موسكو- قال رئيس جمهورية لوغانسك، ليونيد باسيتشنيك، إن الجمهورية حققت خطوات كبيرة إلى الأمام بعد قرارها الانضمام إلى روسيا، وأنها تمكنت من التغلب على كثير من الصعوبات التي واجهتها بسبب الحرب مع أوكرانيا.

وأضاف باسيتشنيك في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، أن لوغانسك تشهد تغيرات كبيرة في مختلف المجالات، وأن عملية التطوير للاقتصاد تسير على قدم وساق، بفضل الدعم الكبير الذي تتلقاه من المركز (موسكو).

وحول الانتخابات الرئاسية المقبلة، أكد باسيتشنيك أن المزاج العام داخل الجمهورية هو مع إعادة انتخاب الرئيس الحالي فلاديمير بوتين لولاية رئاسية جديدة، لما قدمه من خدمات ودعم للسكان.

رئيس جمهورية لوغانسك باسيتشنيك يعتقد أن هناك تأييدا عاما داخل بلاده لإعادة انتخاب الرئيس الحالي فلاديمير بوتين.(أسوشيتد برس)

وفي ما يلي النص الكامل للقاء:

  • مر أكثر من عام على انضمام جمهورية لوغانسك الشعبية إلى روسيا. ما الذي أعطته هذه الخطوة للجمهورية، وما التغييرات التي طرأت على حياة الناس العاديين، وعلى أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية؟

شكّل انضمام جمهورية لوغانسك إلى روسيا الاتحادية حدثا كبيرا بالنسبة لنا وفتح أمامنا آفاقا كبيرة. وعلى الرغم من أن الأعمال العدائية لا تزال مستمرة والعدو يواصل محاولات قصف مدننا وقرانا المسالمة، فإن الحياة تجري بشكل طبيعي. فأعمال الترميم تجري على قدم وساق، وتساعدنا في ذلك السلطات الاتحادية بشكل أساسي، إضافة إلى الذين استجابوا لمبادرة الرئيس فلاديمير بوتين، ورعوا مناطق مختلفة في جمهوريتنا.

لا نزال نواصل ترميم المباني السكنية والطرق والمرافق الاجتماعية، كالمستشفيات والمدارس ورياض الأطفال والمؤسسات الثقافية. حجم العمل هائل، وتُشغّل مرافق جديدة أسبوعيا تقريبا. وقد تم بالفعل الانتهاء من أعمال الترميم في أكثر من 3500 موقع، من بينها حوالي 1800 مبنى سكني، وحوالي 500 مرفق اجتماعي، وأكثر من 800 من مرافق البنية التحتية العامة.

بالإضافة إلى ذلك، أُعيد بناء أكثر من 60 مؤسسة طبية وتجديدها بما يقرب من 3000 وحدة من المعدات الجديدة، فضلا عن تحديث أسطول سيارات الإسعاف بنسبة 90%، وإصلاح أكثر من 1000 كيلومتر من الطرق.

العاصمة كذلك بدأت تتغير أمام أعيننا بالمعنى الحرفي للكلمة، وذلك بافتتاح الحدائق، إلى جانب إنشاء مشروعات مشابهة في المناطق الأخرى. جزء كبير من هذه الأماكن تعرضت لأضرار بالغة أثناء المعارك. والآن تُرمم وتُحدّث. يمكننا أن نؤكد اليوم أن جمهوريتنا هي منطقة ذات توجه اجتماعي.

في العام الماضي، قدّمنا ​​أكثر من 100 إجراء في هذا الاتجاه. من الرعاية الطبية الأكثر تأهيلا، وفرص الدراسة في أفضل الجامعات الروسية، والدعم المالي الجاد للأمهات الشابات والأطفال، ومعاش تقاعدي لائق، وفرص غير محدودة للشباب… كل هذا وأكثر من ذلك بكثير متاح الآن لكل مقيم في الجمهورية.

وهذه ليست كل التغييرات نحو الأفضل التي حدثت في الجمهورية خلال ما يزيد قليلا عن عام. والفضل بذلك يعود لروسيا ورئيسها.

  • اضطر العديد من سكان الجمهورية إلى مغادرة منازلهم بسبب الحرب. كيف هي الأوضاع الآن فيما يخص عودتهم إلى بيوتهم؟

كثيرون من سكان الجمهورية لم يغادروا منازلهم حتى في 2014، خلال الأشهر الأكثر صعوبة في المواجهات، عندما كانت المعارك في ذروتها. عاد الجزء الأكبر من الذين غادروا بمجرد أن هدأت الأوضاع ولو إلى حد قليل. وحتى الأشخاص الذين شككوا في إمكانية العودة نراهم يعودون؛ لأنهم يرون التغييرات التي تحدث نحو الأفضل.

وهذا يتضح من ازدياد الطلبات على السكن في الجمهورية. لذلك في المستقبل القريب جدا، سيبدأ بناء 10 وحدات سكنية بمساحة إجمالية قدرها 70 ألف متر مربع في لوغانسك وسفيردلوفسك. وسيوفر هذا سكنا مريحا لحوالي 1000 عائلة. أنا مقتنع بأن هذه مجرد البداية، وفي المستقبل سينمو حجم بناء المساكن.

الوضع أكثر تعقيدا في المدن الواقعة على الخطوط الأمامية، حيث تتواصل التهديدات بالقصف. ولكن على الرغم من ذلك، فإن الحياة تسير على قدم وساق هناك كذلك.

  • كيف ترى مستقبل الجمهورية بعد انتهاء الحرب، فيما يخص قدرتها على تطوير الاقتصاد والاستثمارات والقطاع الزراعي؟

تتمتع لوغانسك دائما بإمكانات صناعية هائلة. والآن مهمتنا الرئيسة هي استعادتها وإطلاق المؤسسات وتحديثها قدر الإمكان وزيادة حجم وأسواق مبيعات المنتجات. بهذه الطريقة فقط سنتمكن من تطوير اقتصاد الجمهورية.

ومع انضمامها إلى روسيا تلقت الجمهورية كثيرا من الفرص. ويشعر الصناعيون ورجال الأعمال والمزارعون لدينا باستمرار بدعم قوي من الدولة. على سبيل المثال، بداية من الأول من يوليو/تموز 2023، أُنشئت منطقة اقتصادية حرة في مناطق جديدة في روسيا.

هذا نظام خاص لرواد الأعمال، الذي يوفر مزايا ضريبية معينة. والآن يمكننا بالفعل أن نتحدث عن نشاط استثماري ينمو بشكل مطرد للأعمال التجارية. إلى جانب ذلك، يُتخذ تدابير لتنفيذ معيار الاستثمار الإقليمي.

لقد وافقت قراراتي بالفعل على إعلان الاستثمار وأنشأنا لجنة استثمار، ومن المقرر الانتهاء من هذه العملية في 2024، وبعد ذلك سيُعتمد قانون إقليمي بهذا الشأن، سيضمن الدعم الحكومي والحماية للمستثمرين.

ومن التدابير الأخرى للمساعدة الحكومية توفير الدعم المالي للمصنعين في شكل قروض مستهدفة من خلال صندوق التنمية الصناعية الإقليمي، الذي نجح في تمويل مشروعات لـ14 مؤسسة صناعية بقيمة إجمالية تبلغ أكثر من 100 مليون دولار.

أصبح لدى ممثلي الشركات الصغيرة والمتوسطة الآن الفرصة للحصول على قروض تفضيلية، والمشاركة في عمليات الشراء من العملاء الرئيسين، وشراء المعدات للإيجار، والخضوع للتدريب وتطوير أعمالهم.

ويُسهّل ذلك من خلال الهئية الفدرالية لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصندوق دعم ريادة الأعمال في الجمهورية. لقد أُطلق العديد من آليات الإنعاش الاقتصادي. إننا نشهد بالفعل النتائج الأولى، وأنا على ثقة من أن لوغانسك لن تتمكن قريبا من استعادة إمكاناتها الصناعية الفريدة بشكل كامل فحسب، بل تطويرها أيضا.

  • كيف تجري الاستعدادات في الجمهورية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية في روسيا، والمقررة في مارس/آذار القادم؟

ستصبح الانتخابات الرئاسية في روسيا بلا شك أحد الأحداث الرئيسة في العام المقبل. وقد سمّت الأحزاب السياسية الرائدة مرشحيها لهذا المنصب. مؤخرا افتُتح مقر عام لمراقبة الانتخابات الرئاسية الروسية في لوغانسك.

ويعتزم المشاركون فيها عقد اجتماعات أسبوعية، والمشاركة في فعاليات لجنة الانتخابات، وعقد ندوات وتدريب المراقبين، وقبول الطلبات المقدمة من المراقبين المرشحين، وفي النهاية، مراقبة إجراءات التصويت بشكل مباشر. ومن ثم فإن إجراءات الانتخابات ستكون شفافة قدر الإمكان.

سنحاول بذل كل ما في وسعنا لضمان الأمن الكامل لجميع المشاركين في العملية الانتخابية. وتتمتع الأجهزة المختصة لدينا بالفعل بخبرة في هذا النوع من العمل. أعلم أن غالبية سكان الجمهورية يخططون لدعم ترشيح الرئيس الحالي فلاديمير بوتين في الانتخابات.

وقد تم بالفعل جمع التواقيع لدعم ترشيحه، وافتتاح مقر لدعمه في الانتخابات. فبفضل قيادته والمبادرات التي قدمها، عاد سكان دونباس إلى بيوتهم، وحصلوا على كثير من الفرص الجديدة والثقة في المستقبل. نحن ممتنون جدا للرئيس بوتين على هذا، ونريده أن يستمر في قيادة البلاد.

شاركها.
Exit mobile version