غزة- “أرسم من أجل إنسانيتي وفلسطين”، بهذه الكلمات يفسّر الفنان التشكيلي باسل المقوسي تمسّكه بريشته وأقلامه وأوراقه، وتعاليه بالرسم على مآسي الحرب، بعد اضطراره هو وأسرته إلى النزوح من مدينة غزة إلى رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

في خيمة صغيرة تستند إلى جدار في شارع بحي تل السلطان غربي مدينة رفح، يقيم باسل وأسرته، وهي محطة النزوح الثالثة، فقد نزحوا للمرة الأولى من شمال القطاع إلى مرسمه الفني في مدينة غزة، ومنه إلى منزل صديقه في مدينة خان يونس.

ومع اشتداد القتال إثر توغل جيش الاحتلال برا، اضطر إلى النزوح لمدينة رفح، التي تؤوي حاليا أكثر من مليون نازح يشكلون زهاء نصف التعداد الكلي للسكان في القطاع الساحلي الصغير.

وانعكست مآسي الحرب والنزوح على لوحات باسل الفنية. ويقول للجزيرة نت إنه يستلهم عناوين لوحاته “من الحياة اليومية البائسة، والمشاهد القاسية لنازحين يكابدون من أجل البقاء على قيد الحياة”.

وتمثّل هذه اللوحات بالنسبة لباسل كنزا ثمينا، فهي جزء من ذاكرته الفنية والإنسانية، وقد سبق له أن خسر في حروب سابقة لوحات عديدة جراء غارات جوية إسرائيلية، وتتملكه الخشية أن يكون الدمار الذي مارسه جيش الاحتلال في مدينة غزة وشمال القطاع قد نال من لوحاته في منزله، وفي مرسمه “شبابيك” المجاور لمستشفى الشفاء.

واستشهد أكثر من 45 فنانا وكاتبا فلسطينيا، وخسر معظمهم لوحاتهم الفنية، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبحسب تصريحات صحفية لوزير الثقافة عاطف أبو سيف، فإن جميع المراكز الثقافية في قطاع غزة، وعددها 42 دُمرت بشكل كامل، وأسفرت الحرب عن خسارة كنوز ثقافية منها نسخ لكتب ثمينة تعود لما قبل النكبة عام 1948.

شاركها.
Exit mobile version