تقول الكاتبة وزمة سادات إنها نشأت في أفغانستان وسط الحروب المستمرة وتعرف أن وقف إطلاق النار لبضعة أيام لا معنى له، إذ لا يمكنه أن يوقف صدمات الحروب التي يواجهها الأطفال.

واستهلت الكاتبة، وهي أميركية من أصول أفغانية مقالا لها بمجلة “نيوزويك” الأميركية أمس، بالقول إنها كانت ترغب في إنهاء الحرب في غزة تماما، بدلا من الهدنات المؤقتة.

وأكدت أنه -وبعد سنوات طويلة من مغادرتها أرض الحروب التي عاشتها في طفولتها وأصبحت على بعد آلاف الكيلومترات منها- لا تزال صور الأطفال الأبرياء من غزة وهم غارقون في الدماء تعيد إليها ذكريات طفولتها.

طائرات وصواريخ

وسردت الكاتبة قصصا مرعبة عن معاناتها من القصف بالطائرات والصواريخ في أفغانستان. فعندما كان عمرها 7 أيام فقط، اخترق جناح طائرة مقاتلة نافذة منزلهم حيث كانت نائمة، محطما الزجاج على جلدها الغض، وعندما كانت بالرابعة ضرب صاروخ منزلهم.

وقالت إنها، وحتى اليوم، تستطيع سماع صوت إحدى القنابل التي ضربت جزءا من منزلهم، ولا تزال تشعر أحيانا أن الأرض ترتجف من تحتها.

وقالت أيضا إنها مشت على جثث الموتى لتهرب بحثا عن ملجأ، وكانت تغلق عينيها وأذنيها حتى لا تسمع صرخات الموت طلبا للمساعدة ثم النهايات الصامتة.

لا مكان يركضون إليه

وعبرت الكاتبة من أصل أفغاني عن حزنها الشديد لأطفال غزة، وعن ألمها كأم لأنهم ليس لديهم مكان يركضون إليه من القنابل والصواريخ التي تنتزع حياتهم وسلامهم إلى الأبد.

فالأطفال يدفعون أعلى ثمن لهذه الحرب -كما تقول الكاتبة- وفي حين أنهم قد لا يتذكرون معظم التفاصيل، فإن صدمة الحرب سوف تبتلع حاضرهم، وتطمس إحساسهم بالسلام وثقتهم في الإنسانية، وسوف تدمرهم لأجيال قادمة.

وأضافت “سوف يتذكر الأطفال الفلسطينيون هذه الأهوال وسيدفعون ثمن العنف” وقالت إنها تستيقظ هذه الأيام من نومها خوفا من أن تتصاعد الحرب في جميع أنحاء المنطقة ويموت الأطفال مرة أخرى ظلما.

الظل البشع

وقالت الكاتبة إنها في إحدى الليالي، في أفغانستان، رأت الموت عن قرب وتعهدت بإنهاء ظل الحرب البشع من حياة الأطفال.

وهي تعيش الآن في الولايات المتحدة، ومع ذلك لا تزال تعيش ذكريات الحرب التي ابتلعت حياتها كلها تقريبا، مضيفة أن الحرب تنتصر مرة أخرى، حيث ينعى جارها الفلسطيني بهدوء فقدان 20 من أفراد أسرته الذين قتلوا في غزة الشهر الماضي.

وختمت بأنها تستيقظ فجأة، هذه الأيام، وتجلس على سريرها الساعة الثانية صباحا، وتغلق عينيها وأذنيها على صوت أجش للحرب القادمة من أماكن بعيدة، وتقول بصوت عال في غرفتها الهادئة الفارغة “من فضلكم، ضعوا حدا لهذا الكابوس (الذي هو) من صنع الإنسان”.

شاركها.
Exit mobile version