مراسلو الجزيرة نت
واشنطن- دفعت البداية المحبطة لحملة حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، إلى التذكير بما بات يُعرف بـ”لعنة فلوريدا”.
وجاء إعلان ديسانتيس عن بدء حملته الرئاسية لعام 2024 على منصة تويتر، لكن سلسلة من الصعوبات الفنية أدت لتأخر البث نحو 22 دقيقة، ثم انقطع البث بضع دقائق قبل إعادة تشغيل الحدث من حساب مختلف، وهو ما أدى لتراجع أعداد المشاركين في فعالية البث المباشر.
ومثّل الحادث ضربة قوية لحملة ديسانتيس، فيما سخر الرئيس جو بايدن وسلفه دونالد ترامب من الفشل التكنولوجي للمرشح الشاب، الذي يعتبره كثير من المراقبين أمل الحزب الجمهوري في العودة للبيت الأبيض، والقضاء على إرث ترامب، وهزيمة بايدن انتخابيا.
لعنة فلوريدا
ويُقصد بلعنة فلوريدا -باختصار- عدم قدرة أي مرشح من الولاية على مدى التاريخ الأميركي من الظفر بمنصب رئيس الولايات المتحدة. ويرتبط بلعنة فلوريدا أنها أصبحت مقرا مفضلا لتقاعد الرؤساء الأميركيين على مدى تاريخها، مقارنة بأي ولاية أخرى.
وخلال ما يقرب من 180 عاما، منذ انضمام فلوريدا إلى الاتحاد الأميركي، لم تنتج فلوريدا رئيسا، ولم يولد رئيس داخل حدودها، مما جعلها الولاية الوحيدة -من بين أكبر 10 ولايات اكتظاظا بالسكان في البلاد- التي لم ترسل أي شخص إلى البيت الأبيض.
وفلوريدا هي ثالث أكبر ولاية أميركية من حيث عدد السكان، ومن حيث أعداد ممثليها في المجمع الانتخابي بعد ولايتي كاليفورنيا وتكساس، وقبل ولاية نيويورك.
ويرى معلقون أن من السهل الفوز بمناصب داخل الولاية التي يسكنها أكثر من 22 مليون شخص، وما يتطلبه ذلك من القيام بحملات انتخابية في عدد محدود من مدن الولاية وقراها ومقاطعاتها، إلا أن الأمر يختلف كليا عن القيام بحملات انتخابية مرهقة على المستوى الوطني في 50 ولاية تختلف عن فلوريدا.
وأرسلت ولاية أوهايو على سبيل المثال -وهي ولاية أصغر من فلوريدا- ثمانية من سياسييها إلى البيت الأبيض، كما أرسلت ولاية تكساس -التي انضمت للاتحاد الأميركي بعد عام من انضمام فلوريدا- ثلاثة رؤساء أميركيين، وحتى ولاية صغيرة مثل هاواي أرسلت رئيسا للبيت الأبيض حيث ولد بها الرئيس السابق باراك أوباما.
مخاوف المستقبل
وعلى الرغم من نجاحات ولاية فلوريدا على المستوى الاقتصادي والسياحي والتنموي، حيث تضخم عدد سكانها وجذبت الكثير من المهاجرين؛ نجح سياسيو الولاية محليا وفشلوا على المستوى الوطني.
وفي انتخابات عام 2016، اقترب سياسيان من فلوريدا من الظفر بالبيت الأبيض، عندما قدمت مرشحين جمهوريين بارزين هما: حاكمها السابق جيب بوش، والسيناتور ماركو روبيو.
وبدأ بوش باعتباره المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، إلا أن الصعود المفاجئ وغير المتوقع لترامب -القادم من نيويورك- قضى على أحلام الولاية في هذه الجولة.
وبعد انتهاء حكمه في يناير/كانون الثاني 2021، انتقل ترامب نفسه إلى فلوريدا، حيث غيّر مقر إقامته الرسمي من مانهاتن بنيويورك إلى بالم بيتش بفلوريدا.
ومع ترشح ديسانتيس وترامب معا في انتخابات 2024، وكلاهما من فلوريدا، قد تقترب الولاية من القضاء على لعنتها، أو تأكد لعنتها حال فاز الرئيس جو بايدن بفترة حكم ثانية.