يرى محللون سياسيون أن عملية كريات ملاخي، والتي أسفرت عن مقتل إسرائيليَين وإصابة 4، تؤكد وحدة الجبهات الفلسطينية، وتثبت فشل حكومة بنيامين نتنياهو في توفير الأمن للإسرائيليين.

ووقعت عملية إطلاق نار في محطة للحافلات، شمال مدينة كريات ملاخي شرق أسدود، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في بيان- إن “العملية الفدائية في كريات ملاخي رد طبيعي على حرب الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار جرائمه وجرائم المستوطنين الإرهابيين في الضفة والقدس”.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي إن العملية الفدائية تأتي بعدما تعاظمت أعمال القتل والإجرام الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى حصار وتجويع الناس في القطاع.

وأضاف البرغوثي -في حديثه لبرنامج “غزة.. ماذا بعد؟” أن الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين استفزت مشاعر الجميع، وأن عملية كريات ملاخي هي رسالة لنتنياهو وجيشه بأن الضفة الغربية قد تشتعل أيضا، ولذلك عليهم أن يوقفوا حربهم الهمجية في غزة.

وقال إن السياسة التي يمارسها الاحتلال، من إجرام وحصار وتجويع وحرمان الناس من العلاج، لن تثني الفلسطينيين عن الاستمرار في مقاومتهم وصمودهم.

عملية إطلاق النار في كريات ملاخي أسفرت عن مقتل إسرائيليَين وإصابة 4 (الفرنسية)

ونوّه البرغوثي إلى أن إسرائيل لا تريد الحل الوسط ولا تريد أن تقام دولة فلسطينية، مشددا على أهمية التحرك الدولي القانوني في الضغط عليها لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني.

فشل حكومة نتنياهو

ومن جهته، يعتقد الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى أن العملية الفدائية في كريات ملاخي أثبتت فشل نتنياهو وحكومته في تحقيق الأهداف التي تم وضعها وخاصة توفير الأمن للإسرائيليين.

ويعيش المجتمع الإسرائيلي -بحسب مصطفى- في معضلة حقيقية، باعتبار أن من يحكمه لا يوفر له الأمن، مشيرا إلى أن هناك توجها نحو إسقاط حكومة نتنياهو التي خلص استطلاع في جريدة “معاريف” إلى أنها لن تستطيع إكمال حكمها إذا جرت انتخابات.
كما أن عملية كريات ملاخي تؤكد وحدة الجبهات الفلسطينية، وأن الفلسطينيين يشتركون في آلامهم وأحلامهم وطموحاتهم.

ومن جهة أخرى، أشار الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى وجود نزعة عنصرية لدى الإسرائيليين، حيث يغيّب الفلسطيني وتنزع إنسانيته، ويظهر ذلك حتى في مناهجهم التعليمية.

ولكن رغم هذه العنصرية التي تفاقمت في ظل التوجه اليميني والمتطرف لحكومة نتنياهو، هناك تيارات فكرية يقودها بعض المؤرخين والأكاديميين، تدعو إلى ضرورة أن تنتقل إسرائيل لمرحلة ما بعد الصهيونية، وحتى تكون جزءا من المنطقة، عليها أن تعترف بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ومنحه حق تقرير مصيره.

كما يدعو هذا التيار إلى أن تصبح إسرائيل دولة مدنية ديمقراطية لكل المواطنين فيها، ويقول الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية إن هذا التيار كان قويا وله صوت في التسعينيات، لكنه أصبح اليوم مهمشا.

شاركها.
Exit mobile version