عمّان – سلطت الاحتجاجات المتصاعدة والغاضبة في الأردن -الرافضة للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة- الضوء على حراك العشائر الأردنية، حيث نظمت العديد من الوقفات والفعاليات الداعمة لمعركة “طوفان الأقصى”، وظهرت الأهازيج والدبكات الشعبية.

وتداول ناشطون مداخلات على هامش لقاء قبل أيام نظمته فعاليات في قبيلة بني صخر -أحد أعرق العشائر الأردنية- وجه فيها شيوخ القبيلة التحية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وللقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في رسائل دعم وتحية.

وشهدت محافظات الأردن المختلفة على مدار الأيام الماضية مظاهرات شعبية تندد بالحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”.

هيبة الأمة

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عاطف المجالي، شيخ مشايخ الكرك، أن العشائر الأردنية تعبر عن موقفها ووقوفها إلى جانب الأشقاء في فلسطين، ومع المقاومة الباسلة في قطاع غزة.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال المجالي إن “ما تقوم به المقاومة الفلسطينية يعتبر عملا بطوليا ورجوليا، أعاد للأمة هيبتها، خاصة عندما اكتشفنا أن العدو الإسرائيلي ما هو إلا جيش من كرتون وهمي، لكن قوته يستمدها من الدول الغربية التي تدعمه”.

 

ودعا المجالي إلى كسر الحصار عن قطاع غزة فورا، مضيفا “لو يسمح لنا الإخوة في مصر بتقديم المساعدات، فإنني وبصفتي شيخ مشايخ الكرك أؤكد لكم أننا سنقدم كل شيء لأهل غزة، من مساعدات عينية، وحتى السلاح إذا لزم الأمر”.

وبشأن المطلوب أردنيا على المستويين الشعبي والرسمي، قال المجالي إن المطلوب دعم حقيقي لأهلنا في فلسطين، من ذلك وقف اتفاقية (وادي عربة) للسلام؛ متسائلا “كيف لنا أن نستمر بهذه الاتفاقية والاحتلال غير معترف ببنودها؟ وقام بخرقها عشرات المرات، بل لا يعترف بالاتفاقيات الدولية”.

دعوة إلى الملك

وكان “ائتلاف العشائر الأردنية” قد دعا -أمس الأحد- العاهل الأردني عبد الله الثاني والحكومة لاتخاذ مواقف واضحة بإدانة جرائم الاحتلال البشعة اتجاه الأهل في فلسطين وقطاع غزة، وإلغاء اتفاقية وادي عربة، وطرد السفير الإسرائيلي، وسفراء جميع الدول التي تساند جرائم الاحتلال، وتمده بالذخائر والمعدات، وتجمع أساطيلها، وحاملات طائراتها لمساندة الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي”.

وأضاف البيان “لقد أصبح من المعيب استمرار وجود سفارة كيان الاحتلال على الأرض الأردنية المقدسة، في ظل ثبوت أن هذا الكيان لا يحترم اتفاقيات السلام والمعاهدات والقرارات الأممية التي تدعوه إلى إنهاء الاحتلال، واحترام حق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس”.

وحمّلت العشائر الأردنية “المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة، مسؤولية استمرار الاحتلال البشع منذ عشرات السنين، بل تواطؤ معظم دول الغرب مع هذا الاحتلال، وانتهاكاته وجرائمه المستمرة ضد المدنيين، وسفك دماء النساء والأطفال والشيوخ، دون رادع من دول عظمى تتبجّح طوال الوقت بانتهاجها للديمقراطية وحقوق الإنسان”.

بدوره، قال الشيخ عبد العزيز نايف الخريشا -أحد مشايخ قبيلة بني صخر- إن “موقف عشيرة بني صخر، وبقية العشائر الأردنية واضح بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم مقاومته، ومساندته”.

هرولة التطبيع

وأشار بيان ائتلاف العشائر الأردنية إلى أن “الشعب الفلسطيني لم يعُد يحتمل حجم الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف، والحصار الكامل لغزّة العزّة على مدى 17 عاما في ظل تخلّي الأنظمة العربية عن واجبها نحو قضية فلسطين، وهي قضية الشعوب العربية الأولى قوميا ودينيا، بل هرولة بعض هذه الأنظمة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي”.

وأكد الائتلاف العشائري أنّ “الشعب الأردني بكافة فئاته وعشائره ومدنه وقراه ومخيماته يقفون وقفة رجل واحد مساندين وداعمين للأهل في فلسطين ومقاومتهم للاحتلال حتى التحرير، ومستعد لبذل الغالي والنفيس لوقف عدوان الاحتلال الذي تجاوز كل الحدود”.

ودعت العشائر الأردنية حكومة بلادها “للتيقّظ والاستعداد لصدّ المخطط الإسرائيلي الأميركي الغربي لتصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على المقاومة المشروعة للاحتلال، وتهجير أشقائنا الفلسطينيين من أرض آبائهم وأجدادهم”.

وجدد الائتلاف تأييده المُطلق لـ”حقّ الفلسطينيين بمقاومة كيان الاحتلال المُجرم بكل الوسائل المتاحة، لا سيما أن هذا الحقّ مقرر بموجب القيم والأعراف الإنسانية، والقيم الدينية ومبادئ القانون الدولي”.

شاركها.
Exit mobile version