أجرى موقع إنترسبت الأميركي تحقيقا حول قوائم أعداد الضحايا الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة. وأكد الموقع الإخباري أن التحقيق توصل إلى أدلة تدحض ادعاء الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه لا يثق في تلك الأرقام.

وكان بايدن قد سئل الأسبوع الماضي عما تريد أن تفعله حكومته للتقليل من عدد الضحايا المدنيين في غزة، وجاء رده بأن الأرقام الواردة في تلك القوائم لا يمكن الوثوق بها.

وردت وزارة الصحة في غزة على تلك الادعاءات بنشر قائمة بأسماء 6747 شخصا توفوا حتى 26 أكتوبر/تشرين الأول منذ بدء حملة القصف، بينهم 2665 طفلا. قبل أن يكتشف موقع إنترسبت أن صبيا يبلغ من العمر 14 عاما تم إدارج اسمه مرتين ليصبح -من ثم- إجمالي الشهداء 6746. وفيما عدا ذلك، لا تشتمل القائمة على أسماء مكررة.

وفقد أميركي من أصل فلسطيني أكثر من 40 من أقاربه خلال الاعتداء على غزة، وهو ما أثبتته قائمة وزارة الصحة في القطاع والتي اطلع عليها إنترسبت أثناء إجرائه التحقيق.

وذكر الموقع الأميركي في تقريره أن محاولة بايدن إنكار صحة الأرقام التي تخرج من غزة باعتبار أنها أخبار مزيفة، أتاحت للمدافعين عن حملة القصف الإسرائيلية العشوائية بأن يتجاهلوا النظر بجدية إلى الأزمة، بل إنهم أشاروا إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير غزة -ومن ثم وزارة الصحة هناك- تتعمد “تضخيم تلك الأرقام”.

وسرعان ما رفضت منظمات حقوق الإنسان -التي تعمل في غزة منذ سنوات- ادعاء بايدن، بينما أفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية للأنباء بأن أرقام وزارة الصحة إبان الصراعات السابقة تتطابق إلى حد كبير مع الأرقام التي توصلت إليها كل من الحكومة الإسرائيلية والأمم المتحدة.

ولطالما عدت وزارةُ الخارجية الأميركية نفسُها تلك الإحصائيات موثوقا بها، بحسب تقرير إنترسبت.

لكن بايدن أوضح لاحقا أنه كان يقصد القول إنه لا يثق بحماس، وليس بجميع الفلسطينيين، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.

وبعد أن نشرت الوزارة قائمة بأسماء الضحايا، أشار المشككون إلى أن “القائمة قد تكون ملفقة، وأن احتواءها على أسماء لا يثبت شيئا”.

وفور نشر الأسماء ردد منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي جون كيربي، نفس الشكوك قائلا إن وزارة الصحة هي “واجهة لحركة حماس” وإنه “لا يمكننا قبول أي شيء يصدر من حماس -أو حتى الوزارة المزعومة- على علاته”.

لكن هل القائمة نفسها موثوقة؟ يتساءل الموقع الأميركي في تقريره قبل أن يجيب بأنه استوثق من عشرات الأسماء المدرجة في قائمة الوزارة، وذلك بالتحقيق مع عائلة مرام الدادا، وهي فلسطينية ولدت وترعرعت في غزة وتقيم الآن في ولاية فلوريدا الأميركية.

وأخبرت الدادا إنترسبت -قبل صدور القائمة- باستشهاد 7 من أقارب والدها، و30 من أقارب أمها، في مدينة خان يونس وما حولها. وبعد أسبوع ارتفع إجمالي هذا العدد إلى 46.

وقارن تحقيق إنترسبت قائمة أقارب الدادا التي بدأ تجميعها الأسبوع الماضي، بالقائمة التي أعلنتها وزارة الصحة لاحقا. وأضاف الموقع أن الدادا ووالديها طلبوا عدم نشر الأسماء الأخيرة للمتوفين، حيث إن هناك مخاوف في غزة من أن إسرائيل استهدفت صحفيين وعائلاتهم، وربما تنتقم من المدنيين الذين  يتحدثون إلى وسائل الإعلام الغربية.

وتأمل عائلة الدادا الخروج من الحرب وقد بقي أكبر عدد ممكن من أقاربها على قيد الحياة.

وأكد الموقع أنه قدم للبيت الأبيض تقارير جديدة، وسأله عما إذا كان كيربي وبايدن ما يزالان عند موقفهما من ادعاءاتهما حول هذا الموضوع. كما سأله ما إذا كانت الإدارة قد بذلت أي محاولات منفردة للتحقق من مدى موثوقية أرقام وزارة الصحة.

غير أن البيت الأبيض أحال الموقع الأميركي إلى التصريحات العامة التي أدلى بها كيربي والمتحدث باسم وزارة الخارجية مات ميلر والتي أقرت بوقوع خسائر في صفوف المدنيين.

وينقل التقرير عن الدادا قولها إن عائلتها لم تكن يوما سياسية، وليس لها أي علاقة بحركة حماس، فقد فاجأهم هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول مثلما فاجأ العالم.

شاركها.
Exit mobile version