|

مع قدوم شهر رمضان المبارك، تتوق نفوس المسلمين حول العالم إلى زيارة الأراضي المقدسة لأداء عمرة رمضان، مستلهمين من قول الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- “عمرة في رمضان تعدل حجة معي”، ما يجعل أجر هذه العمرة عظيما، فإنها تعدل في ثوابها ثواب مَن حج مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ورغبة في هذا الأجر العظيم، يتوافد الملايين خلال شهر رمضان المبارك إلى الأراضي المقدسة في أكبر تجمع بشري في الحرمين الشريفين بعد موسم الحج، ويتضاعف بشكل سنوي عدد المعتمرين في الشهر الكريم مع الخطط التوسعية التي تتخذها المملكة العربية السعودية عاما بعد آخر.

وتزداد كثافة المعتمرين في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، حيث يفضّل كثير من الناس قضاء عمرتهم الرمضانية في الليالي العشر الأخيرة من رمضان؛ لثواب العمل المضاعف “بشرف الزمان والمكان”.

ووفقا لوزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة فإن “أعداد المعتمرين وصل إلى 13,55 مليون معتمر خلال موسم رمضان العام الماضي، وذلك بفضل التسهيلات المقدمة، وهو أكبر ارتفاع في تاريخ المعتمرين من خارج المملكة، حيث يقدّر عدد الزيادة بـ 5 ملايين معتمر بنسبة زيادة 58%”.

ووضعت الحكومة السعودية خطة لرفع الطاقة الاستيعابية لضيوف الرحمن إلى 30 مليون معتمر، و5,4 ملايين حاج في 2030.

وتعيش شركات العمرة حالة من النشاط المستمر قبيل وخلال موسم شهر رمضان، حيث تشهد المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة كثافة في أعداد الزوار.

مؤتمر صحفي بالسعودية يستعرض الاستعدادات الجارية لاستقبال معتمري شهر رمضان (واس)

رحلة روحانية

من أمام إحدى حملات العمرة في الدوحة قال محمد عبد الكريم، مدرس ابتدائي، إنه جاء إلى الحملة من أجل حجز مقعد للسفر إلى مكة المكرمة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، التي تُعدّ رحلة روحانية لا توصف، مشيرا إلى أنه اعتاد سنويا قضاء العشر الأواخر من رمضان في مكة المكرمة.

وأضاف محمد عبد الكريم، للجزيرة نت، أن الأجواء الإيمانية التي يشعر بها في المسجد الحرام خلال شهر رمضان لا يستطيع تفويتها عاما واحدا، وأن نفسه تنتظر هذه الأيام سنويا وكأنها منحة من الله -تعالى-، موضحا أنه رغم الازدحام الكبير والتكلفة المضاعفة خلال شهر رمضان، فإنه لا يستطيع التخلي عن فكرة الذهاب إلى مكة المكرمة كل رمضان.

الأجهزة الحكومية تفعّل خططها لتوفير أفضل الخدمات للمعتمرين خلال رمضان (واس)

خطة أمن العمرة

وقبيل قدوم شهر رمضان استعرضت وزارة الداخلية السعودية، خطة أمن العمرة خلال شهر رمضان المبارك، التي سخّرتها المملكة لأمن ضيوف الرحمن وسلامتهم وخدمتهم.

وقال مدير الأمن العام السعودي الفريق محمد بن عبد الله البسامي إن قوات أمن العمرة باشرت تنفيذ مهماتها لحفظ النظام وإدارة وتنظيم الحشود، وإدارة الحركة المرورية، وتقديم الخدمات الإنسانية، وتمكين ودعم الجهات الأمنية والخدمية والمساندة، وتوظيف التقنية وتسخيرها لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالكثافات القادمة للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، والتعامل معها.

وتطرق مدير الأمن العام السعودي إلى تخصيص صحن المطاف والدور الأرضي للمعتمرين والأماكن المخصصة للصلاة، ومحطات النقل العام ومراعاة كثافة الحشود المتوقعة عليها، ودورها في توزيع الكثافة على جميع جهات الحرم تفاديا للازدحام، والمواءمة بين الطاقة الاستيعابية لمحطات النقل والحرم المكي.

وأكد المتحدث ذاته أن على قاصدي بيت الله الحرام التقيد بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بالدخول إلى المسجد الحرام وأداء نسك العمرة، بالتنسيق والتكامل مع الجهات كافة.

ونبّه بتكثيف الحضور الأمني الميداني بما يضمن سرعة رصد أنواع الحالات والملاحظات الأمنية، والاستجابة السريعة بالإجراءات المناسبة حيالها، واتخاذ التدابير الوقائية لمنع وقوع الجريمة، وأي ظواهر سلبية تؤثر في أمن وسلامة ضيوف الرحمن.

وإلى ذلك، بدأت الجهات والأجهزة الحكومية بالعاصمة المقدسة تنفيذ برامجها وتفعيل خططها الخاصة، بتوفير أفضل الخِدْمات للزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام، الذي تشهد فيه مكة المكرمة كثافة من المعتمرين والزوار من داخل المملكة وخارجها.

وفعّلت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خطّتها التشغيلية لموسم رمضان لهذا العام، التي انطلقت من 5 مراحل أساسية لتكون تجربة القاصدين هذا العام مختلفة بمعايير وجودة عالية، وتميز فريد على مستوى الخدمة وسهولة الوصول إليها ليؤدي المعتمرون نسكهم وعباداتهم في أجواء روحانية.

شاركها.
Exit mobile version