في مشهد سياسي يثير التساؤلات حول تداول السلطة والديمقراطية في القارة الأفريقية، أعلن الرئيسان بول بيا في الكاميرون ويوري موسيفيني في أوغندا نيتهما الترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية، رغم بقائهما في الحكم منذ القرن الـ20، وتجاوز مدة حكمهما 4 عقود.

هذا الإعلان أعاد إلى الواجهة نقاشا حول استمرارية بعض الزعامات الأفريقية، التي ارتبطت غالبا بتعديلات دستورية مكّنت من تمديد فترات الحكم، وسط غياب تداول سلمي حقيقي للسلطة.

ورغم اختلاف السياقات السياسية والاقتصادية من بلد لآخر، فإن القاسم المشترك بين هؤلاء القادة هو طول فترة بقائهم في السلطة، الأمر الذي يفتح المجال لنقاشات مستمرة حول مستقبل النظم الجمهورية في أفريقيا، ومدى قدرة المؤسسات على الاستجابة لتطلعات شعوبها في التغيير والمساءلة.

تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو (غينيا الاستوائية)

تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو رئيس غينيا الاستوائية على رأس السلطة منذ قرابة 46 سنة (رويترز)

يتربع على رأس السلطة منذ عام 1979، بعدما أطاح بعمه عبر انقلاب عسكري، ليصبح أطول رئيس حالي في الحكم في العالم. رغم إدخال نظام التعددية الحزبية في التسعينيات، لا يزال حزب الديمقراطية الحاكم يهيمن على المشهد السياسي، في حين يشغل نجله منصب نائب الرئيس منذ 2016.

بول بيا (الكاميرون)

FILE PHOTO: Cameroon President Paul Biya attends the Paris Peace Forum, France, November 12, 2019. REUTERS/Charles Platiau/File Photo
رئيس الكاميرون بول بيا أكبر رؤساء العالم سنا (رويترز)

تولى الرئاسة عام 1982 بعد استقالة أحمدو أهيجو، ويُعرف بلقب “الرجل الأسد”. ورغم تقدمه في السن (92 عاما)، أعلن عزمه الترشح لولاية جديدة، الأمر الذي يثير جدلا واسعًا داخل الأوساط السياسية والشعبية.

دينيس ساسو نغيسو (الكونغو برازافيل)

رغم الإطاحة به سنة 1992، نحج دينيس ساسو نغيسو في العودة إلى سدة حكم الكونغو عام 1997 (رويترز)

حكم البلاد على فترتين؛ الأولى بين 1979 و1992، والثانية منذ 1997 عقب حرب أهلية أطاحت بالرئيس باسكال ليسوبا. ومن المتوقع أن يترشح مجددا في انتخابات 2026.

يوري موسيفيني (أوغندا)

مازال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني على رأس السلطة منذ الإطاحة بعيدي أمين عام 1986 (رويترز)

وصل إلى الحكم عام 1986 بعد صراع مسلح ضد نظام عيدي أمين، ويواصل قيادة البلاد منذ ذلك الحين. ورغم الانتقادات بشأن تراجع الحريات، فاز موسيفيني بجميع الانتخابات التي خاضها منذ عام 1996، وقد أشار نجله قائد الجيش إلى استعداده لخلافة والده.

إسياس أفورقي (إريتريا)

أسياس أفورقي الرئيس الوحيد الذي عرفته أريتريا منذ استقلالها عام 1993 (رويترز)

يحكم البلاد منذ استقلالها عام 1993، في ظل توترات إقليمية وضغوط دولية مستمرة. وقد رسّخ قبضته على السلطة، رغم الدعوات المتكررة لإصلاحات سياسية وديمقراطية.

إسماعيل عمر جيلة (جيبوتي)

إسماعيل عمر جيلة رئيس جيبوتي منذ 1999 (وكالة الأناضول)

يتولى الرئاسة منذ عام 1999 خلفا لحسن جوليد أبتيدون، وتُوجَّه إليه اتهامات بقمع المعارضة وتكريس هيمنة حزبه على البرلمان.

بول كاغامي (رواندا)

الرئيس الرواندي بول كاغامي (غيتي إيميجز)

دخل كيغالي عام 1994 على رأس قوات الجبهة الوطنية بعد الإطاحة بالنظام المسؤول عن الإبادة الجماعية. وتولى الرئاسة رسميا عام 2000، ويُنظر إليه بوصفه قائدا إصلاحيا، رغم الانتقادات بشأن تضييق الحريات السياسية.

تحديات تداول السلطة في أفريقيا

يثير استمرار هؤلاء القادة في الحكم تساؤلات حول مدى التزام دولهم بمبادئ الديمقراطية، خاصة في ظل غياب منافسة سياسية حقيقية وتكرار تعديل الدساتير لتمديد الفترات الرئاسية.

وبين من يرى فيهم رموزا للاستقرار، ومن يعتبرهم عقبة أمام التغيير، يظل مستقبل الحكم في أفريقيا رهينا بتحولات داخلية وإقليمية متسارعة، واختبارا لمدى نضج الديمقراطية فيها.

شاركها.
Exit mobile version