الدوحة- قال المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني، عبد الله المنصوري، إن هناك العديد من التحديات التي يواجهها الطلاب في تصميم مساراتهم المهنية، وأكد أن 15% فقط من الطلبة والخريجين في قطر يمتلكون فكرة واضحة عن المسار المهني الذي يناسبهم، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة فيما يتعلق بمساراتهم الوظيفية والتخصصات الأكاديمية.

وشدد المنصوري على أهمية البحث المكثف عن الجامعات والبرامج التعليمية المناسبة التي تتوافق مع طموحات الطلاب، سواء داخل قطر أو خارجها، مع مراعاة الموقع الجغرافي والمكانة.

وأشار المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني إلى نجاح نظام الإرشاد المهني الإلكتروني الذي أنشأه مركز قطر للتطوير المهني، حيث استفاد منه 30 ألف طالب من المدارس الحكومية في قطر، والذي يساعد المرشدين الأكاديميين في تحديد شخصية الطلاب وقيم العمل الخاصة بهم، ليكونوا قادرين على تقديم النصح والمشورة المهنية بشكل مستنير.

وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل في قطر، أشار المنصوري إلى أن تطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تؤثر في بعض الوظائف، لكنها في الوقت نفسه قادرة على خلق مجالات ووظائف جديدة في قطاعات البرمجة وتحليل البيانات والروبوتات والتصميم والتطوير، مما يسهم في تعزيز سوق العمل في قطر بمهنيين مبتكرين.

وفيما يلي نص الحوار:

  • بداية حدثنا عن أهمية اليوم الدولي للتعليم الذي نظمته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وما أهم ما نوقش في هذا اليوم؟

احتفلت دولة قطر، من خلال وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، باليوم الدولي للتعليم تحت شعار “التعليم مسؤولية الجميع” بهدف تشجيع جميع أفراد المجتمع على دعم مستوى التعليم وتعزيزه. يهدف الاحتفال إلى إشراك الجهات العامة والخاصة وأفراد المجتمع في دعم ورعاية العملية التعليمية، موضحين أن التعليم ليس مسؤولية الجهات التعليمية والأسر فقط، وإنما هو مسؤولية مشتركة تتطلب جهودا متنوعة ومشاركة من جميع الأطراف.

تركز هذه المبادرة على إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية بما يعكس أهمية دورهم في دعم نمو ورعاية أبنائهم. كما تسلط الضوء على التفاعل بين أولياء الأمور والمدارس وأصحاب العمل لتحقيق التجربة التعليمية الشاملة وتنويعها. هذا يشمل تعزيز التعاون مع المجتمع المحلي لدعم تجربة الطلاب التعليمية وإيجاد بيئات عمل إيجابية تلبي احتياجاتهم.

من المهم أيضا مشاركة سوق العمل وصناع القرار في هذه العملية، حيث يمكن أن يؤدوا دورا مهما في تحسين عملية التعليم والتأثير في نتائجها.

  • كيف يساعد مركز قطر للتطوير المهني الطلبة على معرفة المعطيات الضرورية المرتبطة بالتخصصات الجامعية والمؤسسات التي تتوافق مع رغباتهم ومؤهلاتهم؟

مركز قطر للتطوير المهني يسعى دائما لمساندة الأجيال الشابة من خلال التوجيه والتطوير المهني. ينظم المركز اللقاءات المباشرة والفعاليات والبرامج للتفاعل مع الشباب، ويسهم في نشر الوعي من خلال إصداراته المعرفية.

من بين هذه الإصدارات يأتي “دليل التخصصات”، الذي يعد أول مرجع شامل ومفصل لجميع التخصصات المقدمة في الجامعات والمؤسسات التعليمية العالية في قطر، ويُعتبر أداة مثالية للشباب وأولياء الأمور والمرشدين المهنيين والأكاديميين لفهم خريطة التعليم العالي في الدولة واتخاذ القرارات الأكاديمية والمهنية المدروسة.

من خلال مجلة “دليلك المهني”، يسلط المركز الضوء على مسارات أكاديمية متنوعة واستكشاف الحياة المهنية لنماذج ملهمة من داخل الدولة وخارجها، بالإضافة إلى مناقشة احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية المستدامة لدولة قطر.

كما عقد المركز شراكة إستراتيجية مع مؤسسة “كودر” الأميركية بهدف تصميم “نظام الإرشاد المهني الإلكتروني” الأول من نوعه في الدولة، مصمما وفقا للاحتياجات المحلية ومراعاة الخصوصيات الثقافية والاقتصادية لدولة قطر.

  • هل يمكن أن تعطينا تفاصيل أكثر عن نظام الإرشاد المهني الإلكتروني، ومن المستفيد منه؟

هو نظام تخطيط مهني تعليمي متكامل يستفيد منه حاليا أكثر من 30 ألفا من طلبة المدارس الحكومية في دولة قطر بعد أن اعتمدته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أداة تساعد المرشدين الأكاديميين في المدارس على تحديد شخصية طلبتهم وقيم العمل الخاصة بهم، ليصبحوا قادرين على إبداء النصح والمشورة المهنية لهم بناء على معلومات حقيقية وموثوقة.

والمركز اليوم بصدد توسيع هذا النظام عبر إطلاق نسخة محدثة منه تسمى “أطلس” بعد الإقبال الواسع على استخدامه من قبل الطلبة.

ويشتمل نظام الإرشاد المهني الإلكتروني على 6 أقسام متكاملة تتيح للمستفيد استخدام تقييمات مهنية مصممة وفق أسس علمية، تقودهم إلى تحديد اهتماماتهم وقيمهم، ومن ثم يقدم النظام لهم معلومات وفيرة حول ما يوافق نتائج تقييماتهم من الخيارات الأكاديمية والمهنية في الدولة وخارجها.

  • ما أكثر التحديات التي يواجهها الطلبة في مرحلة الثانوية الحاسمة؟

لعل أبرز التحديات التي تواجه الطلبة اليوم هو الافتقار إلى الوعي المهني وصعوبة فهم طبيعة التخصصات المهنية المتاحة والفرص المرتبطة بها وعدم الدراية بالتخصصات التي يتطلبها سوق العمل سواء في الوقت الحالي أو مستقبلا.

وينجم عن ذلك نوع من التخبط في الاختيارات للمسارات المهنية أو الاختصاصات الأكاديمية، وهو ما يظهره بحث ميداني أجراه المركز بالتعاون مع شركة “كيه بي إم جي” (KPMG) الاستشارية الرائدة، ووجد من خلاله أن 15% فقط من الطلبة والخريجين يمتلكون فكرة واضحة عن المسار المهني الذي سينخرطون فيه.

ومن الأسباب التي تقودنا إلى هذه النتيجة أيضا ندرة مصادر المعلومات الدقيقة والموثوقة حول المسارات الأكاديمية والمهنية المتاحة، والارتباط بينها، مما يؤدي لأن يعمد الطلبة إلى تقليد أفراد أسرهم وأقرانهم، وخصوصا أشقاءهم الأكبر سنا، في الجامعات التي يلتحقون بها، وفي المسارات المهنية التي يطمحون إليها، ومن ثم قد ينتهي بهم المطاف في مسار لا يخدم تطلعاتهم الشخصية، ولا يتيح لهم تحقيق الذات.

وهنا يأتي دور مركزنا عبر إيجاد مجموعة من التدخلات المهنية لتوفير النصح والإرشاد للطلبة نحو اتخاذ قرارات مهنية سليمة.

  • ما النصائح التي يمكن أن تقدمها للطلبة في قطر الذين هم بصدد اختيار تخصصهم للتعليم العالي؟

إن اختيار التخصص الجامعي الأمثل هو عملية شخصية تختلف من طالب إلى آخر. ولذلك، على الطلبة التأمل مليا في أهدافهم بعيدة المدى قبل اتخاذ هذا القرار، كأن يفكروا في المسار المهني الذي يتمنونه لأنفسهم، وأن يبحثوا في المهارات التي يتطلبها هذا المجال، وأن يعملوا على تنميتها.

وذلك عبر البحث المكثف عن الجامعات والبرامج التعليمية المتاحة، والتي تتلاءم مع طموح الطالب، سواء داخل دولة قطر أو خارجها، آخذين بعين الاعتبار موقعها الجغرافي ومكانتها.

ولاختيار التخصص الأنسب، يجب أن يفكر خريج المرحلة الثانوية أيضا بإمكانية التطور والنمو في المجال الذي يطمح إليه، وذلك بالاستفادة من برامج معايشة المهن والتدريب الداخلي. وعليهم كذلك المواظبة على التطور المستمر عبر صقل عاداتهم الدراسية ومهاراتهم في إدارة الوقت والتفكير النقدي ومهارات حل المشكلات، فالدراسة الجامعية تختلف عن المدرسية، وتتمتع باستقلالية في التعلم.

  • ما النصائح التي يجب أن يتبعها الخريجون قبل الالتحاق بسوق العمل؟ وما دور المركز في توجيه الخرجين؟

يعتبر التخطيط المهني عملية مستمرة وحيوية تتضمن البدء المبكر والتخطيط السليم للحياة المهنية. ويقدم مركزنا تشكيلة واسعة من ورش العمل والبرامج التدريبية لمساعدة الطلاب في صقل مهاراتهم والاستعداد لحياتهم المهنية.

برامجنا تشمل “مهارات قابلية التوظيف” للطلاب في المرحلة الثانوية وبرنامج “مهارات الاستعداد المهني” لطلاب الجامعات والخريجين، بالإضافة إلى ورش العمل المتنوعة والمشاركة في المعارض المهنية.

وتتضمن عملية التخطيط المهني تحديد الأهداف والغايات المهنية والبحث اللازم، وتفاعل مع القطاعات المهنية عبر التدريب والتطوع والتواصل المباشر مع المحترفين. بالإضافة إلى صقل المهارات القابلة للنقل والتقنية المتعلقة بالبحث عن عمل.

وينبغي على الخريج أن يستمر في التطوير وتنمية مهاراته الشخصية والتقنية باستمرار، من خلال تبني عقلية التعلم المستمر.

  • تزايد تبني التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها في مجالات العمل المختلفة.. كيف يمكن مواجهة هذا الأمر؟ وماذا تنصح الطلاب الخريجين لإيجاد مكان لأنفسهم في ظل هذا التطور الكبير؟

يعيش عالمنا حاليا في فترة من التغييرات السريعة والمهمة ناتجة عن التطور السريع في مختلف مجالات التكنولوجيا. ففي ظل الطلب المتزايد على مهارات متخصصة ودقة عالية في العمل، مثل الإبداع والابتكار واستخدام التكنولوجيا المتقدمة والذكاء العاطفي والتفكير النقدي، يأتي التعلم المستمر بأهميته المتنامية.

على الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على بعض الوظائف، فإنها قادرة أيضا على خلق فرص ووظائف جديدة في مجالات البرمجة وتحليل البيانات والروبوتات والتصميم والتطوير، مما يعزز سوق العمل بوجود محترفين مبتكرين، لذا فإن قدرة هذه التقنيات على المساهمة الإيجابية في الاقتصاد وتعزيز سوق العمل في قطر تتوقف على توفر التدريب والتأهيل المناسب للقوى العاملة الحالية والمستقبلية.

نحن في مجلة “دليلك المهني” قد خصصنا العدد الـ14 لمناقشة تأثير التطور التقني في مجالات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والتكنولوجيا المالية وغيرها على جميع جوانب العمل والأعمال، وكيفية التأقلم معها والاستفادة منها. ننصح جميع القراء، منهم الطلبة وأولياء الأمور، بالاطلاع على هذا العدد عبر موقعنا الإلكتروني أو تطبيق “دليلك المهني” على الهواتف الذكية، نظرا لأهمية المواضيع المطروحة فيه.

  • كيف يمكن للخرجين المطابقة ما بين اهتماماتهم ومهاراتهم وقدراتهم مع المهن والأعمال المتاحة.. وما دور المركز في ذلك؟

يجب على الخرجين البدء بتقييم أنفسهم بعناية، وبشكل أساسي تحديد وتحليل اهتماماتهم ومهاراتهم وإجراء بحث مستفيض حول المهن المرتبطة بتوجههم العام. ومن المهم في تلك المرحلة طلب المشورة المتخصصة من المرشدين الأكاديميين والمهنيين، والتحدث مع محترفين في المجالات المهنية المحتملة.

ويحرص المركز أيضا على تنظيم العديد من البرامج التي توفر فرص معايشة بيئات العمل المختلفة لكل الفئات العمرية، وليس فقط للخريجين، نذكر منها برنامج “الموظف الصغير” المصمم للأطفال بين سن 7 و15 عاما، وبرنامج “مهنتي-مستقبلي” الموجه لطلبة المرحلة الثانوية، وبرنامج “القرية المهنية”.

هذه البرامج تتيح للمشاركين، كل وفق مرحلته العمرية، اختبار بيئات العمل الحقيقية وأداء بعض المهام فيها، بالإضافة إلى التواصل مع المحترفين المتمرسين الذين بإمكانهم تقديم معلومات واضحة وتفصيلية حول طبيعة العمل وما يتطلبه من إمكانات ومهارات. وهذه الأنشطة هي الأساس في المطابقة الحقيقية بين الاهتمامات والمهارات من جهة والمهن المتاحة من جهة أخرى، إلى جانب تعليم الطلبة مفاهيم الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية.

  • المركز بصدد إطلاق نسخة جديدة من جلسات الاستشارة المهنية تحت اسم “الدليلة” للإرشاد ما مضمونه؟

“الدليلة” هو نسخة مطورة عن جلسات الاستشارات المهنية الافتراضية التي شرع المركز في تقديمها قبل سنوات، وهي توسيع كمي ونوعي مقارنة بالبرنامج السابق.

واسم البرنامج يعني في لهجتنا القطرية “المرشد”، ويحمل دلالات تتماشى مع الهدف الأساسي لمنظومة جلسات الاستشارة المهنية التي يقوم عليها المركز حاليا، حيث عمل خبراء الإرشاد والتوجيه المهني في المركز خلال الفترة الماضية على إعداد وتعزيز البرنامج بعدة مراحل إضافية من الإرشاد المهني سيتم خلالها اصطحاب المستفيدين من البرامج في رحلة متكاملة مصممة خصيصا وفق احتياجاتهم وطموحاتهم، تهدف إلى وضعهم على المسار المهني الأمثل الذي يتماشى مع اهتماماتهم وقدراتهم لتحقيق الرضا المهني والشخصي.

  • هل ترى أن معارض التعليم التي تعقد في قطر، والتي تشارك فيها جامعات ومدارس من داخل البلاد وخارجه كافية من حيث سد حاجة الطلاب لمعرفة الفرص المتاحة في التعليم العالي؟

تعتبر المعارض الجامعية دورا مهما في تزويد الطلاب بمعلومات شاملة حول الجامعات في قطر وخارجها، والبرامج الأكاديمية المتاحة، وتسهل اتخاذ القرارات المستنيرة من خلال المقارنة بين الخيارات. كما تتيح المعارض فرصة للتواصل المباشر مع ممثلي الجامعات والاستفادة من خبراتهم.

ومع ذلك، يجب ربط المعارض بخدمات التطوير المهني لتحقيق أقصى فائدة للطلاب، من خلال توفير جلسات استشارة مهنية وورش عمل ومنابر إلكترونية موثوقة. كما من المهم بدء التوجيه الأكاديمي والمهني في المدارس والجامعات لتزويد الطلاب بالدعم اللازم للاستفادة القصوى من المعارض الجامعية.

  • لو تحدثنا أكثر عن أهمية إتقان مهارة مقابلات العمل وماذا يقدم المركز في هذا الصدد؟

إن استعداد المتقدمين للعمل وتميزهم في سوق العمل المتنافس يعتمد بشكل كبير على القدرة على صياغة سيرة ذاتية مميزة وإدارة مقابلات العمل بكفاءة. وتعد مهارة إجراء المقابلات فرصة حاسمة للتألق وإبراز المهارات الشخصية وقدرة التواصل وحل المشكلات أمام صاحب العمل. يلعب الانطباع الأول دورا حاسما في جعل المرشح لافتا لصاحب العمل.

يقدم مركزنا ورش عمل وبرامج تدريبية متنوعة مثل “مهارات قابلية التوظيف” و”مهارات الاستعداد المهني”، بالإضافة إلى مطبوعات ومقالات توعوية استنادا إلى خبرة مختصي الإرشاد ومسؤولي التوظيف. كما يصدر المركز منشورات ومقاطع فيديو توجه الطلاب في كتابة السيرة الذاتية والاستعداد لمقابلات العمل، بهدف تسهيل انتقالهم من الدراسة إلى العمل بكفاءة. يمكن الاطلاع على هذه الموارد عبر الموقع الإلكتروني للمركز وصفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي.

شاركها.
Exit mobile version