الدوحة- تعضيد الوحدة الأفريقية كان على رأس أولويات نقاشات اليوم الثاني من منتدى الأمن العالمي المنعقد حاليا في العاصمة القطرية، وذلك على طريق تشجيع الاستثمار في رأس المال البشري داخل هذه القارة.

وخلال الجلسة الحوارية الأولى ضمن فعاليات المنتدى في يومه الثاني، تحدث الرئيس الرواندي بول كاغامي عن ضرورة تفعيل الاستثمار في رأس المال البشري بوصفه عاملا يحفز جهود الوحدة ويؤسس للاعتماد على الذات الأفريقية.

وأضاف كاغامي أن “حجر الأساس بالنسبة لنا هو الوحدة، ونحن نضطلع بالبناء منطلقين من هذا الأساس عن طريق الاستثمار في البشر” ومشيرا إلى التعافي الملحوظ الذي حققته بلاده من تبعات الإبادة الجماعية، وخارطة طريق التنمية التي رسمتها، والنهج الذي اتبعته في استضافة اللاجئين وطالبي اللجوء.

فكي عبّر عن خيبة أمله لنزوح الشباب الأفريقي إلى أماكن خارج القارة (منتدى الأمن العالمي)

تحديات القارة

أما رئيس مفوضيّة الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، فقد أكد حاجة القارة للوحدة والتماسك وتعزيز مكانة أفريقيا على الساحة الدولية، مشددا على أن ذلك يعد تحديا كبيرا لكافة دول القارة.

وأعرب فكي محمد عن خيبة أمل تعتريه جراء نزوح شباب أفريقيا إلى خارج القارة بحثا عن فرص أفضل، لافتا إلى أن قادة بعض الدول لا يلتزمون بالقرارات المأخوذة على مستوى القارة.

ويتناول منتدى هذا العام، الذي تنظمه أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية (قياس) ومركز صوفان، موضوع المنافسة الإستراتيجية في ظل التعقيدات التي يفرضها الاعتماد المتبادل بين الدول، وقد احتضن المنتدى عددا من القادة الدوليين والخبراء الأمنيين وصانعي السياسات، لاستكشاف الديناميكيات المتشابكة للأمن العالمي ومعالجة التحديات المتعددة الأوجه لعالم شديد الترابط.

وخلال جلسة نقاشية أخرى بعنوان “الخريطة الحالية للجغرافيا السياسية في أفريقيا” أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والتكامل الأفريقي في توغو روبرت دوسي، على أهمية مشاركة بلدان القارة في الحوار الداخلي من أجل إيجاد حلول مستدامة.

قيادة جديدة

وأضاف الوزير دوسي أن “القارة الأفريقية يجتاحها تغيير، فعندما نتحدث عن القضايا الجيوسياسية في العالم، وخاصة تلك التي ترتبط بأفريقيا، فعلينا أن نقول إن لدينا الآن قيادة جديدة في قارتنا”.

وألقت الجلسة الضوء على الخريطة الجيوسياسية لأفريقيا حيث تظهر على الساحة جهات فاعلة جديدة، حكومية وغير حكوميّة، وتبرز عدة خيارات جديدة أمام الأنظمة السياسية ومعارضيها على حد سواء. 

وقد توالت الكلمات وحلقات النقاش على مدار اليوم الثاني للمنتدى، متناولة عددا من القضايا الحاسمة بما في ذلك مكافحة “الإرهاب” وتعاظم شأن الجهات الفاعلة غير الحكومية.

ويختتم منتدى الأمن العالمي 2024 أعمالَه اليوم الأربعاء، مستهلا نقاشات اليوم الثالث بالاستماع إلى كلمة وزير الأمن الداخلي والتكنولوجيا بجمهورية المالديف علي إحسان، كما سيتضمن حوارات حول التداعيات الجيوسياسية للحرب في غزة، والتهديدات التي يتعرض لها الأمن البشري في الجنوب العالمي، والتأثير الأمني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.

يذكر أن منتدى الأمن العالمي تجمع سنوي ساهم على مدار سنوات في التقاء شبكة من كبار المسؤولين والخبراء، ويضم باستمرار وزراء ورؤساء أجهزة أمنية وخبراء بارزين وأكاديميين.

ويقدم هذا الحدث، القائم على الدعوات الخاصة، منصة أكاديمية فريدة من نوعها لصانعي القرار والمهتمين، تسهم في اجتماعهم ومعالجتهم للتحديات الأمنية الرئيسية التي تواجه المجتمع الدولي.

شاركها.
Exit mobile version