بيروت- مع تصاعد المواجهات بين حزب الله وإسرائيل منذ عملية “طوفان الأقصى”، شهدت الحدود الجنوبية اللبنانية تحولات جذرية في خريطة الاستهدافات الإسرائيلية.

ففي البداية، كانت الضربات تتركز على القرى والبلدات الأمامية في الجنوب، ولكن منذ أمس الاثنين توسع نطاق الغارات الجوية الإسرائيلية ليشمل مناطق جديدة في محافظتي الجنوب والنبطية، وصولا إلى المناطق الداخلية في البقاع وبعلبك-الهرمل، إضافة إلى اعتداءات متفرقة في جبل لبنان.

وكثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على الأحياء السكنية المكتظة، متجاوزة بذلك الحدود الجغرافية التقليدية التي كانت مقتصرة على القرى الأمامية المحاذية لفلسطين المحتلة.

قطاعات رئيسية

هذا التصعيد امتد ليشمل قرى إقليم التفاح وأقضية الزهراني وصيدا والنبطية، بعد أن كانت الهجمات مركزة على الأودية والأحراج والمناطق المرتفعة المحيطة بالبلدات الحدودية.

تتوزع المنطقة الجنوبية من لبنان، التي تتاخم حدود فلسطين المحتلة، إلى 3 قطاعات رئيسية تمتد على طول “الخط الأزرق” المؤقت وطوله 120 كيلومترا، والذي وُضع تحت إشراف الأمم المتحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.

والقطاعات الرئيسية هي:

  • القطاع الغربي: يشمل مناطق على طول ساحل البحر المتوسط، ويمتد من مدينة الناقورة الساحلية جنوبا حتى نهر الليطاني شمالا. يتميز بموقعه الإستراتيجي ووجود قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل)، ويشمل مدنا وقرى، مثل صور والقليلة والناقورة.
  • القطاع الأوسط: يتوسط المنطقة الجنوبية، ويمتد من نهر الليطاني إلى الداخل باتجاه إقليم التفاح والزهراني والنبطية. وعلى الرغم من أنه أقل تعرضا نسبيا للضربات المباشرة، فإنه لا يزال عرضة للمخاطر.
  • القطاع الشرقي: يمتد على طول الحدود الشرقية مع فلسطين المحتلة وسوريا، ويشمل مناطق مثل مزارع شبعا وكفرشوبا وحاصبيا. ويُعد نقطة مواجهة حساسة بسبب قربه من مرتفعات الجولان السوري المحتل.

مراكز خطر

تُعتبر البلدات التالية من المناطق الأكثر تعرضا للقصف الإسرائيلي، حيث تشكل مراكز خطر متزايد في الجنوب اللبناني: الخيام، كفركلا، مركبا، عديسة، عيتا الشعب، حولا، طير حرفا، ميس الجبل، بليدا، عيثرون، يارون، الضهيرة، الناقورة، يارين، مروحين. وتتعرض بشكل مستمر للهجمات.

وعلى النقيض، تُعد بعض المناطق مثل البقاع وبعلبك والنبطية وصيدا أقل استهدافا، حيث شهدت الضاحية الجنوبية في بيروت 4 هجمات فقط.

أين يلجأ النازحون؟

مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية والتصعيد العسكري على الحدود الجنوبية، اضطر سكان هذه المناطق إلى مغادرة منازلهم وبلداتهم بحثا عن الأمان. ووفقا لشركة “ستاتيسكس ليبانون” للإحصاء، ارتفع عدد النازحين إلى 180 ألفا حتى الآن.

تُعتبر المناطق الساحلية والجبلية الوجهات الرئيسية للنازحين، حيث لجأت عائلات عديدة إلى المناطق الجنوبية التي ما زالت آمنة، مثل قضاء صور وقضاء النبطية وصيدا نظرا لقربها من قرى الشريط الحدودي ووجود بعض المراكز المخصصة للإيواء. كما استأجر عدد منهم شققا في العاصمة بيروت بحثا عن أماكن آمنة لحماية أسرهم.

حاليا، قامت وزارة الداخلية اللبنانية بتحديد مراكز إيواء جديدة تشمل مدينة صور، وبيروت، وطرابلس، وبعلبك الهرمل، وزحلة والبقاع. كما بدأت في استقبال النازحين عديد من المدارس والمعاهد الرسمية في مناطق جبل لبنان، وتحديدا في الشوف وعاليه وبعبدا.

شاركها.
Exit mobile version