رام الله- عمّ الشلل كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية، التزاما بدعوة نشطاء من أنحاء العالم إلى الإضراب الشامل -اليوم الاثنين- رفضا للعدوان على غزة وتنديدا بالفيتو الأميركي ضد وقف العدوان بمجلس الأمن.

ومنذ السبت الماضي، بدأ ناشطون من أنحاء العالم الدعوة إلى “إضراب الكرة الأرضية” و”الإضراب العالمي” ثم تتابعت دعوات القوى والفصائل السياسية والنقابات والمنظمات الأهلية الفلسطينية إلى الإلزام بالإضراب، فأغلقت المتاجر والبنوك والمدارس والمؤسسات الحكومية والأهلية أبوابها.

وتزامنا مع الإضراب، دعت القوى والفصائل الفلسطينية إلى تنظيم اعتصامات في مراكز المدن والقرى الفلسطينية، والتصعيد والاشتباك مع جيش الاحتلال في نقاط التماس بأنحاء الضفة.

والمختلف في الإضراب الحالي عن سابقيه أن الدعوة إليه بدأت خارج الأراضي الفلسطينية، ثم أصبحت فلسطين جزءا منه، مما شكل نقلة نوعية في نشاطات وفعاليات القوى المتضامنة مع القضية بأنحاء العالم.

الإضراب الحالي بدأ خارج الأراضي الفلسطينية ثم أصبحت فلسطين جزءا منه (الجزيرة)

بعد عالمي

يقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فهمي شاهين إن أهمية إضراب اليوم استثنائية بسبب بعده العالمي، مبينا أنه “جاء تنديدا من شعوب وأحرار العالم وحركات التضامن التي لم تعد تحتمل هذه البشاعة وجرائم الحرب المفتوحة وجرائم الإبادة الجماعية ضد الإنسان الفلسطيني تحديدا في قطاع غزة”.

وبحسب شاهين، فإن ما تشنه دولة الاحتلال الإسرائيلي “عدوان إسرائيلي أميركي بامتياز، في الإدارة والتنفيذ والإشراف”.

وقال للجزيرة نت إن الإضراب يأتي أيضا “تنديدا بالإصرار الأميركي على عدم وقف إطلاق النار من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) ضد وقف إطلاق النار يوم الجمعة الماضي، مما يعني منح الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في ذبح الشعب الفلسطيني”.

وعن أهمية الإضراب ببعده العالمي، قال شاهين إن “الإضراب يوصل رسالة فورية للمجتمع الدولي والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، ويحملهم مسؤولية هذه الجرائم”.

وتوقع السياسي الفلسطيني “تأثيرا إيجابيا للإضراب من خلال الضغط على الحكومات في أميركا وأوروبا الغربية للتدخل من أجل رفع الغطاء عن هذا العدوان الإجرامي”.

اعتصامات واشتباك

من جهته، قال منسق القوى السياسية بمنطقة رام الله عصام أبو بكر “إن الإضراب يأتي إثر صمت وإخفاق المؤسسة الدولية في اتخاذ قرار بوقف العدوان، بعد الفيتو الأميركي”.

وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن الإضراب يشمل “كافة مناحي الحياة بما في ذلك الحركة التجارية والبنوك والجامعات والمعاهد، بالتزامن مع مسيرات في مختلف مدن وعواصم العالم، وأمام سفارات دولة الاحتلال والولايات المتحدة في عدد من دول العالم”.

وأشار أبو بكر إلى أن الإضراب يشمل “قيام نشطاء في هولندا وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا بإغلاق محطات المترو وسكك القطارات التي هي وسيلة نقل مهمة جدا يتم اللجوء إليها واستخدامها من قبل قطاعات واسعة من المجتمعات الغربية”.

وقال أيضا إن “التظاهرة الكونية رسالة للعالم تدعوه إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أن الإرادة الشعبية والإنسانية أقوى من الهيمنة والإملاءات الأميركية”.

وذكر أبو بكر أن إضراب الضفة شل كافة مناحي الحياة، بالتزامن مع اعتصام وفعاليات في مراكز المدن و”هذا ليس يوم إجازة أو راحة إنما يوم للفعاليات الشعبية نصرة لأهلنا في غزة أمام حمام الدم ومجازر الاحتلال تأكيدا على وحدة الدم والموقف والمصير”.

وتابع أن الإضراب يأتي رفضا لسياسة الأمر الواقع وما يسمى “اليوم التالي” في غزة بعد الحرب والترتيبات التي تحاول الولايات المتحدة إيجادها على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، معتبرا أن الإضراب يؤكد أن الشعب الفلسطيني ليس معزولا، وأن مقاومته مشروعة، وأن بناء دولته وإجابة مطالبه حق أصيل مكفول.

الإضراب العالمي.. شلل بمختلف مناحي الحياة بالضفة الغربية
الإضراب العالمي شلل بمختلف مناحي الحياة بالضفة المحتلة (الجزيرة)

فكرة الإضراب

يشار في شبكات التواصل إلى الصحفية والناشطة الفلسطينية إسراء الشيخ المقيمة في تركيا كمحرك لفكرة الإضراب، إذ تتابع بقوة على حساباتها بمواقع التواصل أعداد وأسماء الملتحقين بالإضراب في أنحاء العالم من شركات ومنظمات وشخصيات.

وبمراجعة شبكات التواصل، يتضح أن أول منشور لها الخميس الماضي تضمن الدعوة إلى الإضراب، وفيه نشرت فيديو قصيرا تحدث فيه عن مفهوم وأهمية وتأثير الإضراب باعتباره أحد أشكال المقاومة السلمية.

وأضافت الناشطة الفلسطينية أن الإضراب اليوم هو البداية فقط في الحملة حتى إيقاف العدوان الوحشي على غزة وكسر الحصار.

#الإضراب_الشامل#StrikeForGaza

لكن منسق القوى السياسية بمنطقة رام الله يقول إن فكرة الإضراب العالمي ولدت خلال اجتماع عقدته -عبر تقنية زوم- نحو 70 شخصية اعتبارية ومؤثرة من أنحاء العالم وخاصة جنوب أفريقيا وأميركا اللاتينية.

وتابع أن الاجتماع عقد نهاية الأسبوع الماضي، وضم قوى وحركات يسارية ولجان تضامن مع الشعب الفلسطيني، أكدوا خلاله أهمية وقف العدوان الإسرائيلي. وبعد الفيتو الأميركي ضد وقف إطلاق النار في غزة، أعلنوا دعوتهم إلى الإضراب بأنحاء الكرة الأرضية تأكيدا على وقوف العالم إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وذكر أبو بكر أسماء بارزة شاركت في الاجتماع، من بينها “أعضاء برلمانات ورؤساء حكومات ووزراء سابقون”.

وقد تفاعل نشطاء وسياسيون وكتاب مع الحملة بعدة وسومات بينها: #الإضراب_الشامل، #strikeforgaza #GazaHoloucast، #CeasefireForNOW

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن جيش الاحتلال عدوانا على قطاع غزة مخلفا حتى مساء الأحد أكثر من 17 ألف شهيد ونحو 50 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن دمار هائل بالبنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

شاركها.
Exit mobile version