قالت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية إن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة “الإرهاب” في باريس أمر بحبس 3 طلاب من نانت ونيم بعد فتح تحقيق أولي، وتوجيه الاتهام لهم بالتخطيط للقيام بأعمال عنف بالمتفجرات ضد هدف رمزي، وخصوصا مجلس مدينة بواتييه، للانتقام لمعركة جرت عام 114هـ/732م.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير حصري بقلم جيريمي فام لي- أن الطلاب الثلاثة أنيس ت، وأنس ف، وحسن أ، أرادوا “تفجير شيء ما في فرنسا”، و”إثارة التمرد والحرب الأهلية”، و”إقامة دولة إسلامية” على الأراضي الفرنسية، وقد بدؤوا في صنع متفجرات انطلاقا من معرفة أحدهم بالكيمياء، ولكن ضباط الشرطة اعترضوهم أثناء الاستعداد لهجومهم الذي كان في مرحلة متقدمة.

ووجّه المدعي العام للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عاما -حسب الصحيفة- الاتهام يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول، “بإنشاء جمعية إرهابية إجرامية” و”التصنيع غير المصرح به للمتفجرات فيما يتعلق بمشروع إرهابي”.

معدات كيميائية

واكتشف عملاء المديرية العامة للأمن، في إطار المراقبة الإدارية المرتبطة بمكافحة الإرهاب، طالبا في قسم علوم الحاسوب بجامعة نانت يدعى أنيس ت. (19 عاما)، وهو فرنسي من أصل جزائري، لديه اتصالات هاتفية مع العديد من الأشخاص الموجودين في ملفات “إس” الأمنية الذين تتابعهم أجهزة المخابرات.

وتبين أن أنيس ت. الذي يطلق على نفسه “أبو النصر الحسني”، ابن إمام مسجد سان بريوك وداعية سابق في مركز الحبس الاحتياطي بنفس المدينة، وهو يدير قناة على موقع يوتيوب يقدم فيها دروسا إسلامية لنحو 200 مشترك.

غير أن بعض محادثات أنيس ت. الهاتفية أقلقت إدارة الأمن، حيث ذكر أثناء حديث مع طالب آخر من نانت يدعى أنس ف.، طردا سيتم وضعه في خزانة، لاستخدامه -على حد تعبيرهم- في “تنفيذ العمليات”، وهو ما فسّرته الشرطة بأنه خطة للقيام بأعمال عنف باسم “الجهاد”.

وخلال الفترة نفسها، قدم أنيس ت. طلبا عبر الإنترنت للحصول على معدات كيميائية تضم حاوية وماصات بلاستيكية وأقنعة وغيرها، وقد حدد مع صديقه موعدا لإجراء “الاختبارات” في نانت، مما دعا الشرطة لتعقب الصديقين عندما حاولا استلام الطرد يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

بحسب التحقيقات، كان الثلاثة يفكرون في عدة مشاريع جهادية يقودها ابن الإمام، ولكن خططهم تبدو مشوشة أحيانا، إذ في البداية كان أنيس ت. يقترح الذهاب إلى سوريا والانضمام إلى “تنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة”، دون أن يتمكن من الاختيار بينهما، ولكنه عدل إلى أعمال العنف على الأراضي الفرنسية باستخدام المتفجرات

خطط مرتبكة

وتباهى الشريكان عبر الهاتف بأنهما نجحا في تصنيع مادة (تي إيه تي بي) “TATP”، وهي مادة متفجرة تحظى بشعبية كبيرة لدى التنظيمات المتشددة، ويُزعم أنهما اختبرا قنبلة محلية الصنع في مكان مهجور وما زالا يحتفظان بـ3 غرامات من تلك المادة جاهزة للاستخدام.

كذلك كُشف عن مشتبه به ثالث، هو حسان أ. (19 عاما)، وهو طالب لعلم النفس في نيم، وقد التقى أنس ت. وحسن أ. عدة مرات خلال دورات مخصصة للدين ومشروع افتتاح مكتبة للمجتمع الإسلامي.

وبحسب التحقيقات، كان الثلاثة يفكرون في عدة مشاريع جهادية يقودها ابن الإمام، ولكن خططهم تبدو مشوشة أحيانا، إذ في البداية كان أنيس ت. يقترح الذهاب إلى سوريا والانضمام إلى “تنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة”، دون أن يتمكن من الاختيار بينهما، ولكنه عدل إلى أعمال العنف على الأراضي الفرنسية باستخدام المتفجرات.

رمزية معركة بواتييه

وفي مناقشاتهم، يبدو أن الثلاثة فكروا في العديد من المدن، مثل باريس ونانت وتولوز وليون وغيرها، قبل أن يظهروا اهتماما خاصا بمدينة بواتييه بسبب رمزية معركة عام 732 ميلادي -المعروفة ببلاط الشهداء في رمضان عام 114 هجري- التي انتصر فيها شارل مارتل على الجيش الإسلامي، مع أنهم لم يسافروا إليها حسب التحقيقات.

كما ذكر المشتبه بهم أيضا فكرة تفجير “إدارة”، كمقر المديرية العامة للأمن الوطني أو جهاز مكافحة الإرهاب الفرنسي الرئيسي، بطريقة خيالية “كالذهاب عبر المجاري أو جعل الحراس ينامون أو حتى القضاء عليهم بمسدس”، مقتنعين بأن الهجوم سيخلق فوضى، بل إن أنس ت. تخيل فكرة بتكوين جيش وإحداث حرب أهلية في فرنسا، يكون الهدف النهائي منها -حسب كتاباته- “إقامة الإمامة في فرنسا”، أي نظام إسلامي جديد ودولة إقليمية جديدة على نموذج خلافة تنظيم الدولة السابقة.

وقد تم اعتقال الطلاب بشكل متسرع بسبب الإعدادات المتقدمة للمتفجرات، وعبر أنس ت. أثناء وجوده في حجز الشرطة، عن أسفه لهذه الرحلة المجنونة، وأكد محاميه مي سيبان أوهانيانز أنه “يجب أن تستمر التحقيقات لتحديد حقيقة نوايا موكله”.

شاركها.
Exit mobile version