إدلب– تحولت فرحة ونزهة طلاب مدرسة سراج بمناسبة انتهاء العام الدراسي إلى فاجعة هزت منطقة إدلب بأكملها، حيث تدحرجت الحافلة التي كانت تقلهم من طريق جبلي شديد الانحدار في منطقة “عيون عارة” لمسافة تقارب الـ200 متر، حتى وصلت إلى نهر العاصي، وتحدثت السلطات في إدلب للجزيرة نت أن الحادث نتج عن عطل فني في الحافلة.

وسارعت فرق الإنقاذ المائي والإسعاف إلى منطقة الحادث لانتشال الجثث والمصابين، وبعد عمل متواصل لمدة 6 ساعات، وبمقارنة أسماء المشاركين الذين كانوا على متن الحافلة والمسجلين لدى المدرسة، أحصى فريق الدفاع المدني وفاة 4 طالبات، وطفلين من أبناء الكادر التدريسي، وسيدة من كادر المدرسة، بينما أصيب 12 طفلة، و4 أبناء لمعلمة، ومعلمتان، وسائق الحافلة وابنته.

تعرض بعض الناجين لإصابات بكسور في الأطراف والظهر (الجزيرة)

لحظات صعبة

تحدثت الطفلة الناجية عواطف طباشا للجزيرة نت عن تفاصيل الحادث، وقالت إن الحافلة فجأة بدأت بالعودة للخلف، وفقد السائق السيطرة عليها، ثم بدأت بالانقلاب، “أُغمي علي ولم أعرف شيئا، حتى رأيت هناك من يحاول إنقاذنا، ورأيت بعض صديقاتي والدم يخرج منهن، وبعضهن كسرت رجلها أو يدها أو ظهرها، وبعد ذلك تم إنقاذنا إلى المشفى”.

بدورها قالت أم أحمد، وهي والدة إحدى الطالبات الناجيات، إنها عندما سمعت الخبر توجهت إلى المشفى، وكان دعاؤها فقط أن تجد طفلتها بخير، “الحمد لله وجدتها على قيد الحياة، لكنها مصابة بكسر في الظهر”.

وأضافت أنها لم تعلم كيف كانت الدقائق تمر عليها وهي في طريقها للمستشفى، “وكأنها ساعات، ولساني لا يعرف غير الدعاء لابنتي، رغم أن كل من أبلغنا بالحدث قال لنا إنها على قيد الحياة، ولكن قلب الأم لا يطمئن حتى يرى، والحمد لله رأيتها وهي على قيد الحياة”.

طواقم الإسعاف والدفاع المدني أنقذت 20 شخصا أصيبوا في الحادث (الجزيرة)

جهود الإغاثة

وتحدث عبد الحليم الشهاب وهو مدير أحد مراكز الدفاع المدني عن جهود الإنقاذ، وقال إنه وصلهم بلاغ بعد الساعة الثانية ظهرا عن تدهور حافلة تنقل أطفالا في رحلة مدرسية، “سارعت فرقنا إلى مكان الحادث، وتم انتشال الموجودين بشكل سريع، فيما انتشرت فرقنا الإسعافية والمتخصصة بالغوص المائي في نهر العاصي للبحث عن باقي المفقودين حتى يتم إسعافهم للمشافي”.

ولفت رئيس قسم التمريض في مشفى الرحمة الدكتور خالد الرضوان، وهو الذي استقبل المصابين، أن المشفى ورغم توقف الدعم عنه إلا إنه استقبل اليوم 27 حالة بين مصابين ومتوفين، وتم تقديم الخدمات الإسعافية لهم، حيث عمل المشفى بطاقته القصوى لإجراء الإسعافات، وجرى قبول بعضهم في قسم العناية، بينما تم تحويل بعضهم إلى مشافٍ أخرى.

شاركها.
Exit mobile version