارتوتشيني -في التقرير- إن هذه الخطوة الجديدة جاءت في أعقاب عدة مشاريع صينية أخرى، مثل الكشف عن حاملات طائرات وغواصات جديدة، معتبرا أن كل ذلك يبدو مصمّما خصيصا للقيام بعمليات إنزال برمائية واسعة النطاق وذات أهمية كبيرة.

تفاصيل جديدة

ووفق التقرير، أكد الخبير بالشؤون البحرية والدفاعية هاري سوتون أن المراقبين لأحواض بناء السفن الصينية لاحظوا وجود 3 وحدات من نوع جديد في أحواض مدينة قوانغتشو، وتُوصف هذه الوحدات بأنها “فريدة وغير مألوفة” ومزودة بـ”جسور غريبة وطويلة بشكل غير اعتيادي تمتد من المقدمة”.

وتشير التحليلات الأولية إلى أن هذه الوحدات قد تكون مرتبطة بخطط عمليات إنزال برمائي، ومن المتوقع أن تدمج بين نظامين: السفن الكبيرة المخصصة لإنزال القوات، والموانئ الصناعية المتنقلة على طريقة “مولبيري” والتي استخدمت لنقل الإمدادات والقوات العسكرية في عملية إنزال النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية.

وأشار سوتون إلى أن هذه العبّارات وسيلة “سريعة للغاية” لتفريغ أعداد كبيرة من الدبابات نحو الطرق في مناطق محددة وتنفيذ عمليات إنزال.

جزيرة تايوان موقعا وتاريخا.. بؤرة توتر بين الولايات المتحدة والصين

الهدف تايوان

وأكد الخبير بالشؤون البحرية والدفاعية أن تطوير وبناء هذه العبّارات الجديدة يعزز احتمالات غزو صيني لجزيرة تايوان.

وحسب الكاتب، فإن هناك قناعة في الغرب بأن هذه السفن سوف تُستخدم في جزيرة تايوان التي يُثقلها خوف دائم من غزو عسكري صيني شامل.

ووفقا لتصريحات ماركو روبيو مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمنصب الخارجية، فإن تايوان مسرح صراع مستقبلي محتمل.

وقال روبيو “يجب أن ندرك حقيقة أن الصين لن تكون قادرة على الصمود في وجه التهديدات الأميركية، وإذا لم يحدث تغيير جذري في نهجها مع تايوان، فسوف نضطر إلى التعامل مع القضية قبل نهاية هذا العقد”.

تحديات الإنزال

وذكر سوتون أن الجسور القابلة للتمديد في السفن الصينية الجديدة يقدّر طولها بأكثر من 120 مترا، وهو طول كاف يسمح لسفينة كبيرة الحجم بالوقوف في مياه عميقة نسبيا، مما يتيح للسفينة والوحدات التابعة لها تفريغ الجنود والمعدات بشكل سهل نسبيا على الطرق الساحلية أو الأسطح الصلبة، ويعمل على تقليل التحديات المرتبطة بعملية الإنزال القتالي على الشواطئ.

وعلى الطرف الخلفي من السفينة، توجد منصة مفتوحة تتيح للسفن الأخرى الرسو وتفريغ حمولتها، وفقا لتقرير سوتون.

وأوضح الكاتب أن هذه الوحدات الجديدة تُصنع أساسا في حوض بناء السفن الدولي في قوانغتشو، وهي المنشأة التي لعبت دورا محوريا في التوسع البحري للصين، وتشهد تطوير عدد من السفن الجديدة الأخرى.

وأضاف الخبراء أن أي غزو لتايوان انطلاقا من بر الصين الرئيسي سيتطلب عددا كبيرا من السفن لنقل الأفراد والمعدات بسرعة عبر المضيق، وشددوا على أن هذا النوع من السفن يمكن أن يحل مجموعة من المشاكل والتحديات قد تواجهها بكين في عملية الغزو تلك.

واختتم الخبير بالشؤون البحرية والدفاعية بأن هذه العبّارات الصينية ستكون في حال حدوث الغزو الهدف الأول للصواريخ المضادة للسفن المنتشرة بالمنطقة.

شاركها.
Exit mobile version