نشرت صحيفة “تايمز” (The Times) البريطانية تقريرا تناول الاقتحامات الإسرائيلية لمخيم بلاطة الفلسطيني في الضفة الغربية ويسلط الضوء على الاعتداءات والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق سكان المخيم.

وتصادف وجود مراسلة الصحيفة إينا لازاريفا -التي أعدت التقرير- مع اقتحام قوات من جيش الاحتلال المخيم، مما أدى إلى مقتل شاب فلسطيني عمره 19 عاما وجرح عدد من أهالي المخيم، بينهم أطفال.

وقالت المراسلة إن المقاومة في الضفة الغربية تحذر من انفجار غضب السكان مع تزايد وتيرة المداهمات الإسرائيلية والظروف الصعبة في المخيمات الفلسطينية.

ونقل التقرير جوانب من معاناة سكان مخيم بلاطة -الذي يعد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية- جراء الانتهاكات الإسرائيلية التي تشمل القتل والاعتقال وهدم المنازل.

ومن بين السكان الذين حاورتهم لازاريفا الفلسطينية جميلة أبو شلال التي هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيت عائلتها المكون من طابقين في مخيم بلاطة.

جميلة -التي كانت تقف أمام أنقاض بيتها المهدم تحت لوحين متصدعين من الخرسانة دون خوف- قالت لمراسلة الصحيفة “لقد هدموا بيتنا فوق رؤوسنا، كنا هناك مع عائلاتنا وأطفالنا، وفجأة ومن دون سابق إنذار بدؤوا إطلاق النار علينا وقصفوا بيتنا بالصواريخ وهاجمونا من كل الجهات”.

وخلال حديث أبو شلال مع مراسلة الصحيفة سرعان ما دوى انفجار كبير تبعته صرخات بعض الأطفال محذرين من أن الإسرائيليين قد عادوا، ثم صيحات بعض الأهالي تحذر الجميع وتطالبهم بالاحتماء بسرعة من هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وتقول مراسلة “تايمز” إن “أحد الحاضرين صرخ: اختبئوا بسرعة، بسرعة، اليهود هنا، فيما كانت أبو شلال تركض بحثا عن مكان تحتمي به من الرصاص، ودخلنا أحد البيوت المجاورة، كان هناك طفل لا يتجاوز عمره عامين أخذ يحدق في الغرباء -الذين دخلوا بيته فجأة- وقد اتسعت عيناه بفعل المفاجأة، ومع اقتراب صوت إطلاق النار انبطحنا أرضا، وكان صاحب البيت -ويدعى محمد مراحيل- ذكّرنا بهدوء بضرورة الابتعاد عن النوافذ، ثم انصرف إلى موقد غاز صغير وأخذ يعد القهوة للمجموعة التي احتمت ببيته”.

مشاهد الاقتحام الإسرائيلي لم تكن حدثا جديدا بالنسبة لجميلة أبو شلال التي استشهد ابنها رياض البالغ من العمر حينها 15 عاما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 2004 خلال تشييع جنازة شهيد فلسطيني.

ولا تزيدها تلك الاقتحامات وذلك الاستهداف إلا تشبثا بالحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تقول لمراسلة تايمز “كلما استمرت (الاعتداءات) واصلنا (المقاومة) لتحرير أرضنا من الإسرائيليين، فالمقاومة حقنا”.

وكان من بين المجموعة محمد الطيراوي (40 عاما) المسؤول السياسي في كتائب شهداء الأقصى، والذي علق وهو يبتسم بسخرية “لقد تعودنا على هذا”.

كان الطيراوي يتابع أخبار الاقتحام الإسرائيلي وتصدي المقاومة الفلسطينية له عبر هاتفه المحمول.

وصلت أنباء عن دخول وحدة إسرائيلية لمكافحة الإرهاب إلى المخيم في عربة آيس كريم، تلتها وحدة عسكرية وفق لازاريفا التي تقول إن تبادل إطلاق النار استمر نحو ساعتين تقريبا، وقتل خلال الاقتحام الإسرائيلي شاب في الـ19 من العمر، وجرح العديد من الأشخاص، بينهم طفلان.

وبحسب المراسلة، فقد كانت قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم تحاول اعتقال أحد أبناء جميلة أبو شلال، والذي يتهمه الإسرائيليون بتنفيذ أنشطة ضدهم، وقد تمكن من الفرار كما فعل قبل 3 أسابيع عندما هاجمت القوات الإسرائيلية بيت عائلته ودمرته.

ووفق التقرير، فإن حدة الاقتحامات والهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على مخيمات الضفة الغربية قد زادت حدتها هذا العام، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن هذا العام قد يكون الأكثر دموية منذ الانتفاضة الثانية التي انتهت عام 2005.

ونقل تقرير الصحيفة البريطانية عن قوات الاحتلال الإسرائيلية قولها إن الهجوم الذي شنته على بلاطة كان عاشر اقتحام للمخيم تقوم به هذا العام.

وتطرق تقرير الصحيفة إلى الظروف الاقتصادية والإنسانية الصعبة في المخيم الذي يقدر عدد سكانه بنحو 33 ألف شخص يتكدسون في مساحة لا تتجاوز ربع كيلومتر مربع في غياب الخدمات الضرورية، بما في ذلك الرعاية الصحية وفرص العمل.

ونقل الموقع عن محمد الطيراوي تحذيره من أن اندلاع انتفاضة فلسطينية ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي والقيادة الفلسطينية قد يكون أمرا لا مفر منه، مضيفا “نحن تحت الضغط، الجميع يضغط علينا، لذا فإن الانفجار سيكون ضد الجميع”.

شاركها.
Exit mobile version