طهران – تصدرت محركات البحث في إيران عبارة “حريفت منم” الفارسية، وتعني “أنا خصمك”، وهي شعار حملة تطوعية تبناها التلفزيون الرسمي في إيران، ودعمتها مؤسسات أخرى مثل مديرية التبليغ الإسلامي، بعد أن أطلقها مجموعة من الشباب المتطوعين.

وتهدف حملة “أنا خصمك” لحشد تعبئة شعبية تعلن استعدادها الكامل لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في مختلف الجبهات، من خلال الضغط على رابط إلكتروني، وانضم إلى الحملة أكثر من مليوني متطوع، خلال الساعات الأولى -منذ عرض الرابط على التلفزيون الرسمي- ووصل العدد بعد مرور 3 أيام إلى ما يقارب 5 ملايين متطوع.

ولاقت الحملة إقبالا كبيرا بين المواطنين الإيرانيين، وأصبح عنوان الحملة شعارا يردده المتظاهرون في الشوارع، وفي المسيرات الداعمة للقضية الفلسطينية.

حملة “أنا خصمك” تعطي انطباعا عن عدد الإيرانيين الراغبين في المشاركة في عملية “طوفان الأقصى” (مواقع التواصل)

الدافع لإطلاق الحملة

يوضح علي كرماني وهو أحد الشباب الذين أطلقوا حملة “أنا خصمك” أو “أتحداك” الإيرانية، أنه وفي اللحظات الأولى لإطلاق عملية طوفان الأقصى “شهد الشارع الإيراني احتفالات شعبية وفرحة عارمة، لوحظت في مختلف أرجاء البلد وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لاحظنا أن هناك فئة كبيرة من الشباب يتحدثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استعدادهم للانضمام للمعركة”.

ويضيف -في حديثه للجزيرة نت- أن موضوع طوفان الأقصى يشكل محور حديث الشباب والشابات اليوم في إيران في كل مكان يجتمعون فيه، كالجامعات والمقاهي والحدائق، بالإضافة إلى بحثهم عن أي طريقة للحاق بالجبهة في غزة.

ويتابع كرماني أن هذا التوجه كان دافعا لقرار إطلاق حملة، ليقوم المتطوعون من النساء والرجال بتسجيل بياناتهم عبر رابط خصص لهذا الغرض، إضافة إلى مؤسسات أخرى قامت بدعم الحملة مثل مديرية التبليغ الإسلامي وموقع جماران، بحسب كرماني.

وعن جانب الدعم الإعلامي الرسمي يوضح كرماني أن الإذاعة والتلفزيون الرسمي رحبوا بالفكرة بعد عرضها عليهم، وقامت القناة الثالثة،  بدعم الحملة أو تبنيها نوعا ما، إذ واظبت على عرض الرابط المخصص للحملة على الشاشة، وعرضت أعداد المتطوعين، كما خصصت رقما لإرسال الرسائل النصية من قبل المتطوعين.

وبخصوص اسم الحملة يفيد كرماني “كنا نفكر باختيار عنوان للحملة، وعلمنا أن هناك حملة مشابهة في العالم العربي عنوانها “أتحداك” لذلك قررنا أن نعتمد عنوانا مشابها باللغة الفارسية، فأطلقنا عليها اسم “حريفت منم”، نخاطب به جيش الاحتلال والجندي الإسرائيلي ونتحداهم”.

تعبئة حقيقية

يرى الخبير الإعلامي يعقوب كريمي أن هذه الحملة التطوعية توصل رسالة مباشرة للاحتلال الإسرائيلي الذي يخشى موقف إيران وقدرتها وتراكمها السكاني ومساحتها، وأشار -في حديثه للجزيرة نت- إلى الجوانب الأخرى لهذه الحملة كالجانب التضامني الذي يقوي عزم الشعب الفلسطيني، وجانب إظهار الوحدة الإسلامية بشأن القضية الفلسطينية.

ويعتقد كريمي أن التعبئة الشعبية لمواجهة الاحتلال حقيقية في المجتمع الإيراني، وليست مجرد حرب نفسية. وأضاف المتحدث في السياق ذاته أن الشعب الإيراني يؤمن بقدرات جيشه، موضحا أن إيران مستعدة على المستويين العسكري والشعبي للدخول بالمعركة بشكل أو بآخر.

ولم يفت كريمي الإشارة إلى استهداف العلماء النوويين الإيرانيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أنه يضاعف موقف الشعب الإيراني المناهض للاحتلال.

مشهد توقيع عرائض إعلان الاستعداد للانضمام إلى جبهة الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي بات متكررا في المظاهرات الإيرانية (رويترز)

توقيع عرائض

ووقّع مواطنون إيرانيون على عريضة لإعلان استعدادهم الحرب ضد إسرائيل في “ميدان انقلاب” وسط العاصمة طهران، وذلك على هامش المسيرة المنددة باستهداف المستشفى المعمداني في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. 

وتكرر هذا المشهد عشرات المرات خلال الأيام الماضية، إذ أعلنت كثير من الجامعات والحوزات (المدارس الدينية) توقيع طلابها على عرائض يعبرون من خلالها استعدادهم للانضمام إلى جبهة الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي.

شاركها.
Exit mobile version