في تصعيد مفاجئ، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس بكاليفورنيا، رغم عدم طلب السلطات المحلية أي دعم إضافي، وذلك بعد يومين من احتجاجات واسعة ضد مداهمات أجهزة الهجرة التي تقودها الإدارة الفدرالية.

المتظاهرون خرجوا في لوس أنجلوس احتجاجا على مداهمات أجهزة الهجرة التي استهدفت الجالية اللاتينية (الأوروبية)

وخرج المتظاهرون، الذين يغلب عليهم الشباب وأبناء الجالية اللاتينية، حاملين الأعلام المكسيكية وهاتفين ضد سياسات ترامب التي يصفونها “بالعنصرية”، بينما واجهت الشرطة المحتجين بعنف في بعض النقاط، أدى إلى اعتقال العشرات.

epa12167402 Protestors wave Mexican flags during protests sparked by immigration raids in Los Angeles, California, USA, 09 June 2025. US President Donald Trump has deployed 2,000 National Guard troops, despite not receiving a request from the state of California for any additional assistance, following large protests against ongoing immigration enforcement raids in the Los Angeles area over the last couple of days. EPA-EFE/ALLISON DINNER
الاحتجاجات اندلعت بعد حملات دهم عنيفة شملت اعتقالات أمام مدارس ومنازل من دون أوامر قضائية (الأوروبية)

واندلعت الاحتجاجات بعد سلسلة من حملات الدهم المكثفة التي قامت بها قوات إنفاذ الهجرة الفدرالية (ICE) في أحياء لوس أنجلوس ذات الكثافة اللاتينية، حيث استهدفت العائلات والعمال غير المسجلين. وتقول منظمات حقوقية إن الحملة شملت انتهاكات، مثل تفتيش المنازل من دون أوامر قضائية والاعتقالات التعسفية.

الحكومة الفدرالية أكدت أن حملات الدهم تستهدف مخالفي قوانين الهجرة (الأوروبية)

وفي خطوة أثارت جدلا سياسيا وقانونيا، أعلن ترامب مساء الأحد 8 يونيو/حزيران الجاري نشر قوات الحرس الوطني، قائلا في تغريدة “لا يمكننا السماح بالفوضى في شوارع أميركا. كاليفورنيا ترفض التعاون، لذا سأفعل ما يلزم لحماية حدودنا”.

الناشطون اتهموا سلطات الهجرة بانتهاكات واعتقالات تعسفية لأبرياء (الفرنسية)

ولكن حاكم كاليفورنيا، غافن نيوسوم، رد بأن “هذه خطوة غير قانونية واستفزازية”، مؤكدا أن الولاية لم تطلب الدعم العسكري، وأن الشرطة المحلية قادرة على إدارة الأوضاع.

حاكم كاليفورنيا وصف إرسال القوات الفدرالية بأنه “غير قانوني واستفزازي” (أسوشيتد برس)

وفي يوم 9 يونيو/حزيران، تواصلت الاحتجاجات رغم انتشار القوات الفدرالية، إذ أغلقت مجموعات من المتظاهرين طرقا رئيسية ورفعوا لافتات كتب عليها “لا لترحيل العائلات”، كما انتشرت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة العمل.

الشرطة واجهت المحتجين بعنف أدى إلى اعتقال العشرات (الأوروبية)

تعود جذور التوتر إلى سياسات ترامب الصارمة تجاه الهجرة منذ ولايته الأولى، والتي تشمل بناء الجدار الحدودي وتوسيع صلاحيات “ICE”.

المحتجون أغلقوا طرقًا رئيسية ورفعوا شعارات ضد سياسات الهجرة (الفرنسية)

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية 2025، رأى مراقبون أن ترامب يعيد إحياء هذه القضية لتحفيز قاعدته المؤيدة.

المدينة تترقب مزيدا من التصعيد بين الحكومة الفدرالية والمحتجين (EPA)

وفي المقابل، تتصاعد الدعوات بين الديمقراطيين لإصلاح نظام الهجرة وإلغاء “ICE”، بينما يحذر خبراء من أن التصعيد العسكري قد يزيد الأوضاع اشتعالا.

الدعوات بين الديمقراطيين لإصلاح نظام الهجرة وإلغاء “ICE” (أسوشيتد برس)

والآن، تترقب لوس أنجلوس بقلق ما سيحدث ليلا، بينما تتحول المدينة إلى ساحة جديدة للصراع السياسي حول الهوية الأميركية.

شاركها.
Exit mobile version