قالت أهونا إزياكونوا الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة ومديرة المكتب الإقليمي لأفريقيا إن تأثيرات الحرب الروسية على أوكرانيا على اقتصاديات أفريقيا كثيرة جدا، والقمح ما هو إلا جزء من تداعياتها، خاصة أن العديد من دول القارة تستورد نسبة كبيرة من قمحها من أوكرانيا وروسيا، فيما تعتمد بعض الدول بشكل كامل على الاستيراد من هاتين الدولتين.

وأضافت -في حديثها لبرنامج “من واشنطن” (2023/5/25)- أن التأثيرات الفورية تمثلت في الزيادة المفرطة في أسعار كل المواد الغذائية وكذلك الوقود، موضحة أن هذا التأثير أصاب بعض الدول التي كانت ما تزال في حالة استشفاء من آثار جائحة كورونا، وهو الأمر الذي ضاعف حجم هذا التأثير.

وتمثل دولة مالي نموذجا أفريقيا للاضطرابات التي تهدد العديد من دول القارة التي تربطها علاقات تقليدية مع روسيا كوريث للاتحاد السوفياتي، أو قامت بتعزيز علاقاتها مع موسكو في الآونة الأخيرة. وقد شهدت مالي سلسلة من الانقلابات العسكرية في السنوات الأخيرة، بالتوازي مع تحديات أمنية كبيرة تتمثل في مكافحتها للإرهاب.

وعن حالة مالي، قال السفير المالي لدى الولايات المتحدة سيكو بيرتي إن روسيا تعد شريكا كبيرا لبلاده، موضحا أنه تم فرض ما أسماه الإرهاب في مالي بسبب أجندة خارجية، ولكن بفضل التعاون مع روسيا تمت السيطرة على الإرهاب وتراجعت حدته في البلاد، كما قال.

وأضاف أن الإرهاب يتقهقر في مالي فيما تزداد قوة الجيش بفضل الجهود المبذولة لمحاربته، موضحا أن التعاون العسكري مع روسيا عاد عليها بالمنفعة، وهذا لا يعني أن مالي غير منفتحة على شراكات مع أميركا ودول الغرب طالما أن هناك احتراما لخيارات الشعب ورغباته.

وبشأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا ومحاولات أفريقيا التوسط لإيجاد تسوية للنزاع، اعتبر جوزيف ساني نائب رئيس مركز أفريقيا بمعهد الولايات المتحدة للسلام، أن جائحة كورونا ضاعفت من تأثير حرب روسيا على أوكرانيا، وهو ما خلق حالة من الطوارئ للبلدان الأفريقية لإيجاد طرق لوضع حد للصراع، لأن الأمر يتعلق ببقائها واستمرارها.

شاركها.
Exit mobile version