قالت صحيفة لوموند إن لامبالاة المسؤولين الدوليين في مواجهة المذبحة المستمرة في غزة سمحت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفرض حالة حرب دائمة وتجاهل المصير الذي ينتظر القطاع الفلسطيني بعد الصراع، ولا أدل على ذلك من الصمت العالمي الذي أعقب الهجوم المميت على مخيم للاجئين في 24 ديسمبر/كانون الأول.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها أنه لم يعد أحد يناقش حجم الخسائر البشرية الناجمة عن هذه المذبحة المستمرة، وبالتالي فإن هذه اللامبالاة المذنبة، إن لم نقل الدعم الأعمى للتدمير الجاري، هي التي تساعد نتنياهو، ليعلن تكثيف القتال ويعد بأنها “ستكون حربا طويلة ليست قريبة النهاية”.

ويمكن أن يستمر هذا الأمر -كما تقول الصحيفة- ما دامت الولايات المتحدة مكتفية بوصول القليل من المساعدات للفلسطينيين الغارقين في الفقر المدقع والمعرضين للموت في أي لحظة بالقنابل التي تزود بها إسرائيل، كما تقول رسالتها عبر القرار الأخير لمجلس الأمن.

ويبدو للوموند أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم يعتبر أن حالة الحرب الدائمة، التي يحاول إرساءها من خلال اللعب على تعطش رأيه العام للانتقام، يمكن أن توفر له طوق النجاة، لأن استمرار العمليات يؤجل وقت الحساب وعمل لجنة تحقيق محتملة تهدف إلى تحديد المسؤوليات في سلسلة القيادة الإسرائيلية والمسؤولية عن الفشل في توقع عملية طوفان الأقصى.

وخلصت الصحيفة إلى أن إطالة أمد القتال يوفر الصمت عن المصير الذي ينتظر غزة بعد انتهاء الحرب، ويسمح لنتنياهو بتفادي ما يكرهه من عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع لأن ذلك سيكون موجبا لإعادة إطلاق عملية دبلوماسية.

غير أن المذابح الإسرائيلية والقصف العشوائي الذي قتل الآلاف من الفلسطينيين أظهرا الضرورة الملحة لإطلاق تلك العملية، وبالتالي لا ينبغي لواشنطن وباريس أن تتوسلا حل الدولتين من خلال قبول هذه الحرب التي لا نهاية لها والتي لا يرى نتنياهو لبلاده أفقا غيرها.

شاركها.
Exit mobile version