قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن هناك حاجة ملحة لوقف الكارثة في قطاع غزة، ودعت الولايات المتحدة إلى العمل بجدية من أجل إنهائها وإلا سيُنظر إليها بأنها متواطئة في حدوثها.

وأوضحت أن قتل العشرات ممن كانوا يأملون الحصول على مواد غذائية الخميس الماضي يؤكد مدى بؤس الكارثة في غزة بعد حصار إسرائيل المستمر منذ 5 أشهر.

تحذير أممي من المجاعة

ولفتت الصحيفة في افتتاحية لها إلى أن عدد القتلى من الفلسطينيين جراء الهجوم الإسرائيلي تجاوز الأسبوع الماضي 30 ألفا، وأن مسؤولي الأمم المتحدة حذروا من المجاعة والمرض مع وصول الحد الأدنى من المساعدات إلى غزة.

وأضافت أن قضاة محكمة العدل الدولية أمروا في يناير/كانون الثاني الماضي باتخاذ إجراءات “فورية” لتسهيل تسليم المساعدات إلى غزة، لكن حدث العكس وانخفضت عمليات تسليم المساعدات إلى النصف تقريبا في فبراير/شباط مقارنة بالشهر السابق له، كما أشارت إلى انهيار النظام المدني في القطاع.

نقص المساعدات يوضح عجز أميركا والغرب

وقالت الصحيفة إن نقص المساعدات يوضح أكثر من أي قضية أخرى عجز الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في الضغط على إسرائيل لتغيير مسار حربها.

وذكّرت الصحيفة بأن مسؤولية ضمان توفير الغذاء الكافي للجياع تقع على إسرائيل بوصفها سلطة احتلال.

وأعربت عن اعتقادها بأن أفضل الطرق لوقف الصراع وتخفيف الكارثة الإنسانية وتخفيف التوترات الإقليمية يكمن في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن الوسطاء (الولايات المتحدة وقطر ومصر) -كما تقول- يجدون صعوبة في تضييق الفجوات الواسعة بين الأطراف الرئيسية.

وقالت إنه لا بد من كسر جمود المفاوضات، وعلى قطر ومصر مواصلة الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق و”إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين”، وعلى أميركا أن تفعل المزيد لإقناع إسرائيل بتخفيف المعاناة في غزة وإنهاء هجومها.

وعلقت بأن قرار أميركا إنزال المساعدات جوا إلى قطاع غزة هو علامة على إلحاح الوضع “الذي كان يجب ألا يصل إلى هذه النقطة”.

على بايدن تجاوز نتنياهو

وقالت “فايننشال تايمز” إن الرئيس الأميركي جو بايدن بوصفه صديقا لإسرائيل عليه أن يتجاوز نتنياهو والتحدث مباشرة إلى الإسرائيليين للتحذير من الضرر الذي تلحقه المذبحة في غزة بإسرائيل وأهدافها الأمنية على المدى الطويل.

وأضافت أنه يجب على بايدن وضع شروط على مبيعات الأسلحة الأميركية إذا استمر نتنياهو في تجاهل نصيحته، كما يجب عليه دعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة للتأكيد على الجدية في العمل من أجل حل الدولتين، وعليه إلغاء قرار وقف التمويل الأميركي للأونروا.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بأنه وقبل كل شيء يجب على بايدن الاعتراف بأن من مصلحة إسرائيل وأميركا العمل بالواجبات المذكورة، محذرة من أنه كلما طال أمد الحرب سيُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها متواطئة في الكارثة بغزة.

شاركها.
Exit mobile version