القدس المحتلة- بعد 4 ساعات من التحقيق في قسم (4) بمركز تحقيق “المسكوبية” (غربي القدس)، أخلي سبيل خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري الملقب “بأمين المنبر”؛ بشرط العودة للتحقيق عند استدعائه، ومنعه من التواصل لمدة أسبوعين مع بعض وسائل الإعلام.

بخطى بطيئة لكنها ثابتة، توجه الشيخ صبري (85 عاما) إلى مركز التحقيق صباح اليوم الاثنين بعد تسليمه استدعاء للتحقيق يضاف إلى عشرات الاستدعاءات السابقة التي كان أولها عام 1974.

وضاحكا، استهل حديثه للجزيرة نت قائلا “هذا التحقيق ليس الأول ولن يكون الأخير لأن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحرض ضدي بشكل مستمر ولا يحاسَبون، ولا يوضع لهم حد من قبل السلطات المحتلة”.

القدس والشهداء والأقصى

وأضاف الشيخ عكرمة صبري أن التركيز في التحقيق كان على 3 محاور: أولها الاحتفالات في “يوم القدس العالمي” التي نُظمت في بيروت قبل أسابيع، واتهمت المخابرات الشيخ صبري بالمشاركة فيها بسبب بث مقطع فيديو يتضمن كلمة له عُرضت خلال المؤتمر.

وفي تعقيبه على ذلك، قال صبري إنه لم يُدعَ للمؤتمر ولم يشارك فيه وإن أحد الصحفيين صوّر معه مقطعا تم توزيعه وبثه في المؤتمر، ورغم ذلك أجاب الشيخ صبري المحققين “نحن نحتفل بهذا اليوم لنربي الأجيال على حب مدينة القدس ومعرفة منزلتها في الإسلام”.

وتركز المحور الثاني في التحقيق على أحداث المسجد الأقصى، مؤكدا أن “هذا المقدس للمسلمين وحدهم ولا علاقة لغير المسلمين به”. أما المحور الثالث فهو ما تم التحقيق مع الشيخ سابقا حوله، وهو قضية الشهداء وزيارة ذويهم وإلقاء كلمات مواساة في بيوت عزائهم.

وفي تعقيبه على جولة التحقيق الجديدة، أكد صبري أن موضوع التحريض ضده سواء على مستوى وزراء في الحكومة أو جماعات متطرفة ليس غريبا ولا جديدا، لكنه أعرب عن أسفه لاستجابة شرطة الاحتلال للمحرضين الذين يطالبون بمحاكمته.

خالد زبارقة (أحد محامي الشيخ عكرمة صبري) قال للجزيرة نت إن الشرطة أبلغت المحامين صباح اليوم أن التحقيق سيكون استكمالا للتحقيق السابق الذي خضع له الشيخ صبري قبل نحو 4 أشهر، وأساسه أن الشيخ يُحرض على “الإرهاب” من خلال زياراته لمنازل الشهداء الفلسطينيين وإلقاء كلمات مواساة لذويهم، معتبرين أن الحديث عن مقام الشهيد من المنظور الديني يعد “دعما للإرهاب”.

“من اللحظة الأولى واضح عدم وجود مخالفة على الشيخ عكرمة وفقا لمنظورهم، وإنما هو خضوع للضغوط التي مورست على النيابة العامة الإسرائيلية من السياسيين المتطرفين اليهود الذين يشكلون جزءا من الحكومة الحالية”، حسب زبارقة.

إسكات الصوت

وأكد المحامي المختص في قضايا القدس أنه لا يمكن فصل ما حدث اليوم عن المؤتمر الذي عقد أواخر العام المنصرم وشارك فيه أعضاء من الكنيست الإسرائيلي وحرضوا فيه ضد الشيخ عكرمة صبري، والتزموا في نهايته بالعمل بشكل حثيث عل تقديم الشيخ للمحاكمة.

وأشار زبارقة إلى الحملات الإعلامية التحريضية ضد الشيخ عكرمة صبري بسبب نشاطه الاجتماعي والشعبي والسياسي والمفاهيم والمبادئ التي يحملها ويدعو إليها ويخاطب الناس بها، والتي ترتكز في الأساس على أسس دينية عقائدية ومفاهيم وطنية.

أما أحدث صيحات التحريض ضد الشيخ الثمانيني فكانت الأسبوع المنصرم عندما عُقدت لجنة الدستور والقانون في الكنيست برئاسة سيمحا روتمان الذي أثار الموضوع مجددا، وطلب من النيابة العامة تفسيرا حول عدم تقديم الشيخ للمحاكمة حتى الآن، فما كان منها سوى الاستجابة للضغوط.

وفي ختام حديثه للجزيرة نت، أكد المحامي زبارقة أن الاستدعاء اليوم يأتي ضمن ملاحقة تعسفية ومخطط قديم يهدف إلى إسكات صوت الشيخ عكرمة صبري لتمرير مخططات تهويدية ضد القدس والمسجد الأقصى المبارك بهدوء ومن دون اعتراض.

ويعرف الشيخ صبري -الذي ولد عام 1938- بمواقفه الثابتة تجاه القدس والمسجد الأقصى، ويعد ذلك واجبا إلهيا يجب الالتزام به والاستعداد لدفع أثمان في سبيله.

شاركها.
Exit mobile version