عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإثارة الجدل بشأن مستقبل قطاع غزة، بعدما كشف أن لديه أفكارا لإعادة الناس إلى منازلهم في غزة، التي وصفها بأنها ظلت أرضا للموت والدمار لسنوات طويلة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ترامب أنه يعمل بجد بشأن القطاع، معربا عن فخره بأن تتولى بلاده الأمور فيه، من دون أن يوضح طبيعة ذلك. كما شدد على ضرورة التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رغم تنديده بهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي هذا الإطار، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن تصريحات ترامب تمثل تحولا بشأن غزة، وتسحب ما تكرره إسرائيل بأنها تنفّذ مقترح ترامب القائم على تهجير الغزيين.

ووفق حديث مصطفى لبرنامج “ما وراء الخبر”، فإن رؤية إسرائيل بشأن غزة بُنيت على مقترح ترامب في فبراير/شباط الماضي، وترتكز أيضا على احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه والاستيطان فيه.

ورأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن تصريحات ترامب تمثل تراجعا عن فكرة تهجير الغزيين، وترسل رسالة للإسرائيليين مفادها أن هذه الفكرة “غير عملية”.

وقال إن خطة ترامب الجديدة غير واضحة، ولكن تبرز فيها إدارة مدنية وأمنية أميركية بمشاركة عربية لقطاع غزة في اليوم التالي للحرب، مشددا على أنه “لا يمكن معرفة اللحظة التي يتم فيها تسليم غزة إلى الإدارة الأميركية”.

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي أن ترامب لا يمتلك خطة بشأن غزة، مستدلا بتصريحات المتكررة والمتضاربة على مدار الأشهر الماضية.

وأعرب الشايجي عن قناعته بأن ترامب تعرّض لضغوط واضحة بعدما كان يتمسك بمشروع وقف الحرب، مشيرا إلى أن ترامب يتناقض مع نفسه، إذ يريد منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة، في وقت يدمر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمن المنطقة وسيادة دولها.

ومع ذلك، فقد تراجع ترامب -وفق الخبير بالشؤون الأميركية عبد الله الشايجي- عن وقف حرب غزة وتجويع سكانها، لكنه يفكر بإدارة أميركية لقطاع غزة بمشاركة عربية.

الخيارات المتاحة؟

وأعرب مصطفى عن قناعته بأنه يمكن التأثير على إدارة ترامب، التي قال إنها تختلف عن الإدارات الأميركية السابقة، مستدلا بتوجهات الرئيس الأميركي في سوريا وإيران واليمن بخلاف النظرة الإسرائيلية.

وأشار إلى أن التحالف الإستراتيجي بين أميركا وإسرائيل لا يعني عدم وجود خلافات بينهما، لافتا إلى أن المصالح الأميركية بالمنطقة تصطدم مع السياسات الإسرائيلية، التي تنطلق من فكرة الحسم العسكري هو الحل الوحيد لمشاكل الإقليم.

وحسب مصطفى، فإن قدرة إسرائيل تاريخيا على التأثير على أميركا في ملفات المنطقة قليل، وكذلك فإن قدرة أميركا في التأثير على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية قليل أيضا.

من جانبه، أقر الشايجي بامتلاك الولايات المتحدة كثيرا من الأوراق للضغط على الحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى الضربات التي وجهها ترامب إلى نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة.

ويقصد المتحدث هنا وقف الهجمات الأميركية على الحوثيين في اليمن، وإطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر، وعدم زيارة ترامب لإسرائيل خلال جولته بالمنطقة، ورفع العقوبات الأميركية عن سوريا ولقاء رئيسها أحمد الشرع.

ووفق الشايجي، فإن إسرائيل تستمر في التلاعب، إذ لا يوجد لديها بنك أهداف في غزة، وتواصل إبادة الغزيين كل يوم، مؤكدا أن الإدارة الأميركية تعتقد أن نتنياهو “لا يخدم رؤية ترامب في الشرق الأوسط”.

وخلص إلى أن زيارة ترامب في المنطقة “تحولت إلى تجارية واستثمارية، إذ لم يتكلم عن الخليج العربي، ولم يوقع اتفاقية تضمن برنامجا نوويا سعوديا سلميا”.

شاركها.
Exit mobile version