عمّان- تزامنا مع إعلان مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة استشهاد ما يزيد على 100 صحفي، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على يد جيش الاحتلال، ومع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسبوعه الـ12، أعلنت مؤسسة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية “أريج”، عن حملة مفتوحة لدعم الصحفيين والصحفيات في قطاع غزة.

وتهدف الحملة التي أطلقت تحت عنوان “حتى تستمر التغطية” إلى مساعدة الصحفيين والصحفيات الذين يغطون الحرب في القطاع، “تحت ظروف غير مسبوقة، نتيجة ما يجري من وحشية وعنف”، عبر توفير المعدات البديلة عن تلك التي فقدوها بفعل القصف الإسرائيلي المستمر، إذ تقوم الحملة على شراء الاحتياجات من داخل القطاع، “حيث ما زال هناك مخزون”، كما تقوم الحملة بشراء المعدات المستعملة إذا توفرت.

مديرة مؤسسة أريج للجزيرة نت “جمعنا خلال يوم واحد 12 ألف دولار، ونهدف للوصول لـ 100 ألف دولار على الأقل” (الجزيرة)

إسناد الصحفيين والصحفيات

تقول روان الضامن المديرة العامة لـ”أريج” للجزيرة نت “بدأنا منذ 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وساعدنا أكثر من 100 صحفي وصحفية، حتى يستمروا بالعمل على الأرض، من خلال شراء معدات من داخل غزة، لاستبدال معداتهم التي تم قصفها أو تدميرها، بعد فقدان منازلهم ومكاتبهم وأماكن عملهم”.

وتشمل المعدات، الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة والبطاريات والمايكروفونات ومنصات الشحن، إضافة إلى طعام وملابس للصحفيين ولعائلاتهم، كما تم تجهيز أماكن عمل وسكن، وهي خيام في أماكن النزوح تشمل فرش وأغطية، منها خيمة للفتيات الصحفيات، حيث إن معظم الصحفيين نزحوا مرة ومرتين، وفقا للضامن.

وتضيف الضامن أنه “تم جمع 130 ألف دولار من جهات مختلفة، منها مؤسسة مراسلون بلا حدود وغيرها، كما حصلت أريج على دعم 30 ألف دولار من قبل جهات فرنسية، لصالح مؤسسات تدقيق المعلومات في القطاع”.

وتردف “نظرا للطلبات من عشرات الصحفيين في غزة، ولكونه ليس لدينا المبالغ الكافية للمساعدة، أطلقنا بتاريخ 22 ديسمبر/كانون الأول الحالي الحملة الجماعية من الأفراد بشكل عام، للتبرع للصحفيين والصحفيات في غزة، وستستمر الحملة بالتوازي مع الدعم على الأرض، وقد جمعنا خلال يوم واحد 12 ألف دولار، ونهدف للوصول لـ100 ألف دولار على الأقل”.

عضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين خالد القضاة “انسحاب أي صحفي من الميدان نتيجة فقدانه أدواته، يشكل خطورة على إيصال الصورة” (مواقع التواصل)

حاجة ملحّة

قال عضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين خالد القضاة أن “حملة أريج، وكل مبادرة لدعم صمود الصحفيين الفلسطينيين اليوم، هي مبادرة مقدّرة ويجب دعمها، وعلينا جميعا أن نهبّ لدعم الصحفيين في القطاع بكل الوسائل المتاحة، سواء بتزويدهم بالمعدات وشرائح الاتصال والإنترنت، إضافة إلى اللباس الساتر الذي قد يسهم ولو بشكل بسيط في حمايتهم”.

وأضاف القضاة أن “الجميع معني اليوم بدعم الجيل الجديد من الصحفيين الذي برزوا خلال العدوان الحالي، وفتح المجال لظهورهم عبر جميع المنصات ووسائل الإعلام العربية لإيصال الصورة”، وأشار إلى أن “انسحاب أي صحفي من الميدان نتيجة فقدانه لأدوات النقل والبث، يشكل خطورة على إيصال الصورة، وهو ما يحتم علينا دعمهم بكل الأشكال”.

بدوره، قال رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور إن هناك تحديات كبيرة لإيصال المساعدات للصحفيين، مشيرا إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يعتبر السُتر والخُوذ الصحفية معدات عسكرية، ويضعها في قائمة سوداء، وهو ما صعب مبادرات إدخالها للقطاع عبر المنظمات الصحفية الدولية”، مشيرا إلى أهمية أي مبادرة لمساعدة الصحفيين.

وتعتبر “أريج” مؤسسة غير ربحية تستهدف دعم الصحفيين والصحفيات الاستقصائيين ومدققي المعلومات، حيث قامت طيلة الأعوام الـ17 الماضية، بتدريب صحفيين في الدول العربية، من بينهم صحفيون وصحفيات في فلسطين، لا سيما قطاع غزة، وقد أعلنت أنها ستوثق الحملة بشكل دوري عبر تقاريرها حول التبرعات، كما ستضيف مواد بصرية عند توفرها.

شاركها.
Exit mobile version