وصف الكاتب أندرو إنجلاند، في مقال له بصحيفة فايننشال تايمز، هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالجريء، واعتبره لحظة محورية بالنسبة لإسرائيل، لافتا إلى أن هذا الهجوم له تأثير كبير على الأمن الإسرائيلي والاستقرار في المنطقة.

وقال إنجلاند إن عملية حماس المخطط لها بعناية أطلقت العنان لكوابيس إسرائيل الأكثر رعبا، حيث يجد المدنيون أنفسهم على الخطوط الأمامية للصراع الذي طال أمده، إذ تحولت منازلهم إلى مناطق حرب.

ووفق الكاتب، يصف محللون إسرائيليون الهجوم بأنه الأسوأ داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948، مضيفا أن هذه لحظة محورية بالنسبة لإسرائيل التي تفتخر منذ مدة طويلة بقدرة مؤسستها الأمنية والاستخباراتية على استباق وسحق التهديدات التي تواجه حدودها.

فشل استخباراتي

وأكد إنجلاند أن قدرة حماس على شن مثل هذا الهجوم المخطط له بشكل جيد من داخل حدود قطاع غزة الفقير المحاصر، والمحاط بالأسوار العسكرية ونقاط التفتيش الإسرائيلية، يشير إلى فشل استخباراتي هائل من شأنه أن يرسل موجات من الصدمة والخوف داخل المجتمع الإسرائيلي.

وأشار الكاتب إلى أن هذه الأحداث تذكر بحرب 1973 عندما فاجأت مصر وسوريا إسرائيل بقيادة هجوم عربي في سيناء ومرتفعات الجولان في يوم الغفران. ومن غير المرجح أن يكون من قبيل الصدفة أن تشن حماس هجومها مع الذكرى الخمسين لتلك الحرب.

لكن هجوم أمس السبت وقع داخل إسرائيل وتم استهداف الجميع، في حين أنه في 1973 كانت سيناء ومرتفعات الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى الرغم من خوض ما لا يقل عن 4 حروب مع حماس منذ سيطرة الحركة على غزة في عام 2006، فإن من الواضح أن إسرائيل قللت من قدرة المسلحين، على حد قول إنجلاند.

وذكر الكاتب أن الصراع الأخير كان في عام 2021 عندما أطلقت حماس وابلًا تلو الآخر من الصواريخ على إسرائيل، مما فاجأ مسؤولي الأمن الإسرائيليين بنطاقها وحجمها.

وردت إسرائيل بقصف غزة بغارات جوية وقصف مدفعي، وانتهى الأمر بالقتال على جبهات متعددة.

يمين متطرف

وأشار الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يترأس الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد والتي تولت السلطة ووعدت باتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الأمن، سوف يجد دعما كبيرا من المتطرفين داخل ائتلافه لرد أكثر تشددا.

وقال الكاتب إن احتجاز المسلحين الفلسطينيين الرهائن الإسرائيليين سوف يصب المزيد من الزيت على النار، حيث أصبحت السلطات يائسة لتأمين إطلاق سراحهم.

ويحذر محللون أمنيون إسرائيليون من أن إسرائيل قد تختار شن غزو واسع النطاق لغزة في محاولة لتدمير حماس، التي تمكنت مرارا وتكرارا من تقوية صفوفها وتجديد مخزونها من الأسلحة بعد تعرضها للقصف من الجو والبر والبحر.

حريق أوسع

وأفاد الكاتب بأن هذا سيكون أول هجوم بري على القطاع المكتظ بالسكان والذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة منذ حرب عام 2014، وسيؤدي إلى خسائر أكبر من جميع الأطراف، ومزيد من الدمار لسكان غزة الذين يعانون منذ مدة طويلة.

وأعرب عن مخاوفه من أن يؤدي التصعيد إلى حريق أوسع نطاقا، إذا نسق حزب الله اللبناني مع حماس وفتح جبهة على الحدود الشمالية لإسرائيل، ومن شأن ذلك أن يسبب كارثة للمنطقة.

ولفت الكاتب إلى أن تورط حزب الله في الصراع من شأنه أن يهدد بإرباك نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي، الذي يحمي بلداتها ومدنها.

ووجه حزب الله ضربة دامية لإسرائيل خلال صراع استمر شهرًا في عام 2006، واكتسب خبرة في ساحة المعركة بعد التدخل في الحرب السورية دعما لنظام الرئيس بشار الأسد ضد الثائرين على حكمه.

وفي الوقت نفسه، تغلي التوترات في الضفة الغربية، وأكد الكاتب أنه نادراً ما ظهر الوضع في السنوات الأخيرة قابلا للاشتعال إلى هذا الحد.

شاركها.
Exit mobile version