واشنطن- ألقت الشرطة الأميركية القبض على مشتبه به في إطلاق النار على 3 طلبة من أصل فلسطيني كانوا يحضرون تجمعا في عطلة عيد الشكر بالقرب من حرم جامعة فيرمونت مساء السبت.

والطلاب الثلاثة في مدينة بيرلنغتون بولاية فيرمونت المجاورة للحدود الأميركية الكندية، تعرضوا لإطلاق النار مساء السبت، في عمر الـ 20 عاما، وهم: هشام عورتاني من جامعة براون؛ وكنان عبد الحميد من جامعة هافردفولد؛ وتحسين أحمد من جامعة ترينيتي. وجميعهم فلسطينيون، اثنان مواطنان أميركيان والثالث يحمل إقامة دائمة.

وقال قائد شرطة بيرلنتغون جون مراد، إن اثنين من الضحايا كانا يرتديان الكوفية الفلسطينية بالأبيض والأسود.

واعتقل عملاء من سلطة إنفاذ القانون جيسون إيتون (48 عاما) أثناء عملية تفتيش وتحقيق في منطقة إطلاق النار في بيرلينغتون في الساعة 3:38 مساء أمس الأحد، حسبما ذكرت إدارة شرطة بيرلينغتون في بيان لها.

وجمعت السلطات الأدلة أثناء تفتيش شقة إيتون في مبنى قريب من موقع إطلاق النار، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة الاثنين. وقال مراد في بيان له مساء الأحد إن الهجوم الذي أسفر عن إصابة 3 طلاب فلسطينيين حوالي الساعة 6:25 مساء السبت “ربما كان جريمة كراهية”.

تقارير أقسام الشرطة الأميركية تفيد بتزايد حالات الإبلاغ عن المضايقات والاعتداءات بعد أحداث غزة (الفرنسية)

“لحظة مشحونة”

واستقرت حالة اثنين من الطلاب، في حين يعاني الثالث من “إصابات أكثر خطورة”. وقالت الشرطة إن الثلاثة الذين تبلغ أعمارهم 20 عاما كانوا يسيرون خلال زيارة لمنزل قريب لأحد الضحايا عندما واجههم رجل أبيض يحمل مسدسا.

وقال مراد: “دون أن يتكلم، أطلق 4 طلقات على الأقل من المسدس، ويعتقد أنه هرب. وقد أصيب الضحايا الثلاثة، اثنان في جذعهم وواحد في الأطراف السفلية”.

وقال قائد الشرطة، الذي أعرب عن تعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم، إنه لا توجد معلومات إضافية تشير إلى وجود دافع. وأضاف “في هذه اللحظة المشحونة، لا يمكن لأحد أن ينظر إلى هذا الحادث ولا يشك في أنه ربما كان جريمة بدافع الكراهية. وقد كنت على اتصال بالفعل مع شركاء التحقيق والادعاء الفدراليين للتحضير لذلك إذا ثبت ذلك”.

كما نشر مكتب التحقيقات الفدرالي الإقليمي في مدينة ألباني بولاية نيويورك، بيانا في وقت متأخر من أمس الأحد على منصة إكس، قال فيه إن المكتب يحقق في إطلاق النار مع إدارة شرطة بيرلينغتون المحلية ووكالات اتحادية وحكومية ومحلية أخرى.

تشييع جثمان الطفل الفلسطيني وديع الفيومي الذي قتل في جريمة كراهية في شيكاغو

إدانة

وأدان أعضاء الكونغرس في ولاية فيرمونت إطلاق النار، وقال السيناتور بيرني ساندرز في بيان له “إنه لأمر صادم ومزعج للغاية أن 3 شبان فلسطينيين أصيبوا بالرصاص هنا في بيرلينغتون. الكراهية ليس لها مكان هنا أو في أي مكان، إنني أتطلع إلى إجراء تحقيق كامل. تعاطفي معهم ومع عائلاتهم”.

في حين ذكر السيناتور بيتر ويلش، في تغريدة له على موقع “إكس”، أن ولاية فيرمونت “لا تتسامح مع الكراهية أو الإسلاموفوبيا” وأنه يتوقع من سلطات إنفاذ القانون “التعرف بسرعة على مطلق النار ودوافعه”.

كما شاركت النائبة بيكا بالينت، من خلال تغريدة على موقع إكس، وطالبت أن يكون “هناك تحقيق كامل في أي دليل على جريمة كراهية”.

ووصف حاكم ولاية فيرمونت فل سكوت، في بيان له، إطلاق النار بأنه “مأساة”، وأضاف “عرضتُ دعم الولاية الكامل لرئيس بلدية ورئيس شرطة برلنغتون في الوقت الذي يتم فيه التحقيق في هذه الجريمة التي لا معنى لها، وكل الدعم للجالية الفلسطينية ولكل سكان مدينة بيرلنغتون”.

دعوات للتوحد

ووجه رئيس بلدية برلنغتون، ميرو واينبرغر، دعوة مماثلة لدعم الضحايا والتوحد في إدانة العنف، وقال في بيان له “أطالب سكان برلنغتون.. بالوقوف معا، لدعم هؤلاء الضحايا وعائلاتهم وجاليتهم بالحب واللطف”.

وقال “إن وجود مؤشر على أن إطلاق النار هذا قد يكون مدفوعا بالكراهية أمر تقشعر له الأبدان. مدينة برلنغتون لا تتسامح مطلقا مع جرائم الكراهية وستعمل بلا هوادة لتقديم مطلق النار إلى العدالة”.

كما قال البيت الأبيض إنه تم إطلاع الرئيس جو بايدن، على إطلاق النار وسيواصل تلقي تحديثات إنفاذ القانون. ودعا زعيم الأقلية في مجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز الأميركيين إلى “التنديد بشكل لا لبس فيه بالارتفاع المذهل للكراهية المعادية للعرب والإسلاموفوبيا في أميركا”.

وقال جيفريز على منصة “إكس” إنه “لا ينبغي أبدا استهداف أي شخص بسبب انتمائه العرقي أو الديني في بلدنا”، مضيفا “لن ندع الكراهية تنتصر”.

ونظم عدد من نشطاء المنظمات المحلية بما في ذلك تجمع “طلاب جامعة فيرمونت من أجل العدالة في فلسطين” وتجمع “فيرمونترز من أجل العدالة في فلسطين” ومنظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام في فيرمونت ونيو هامبشاير” مسيرة تضامنية مساء أمس الأحد أمام قاعة مدينة برلنغتون.

وكان لافتا أن تقول اللجنة اليهودية الأميركية، وهي منظمة للدفاع عن اليهود حول العالم، عبر منصة “إكس” إنها “مذعورة” من الهجوم وحثّت “سلطات إنفاذ القانون على التحقيق في هذا الفعل باعتباره جريمة كراهية محتملة”.

وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية “كير” قد عرض في منشور له على منصات التواصل أيضا، مكافأة قدرها 10 آلاف دولار أميركي لمن يقدم معلومة تقود إلى اعتقال مرتكب جريمة إطلاق النار على الشبان الفلسطينيين.

وتشهد الجامعات الأميركية، خاصة المرموقة منها، حراكا مستمرا وضخما معارضا لاستمرار العدوان الإسرائيلي. وجاءت الحادثة في وقت تشهد فيه جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين ارتفاعا كبيرا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما ارتبط به من مظاهرات ضخمة ضد الموقف الأميركي المؤيد للعدوان.

ومن أبرز تلك الحوادث قتل الطفل وديع الفيومي، الذي طعنه مالك عقار تسكن فيه عائلته حتى الموت في جريمة كراهية مشتبه بها. ويقول مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية إن هناك زيادة بنسبة 162% في جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين.

شاركها.
Exit mobile version