نشر “موقع موندويس” الأميركي مقالا يرى كاتبه أن العنف “المميت” الذي تمارسه إسرائيل، وبدأت آثاره تتكشف في قطاع غزة، لا يقارن أخلاقيا حتى مع أفظع الأعمال التي يرتكبها شعب “مستَعمر” يأمل في التحرر من الاحتلال.

واستهل المقال بتصريح الرئيس جو بايدن الذي أدان فيه التوغل الأخير لمقاتلي حركة حماس إلى داخل غلاف غزة، واصفا ذلك بأنه “عمل من أعمال الشر المطلق”.

ومع أن كاتب المقال ديفيد لويد يؤكد أن أي أحد متمسك فعليا بالسلام ونبذ العنف، وبالأمن الحقيقي والعدالة، سوف يدين قتل المدنيين العُزَّل بغض النظر عمن يكون مرتكب الجريمة، إلا أنه يعتقد أن من الصعب فعل ذلك عندما تُستغل الإدانة “بصورة لا تخلو من نفاق” لتبرير عنف “أشد وأقبح بكثير”.

وبحسب المقال يبدو “الشر المحض” صفة غنية بالدلالات عندما “تخرج من في (فم)” الرئيس (بايدن) الذي لما كان عضوا ديمقراطيا بمجلس الشيوخ لم يعارض قط العقوبات القاسية التي فرضتها إدارة الرئيس بيل كلينتون على بغداد وتسببت في وفاة نصف مليون طفل عراقي، وهو من صوّت أيضا لصالح قرار الحروب على أفغانستان والعراق.

“المصير الجائر”
كما أن “الشر المحض” صفة غنية بالدلالات تصدر من الرجل الذي كان نائبا للرئيس باراك أوباما حيث تبنى برنامج الطائرات المسيرة المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من المدنيين الأفغان.

ولعله أمر “مقزز” -على حد تعبير كاتب المقال- أن يتحدث بايدن بعبارات ملطفة “غير مستساغة” عن الاستمرار في شن ما يُطلق عليها الحرب على الإرهاب “من وراء الأفق” أي “حرب تُشن بأدوات قتل يُتحكم فيها عن بُعد”.

وعبارة “الشر المحض” لن تكون أقل غنى إذا ما خرجت من في أي سياسي أميركي دعا لمواصلة إمداد إسرائيل بالذخائر التي تحتاجها في تنفيذ حملاتها “الوحشية” المستمرة ضد قطاع غزة والضفة الغربية، والتي سبقت بوقت طويل العقاب الجماعي لسكان غزة “الضعفاء” والناجم عن الحملات العسكرية الحالية “التي لا ترحم ولا هوادة فيها”.

لكن الكاتب يوضح أن ذلك لا يبرر مساواة إسرائيل وحركة حماس في قتل المدنيين من الجانبين. كما لا يعني -في رأيه- وضع حماس “أخلاقيا” على قدم المساواة مع إسرائيل “الدولة التي وُلِدت من رحم أعمال إرهابية دموية ويقودها بشكل منتظم إرهابيون سابقون..”.

وختم مقاله بأن الفزع من المصير “الجائر” الذي ينتظر سكان غزة وفي جميع أنحاء فلسطين التاريخية، لا يضاهيه سوى الاشمئزاز من التصريحات “المنافقة” التي تضمر “الشر المحض” تحت طيات “الغضب الطاهر”.

شاركها.
Exit mobile version