قال كاتب أميركي إن الولايات المتحدة اكتشفت أن هناك قليلا من الخيارات الجيدة التي يمكن استخدامها لوقف هجمات جماعة أنصار الله (الحوثيين) على سفن الشحن التجارية في عرض البحر الأحمر.

ومع استمرار الحوثيين في عرقلة خطوط الملاحة البحرية وسلاسل الإمداد بإطلاقهم الصواريخ على سفن النقل البحري، لا يبدو أن الضربات المتكررة التي تشنها القوات الأميركية والبريطانية ضد مواقع الجماعة في اليمن قادرة على ردعهم، حسب مقال للكاتب المختص بالشؤون الدفاعية مايكل بيك في موقع صحيفة “بيزنس إنسايدر” الإلكتروني.

ومع أن الحوثيين ليسوا قوة عسكرية كبيرة -من وجهة نظر الكاتب- لكنهم لا يحتاجون أن يكونوا كذلك، فهم يتمتعون بـ3 مزايا تساعد في تضخيم قدرتهم على إحداث فوضى تجعل من الصعب على الغرب كبح جماحها.

وأولى تلك المزايا، هي الموقع الجغرافي. فقد قضت الطبيعة أن أفضل مسار مختصر لمرور السفن بين أوروبا أو الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى الهند وشرق آسيا هو عبر قناة السويس في مصر، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي.

وهذا هو السبب الذي جعل الدول تقاتل بشراسة للسيطرة على الممر المائي في الحربين العالميتين الأولى والثانية. وتمر حوالي 15% من التجارة الدولية، و20 إلى 30% من البضائع التي تصل موانئ الساحل الشرقي للولايات المتحدة، عبر قناة السويس التي يبلغ طولها 193 كيلومترا.

ولطالما كانت القناة معرضة للخطر، كما دلت على ذلك حادثة جنوح سفينة الحاويات العملاقة “إيفر غيفن” في 2021، مما أدى إلى عرقلة انسياب حركة التجارة العالمية عبرها لأسابيع.

باب المندب بدلا من قناة السويس هذه المرة

لكن المشكلة هذه المرة لا تكمن في قناة السويس، بل في الخطر الذي يتهدد السفن المارة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب الفاصل بين إريتريا وجيبوتي غربا واليمن شرقا.

ووفقا للموقع الأميركي، فإن باب المندب البالغ طوله 112 كيلومترا وعرضه 32 كيلومترا، يقع في نطاق الصواريخ الأرضية المضادة للسفن، والطائرات المسيرة وحتى مدافع الهاوتزر التي تطلق قذائف بعيدة المدى. ولا توجد ممرات مائية جانبية إذا كان المرور عبر المضيق معطلا.

أما المزية الثانية فهي تكنولوجية الطابع، رغم قوة الأسلحة الحديثة المضادة للسفن، فإنها بسيطة الاستخدام بحيث يمكن لأي جماعة مسلحة تشغيلها.

للحوثيين تشكيلة من الصواريخ الفتاكة

وبحسب المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، فإن الحوثيين يمتلكون تشكيلة متنوعة من الصواريخ الفتاكة، معظمها من إيران، ولكن من طرازات سوفياتية قديمة وصينية.

ولدى الحوثيين أيضا صواريخ باليستية إيرانية الصنع مضادة للسفن يصل مداها إلى حوالي 483 كيلومترا تقريبا، إضافة إلى طائرات مسيّرة. وتُطلق هذه الصواريخ من منصات متنقلة يمكن تغيير مواقعها بسرعة.

المزية الثالثة سياسية

أما المزية الثالثة -كما ورد في مقال بيزنس إنسايدر- فهي سياسية، إذ يدعي الحوثيون أنهم يهاجمون السفن الإسرائيلية فقط من منطلق تضامنهم مع قطاع غزة، رغم أن العديد منها لا علاقة له بإسرائيل.

على أن السبب الحقيقي على ما يبدو -كما يشير المقال- هو محاولة إيران استغلال وكلائها، حتى تصبح هي القوة المهيمنة في الخليج العربي والشرق الأوسط.

ورغم أن الحوثيين، برأي الكاتب الأميركي، ليسوا “دمى” فإن إيران وحكومتها “المتشددة” هي الراعية القوية لهم. كما أن مواجهتهم لإسرائيل يعد موقفا يحظى بتأييد شعبي في اليمن، وفي أرجاء العالم العربي كافة.

شاركها.
Exit mobile version