أكد العديد من الأميركيين الذين دعموا المرشح الجمهوري دونالد ترامب في حملته الرئاسية أنهم خدعوا، وعبروا عن ندمهم بعد أن فقد مئات الآلاف وظائفهم منذ تنصيبه رئيسا، وراحوا ضحية لتخفيضات الميزانية، كما جاء في صحيفتين فرنسيتين.
وافتتحت صحيفة لوباريزيان تقريرها بأن أكثر من 60 ألف أميركي معظمهم دعموا ترامب، اضطروا خلال شهر واحد، إلى حزم أمتعتهم على عجل، بعد أن أصبحوا ضحايا -غير متوقعين- للتخفيضات الوحشية التي أقرها مستشار الرئيس وصديقه إيلون ماسك وفريقه في الميزانية.
واستعرضت الصحيفة ما تعرض له عدد من الأشخاص، مثل جيمس ستانسيل الذي يعمل في المركز الطبي في ميلواكي، وقد انتهى يوم عمله “بصفعة على الوجه” كما يقول، وذلك بوصول رسالة إلكترونية بسيطة ووحشية -حسب وصفه- تقول “يجب على جيمس أن يترك منصبه لأن أداءه غير كاف”.
“تعرضنا للخيانة”
وعلق جيمس (61 عاما) -الذي يقول إنه تلقى الكثير من التعليقات الإيجابية طوال فترة عمله- قائلا لإذاعة ويسكونسن “إنها صفعة على الوجه، يلقون اللوم عليّ بزعم أن أدائي لم يكن كافيا، كيف يجرؤون؟ لقد خدعنا”.
ومثل جيمس ستانسيل، يقول ناثان هوفن الضابط السابق في القوات الجوية الذي صوت لصالح ترامب ووجد نفسه عاطلا عن العمل، وضحية لعملية التطهير داخل الحكومة الفدرالية بعد 3 أشهر من تصويته إن “الكثير من المحاربين القدامى صوتوا مثلي. لقد تعرضنا للخيانة”.
وقبل بضعة أشهر، كان مايكل غرونيار يعتقد بصدق أن ترامب هو المرشح الذي يمكنه تحويل اقتصاد البلاد، ولكن ما لم يتوقعه هو أن وظيفته التي حصل عليها بشق الأنفس سوف تختفي، بعد أن طُلب منه أن يحزم أمتعته بعد 3 أشهر فقط، وقال “لقد شعرت بالصدمة، كنت أتوقع أن أقضي بقية حياتي في القيام بهذا العمل”.
المنشار
ومع ذلك، يؤكد مايكل غرونيار أنه غير نادم على تصويته، وقال “لقد صوت بثقة، مقتنعا بأن تخفيضات الميزانية سوف تتم بطريقة تقنوقراطية وفعالة وأكثر عقلانية، ولكن ما حدث غير هذا. ما زلت أؤيد كافة أهداف الإدارة، ولكنني أختلف مع الطريقة التي جرت بها الأمور”.
ويشارك جيمس دياز، وهو جمهوري متشدد، صوت لصالح ترامب 3 مرات، وجهة نظر مايكل غرونيار، وقال في مقابلة صحفية “أعتقد أنهم يستخدمون المنشار الكهربائي بدلا من التفكير بعناية وإجراء بعض الأبحاث لمعرفة ما يستحق القطع وما لا يستحقه”.
وفي المقابل، يشعر آخرون بالندم الشديد على اختيارهم، وبينهم رايلي كوبر (24 عاما) التي فقدت وظيفتها في دائرة الغابات الأميركية في ميشيغان رغم أنها صوتت لترامب بسبب وعده بجعل علاجات التلقيح الصناعي مجانية وهو ما لم يفعله. تقول كوبر “لقد اتخذت قرارا لا أشعر بالفخر به الآن”.
غاضبون
أما صحيفة لوبوان فقالت في تقريرها إن وزارة كفاءة الحكومة التي يشرف عليها إيلون ماسك، شنت هجمات على الإنفاق العام منذ تنصيب ترامب، مما أدى إلى تجميد التمويل وخفض الإنفاق بشكل كبير، والتخلص من آلاف العمال الفدراليين.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنصار الرئيس بصورة خاصة غاضبون، وقال ماثيو سيمز، وهو أحد قدامى المحاربين وكان مؤيدا قويا للرئيس الجمهوري، بعد أن فقد وظيفته: “أعتقد أن الأمر يشبه طريقة المنشار، وليس الطريقة الجراحية التي ينبغي لهم اتباعها”.
وذكرت الصحيفة أن إدارة شؤون المحاربين القدامى تستعد لتنفيذ خطة إعادة تنظيم تتضمن خفض أكثر من 80 ألف وظيفة حسب مذكرة داخلية حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس، علما أن المحاربين القدامى يشكلون أكثر من 25% من القوى العاملة.
وقالت شركة “تشالنجر غراي آند كريسماس” المتخصصة في إعادة توظيف الأطر إنها تخطط لخفض 172 ألف وظيفة في الخدمة المدنية، وهو أعلى مستوى منذ يوليو/تموز 2020، حين سُرّح أكثر من 62 ألف موظف إبان جائحة كوفيد-19.