قالت مجلة لونوفيل أوبسرفاتور (لوبس) إن كارثة إنسانية تتكشف في قطاع غزة الذي يقبع تحت حصار القوات الإسرائيلية بعد 5 أشهر من الحرب، وهو ما يجعل إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين هناك أمرا بالغ الصعوبة، في وقت تدق فيه الأمم المتحدة ناقوس الخطر بوجود “مجاعة واسعة النطاق لا مفر منها تقريبا”، وتعلن فيه وزارة الصحة الفلسطينية وفاة نحو 23 طفلا بسبب سوء التغذية والجفاف في غزة.

وأوضحت المجلة الفرنسية -في تقرير بقلم ماري فياشيتي- أن صعوبة إيصال المساعدات برا جعل العديد من الدول تحاول إرسال المواد الغذائية والمعدات الصحية جوا، مع احتمال فتح ممر بحري بين قبرص وقطاع غزة، وللتوضيح تعالج لوبس الموضوع في 4 أسئلة.

أولا، من أين يمكن أن تدخل المساعدات البرية إلى غزة؟

ذكّرت المجلة بأن الغالبية العظمى من المساعدات البرية التي وصلت قطاع غزة منذ بداية الحرب عن طريق الشاحنات، تدخل من معبرين، أحدهما معبر رفح على الحدود المصرية مع القطاع والثاني معبر كرم أبو سالم الذي تعبره الشاحنات قادمة من إسرائيل.

وحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، دخلت 14 ألفا و477 شاحنة الأراضي الفلسطينية عبر هذين المعبرين منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول، وحسب إسرائيل فإن العدد هو 16 ألفا و93 شاحنة، بمعدل 105 شاحنات يوميا، وهو بعيد كل البعد عن الكميات الكافية لمساعدة ملايين الفلسطينيين المحتاجين، كما تقول منظمات إنسانية مختلفة.

ثانيا، لماذا يتعطل إدخال المساعدات دائما؟

أكدت الهيئة المسؤولة عن الشؤون المدنية الفلسطينية (كوغات) التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن الحجم الذي يمكن أن يدخل إلى القطاع “تحدده بشكل خاص قدرة المنظمات الإنسانية في قطاع غزة على استيعاب هذه المساعدات”.

ومع أن الاختناقات المرورية تعيق دخول الشاحنات وهو ما يبطئ عملية التسليم، حسب المنظمات الإنسانية، فإن ما يبطئها أكثر هو القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل حتى قبل بدء الحرب، حين كانت تقيد بالفعل دخول ما يسمى بالمعدات “ذات الاستخدام المزدوج”، أي التي يمكن في نظرها، استخدامها لأغراض عسكرية.

ثالثا، لماذا تتم الإشارة إلى إسرائيل بالتحديد؟

في الأسابيع الأخيرة، اتهم العديد من رؤساء الدول والممثلين السياسيين إسرائيل بعدم القيام بما يكفي للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تكون اعتبارا ثانويا أو ورقة مساومة”.

وفي رسالة انتقادية للغاية تجاه الهجوم الإسرائيلي و”الكارثة الإنسانية” التي يسببها، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدم وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ إلى “السكان” بأنه “غير مبرر في حالة طوارئ إنسانية مطلقة”، ودعا لفتح ميناء أسدود وفتح طريق بري مباشر من الأردن، وكذلك “جميع المعابر” من أجل إيصال المساعدات.

رابعا، جوا وبحرا.. ما بدائل الطريق البري؟

في مواجهة صعوبات مرور الشاحنات، أسقط العديد من البلدان بعض المساعدات جوا، مثل الأردن والولايات المتحدة وفرنسا وهولندا وبلجيكا ومصر، ومع ذلك، فإن عمليات الإنزال الجوي هذه ليست كافية نظرا لحجم الأزمة، كما يرى برنامج الأغذية العالمي، والأسوأ أن بعضها أدى إلى وفاة 5 أشخاص غرب مدينة غزة، حسب مصدر طبي.

ويبقى المرور عن طريق البحر بديلا آخر ممكنا -كما تقول المجلة- وبالفعل قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الجمعة إنها تأمل في فتح ممر بحري سيجعل نقل المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة ممكنا.

وأعلن بايدن كذلك عن عملية إنسانية كبيرة عن طريق البحر، تتضمن بناء رصيف مؤقت في غزة، وقد حدد البنتاغون أن بناء هذا الهيكل سيستغرق نحو 60 يوما، و”يمكن أن يوفر أكثر من مليوني وجبة يوميا لمواطني غزة”.

ويعتقد العديد من القادة الإنسانيين والسياسيين، بما في ذلك مفوض الاتحاد الأوروبي للأزمات الإنسانية، يانيز لينارسيتش، أن الشاحنات مع ذلك، تبقى الوسيلة الأكثر فعالية، ويطالبون بفتح المزيد من المعابر.

شاركها.
Exit mobile version