كشفت دراسة أميركية أن ممارسة نشاط بدني معتدل، يعادل نحو 5 ساعات من المشي السريع أسبوعياً، يمكن أن يقلل بشكل واضح من خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي والوفاة الناتجة عنها.
وأوضح الباحثون من جامعة هارفارد أن الدراسة المنشورة، الجمعة، بدورية «جاما نتورك» تؤكد أن الاستمرارية في ممارسة النشاط البدني المعتدل أهم من بذل مجهود بدني عالٍ على فترات متقطعة.
وتشمل سرطانات الجهاز الهضمي مجموعة واسعة من الأورام التي تصيب أجزاء متعددة من الجهاز الهضمي، مثل الفم، والحلق، والمريء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة، والقولون، والمستقيم، بالإضافة إلى الأعضاء المساندة للهضم، مثل الكبد، والبنكرياس، والمرارة. وتُعد هذه السرطانات من أكثر أنواع السرطان انتشاراً عالمياً، إذ تؤثر على وظائف الهضم والامتصاص، وغالباً ما تُكتشف في مراحل متقدمة، بسبب بطء ظهور الأعراض في بدايتها.
وتتنوع العوامل المسببة لهذه السرطانات، وتشمل العادات الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، والتدخين، واستهلاك الكحول، والعوامل الوراثية، والإصابات المزمنة مثل التهابات الكبد أو القولون. ويُعد اتباع نمط حياة صحي يعتمد على نظام غذائي متوازن وممارسة نشاط بدني معتدل بانتظام، من أنجع الوسائل لتقليل خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي.
وتوصل الباحثون، من خلال تحليل بيانات أكثر من 231 ألف رجل وامرأة من 3 دراسات طويلة الأمد تمت متابعتهم لنحو 32 عاماً، إلى أن النشاط البدني المنتظم يرتبط بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي والوفاة الناتجة عنها.
وسُجّل خلال فترة المتابعة 6538 حالة إصابة جديدة و3791 حالة وفاة بسبب هذه السرطانات. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين مارسوا نشاطاً بدنياً معتدلاً بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بنسبة 17 في المائة، كما انخفضت لديهم معدلات الوفاة بنسبة 28 في المائة مقارنة بمن مارسوا نشاطاً قليلاً.
فوائد المشي
وأوضحت الدراسة أن الحفاظ على مستوى معتدل ومستمر من النشاط البدني، بما يعادل 5 ساعات من المشي السريع أو ساعتين من الجري أسبوعياً، كان كافياً لتحقيق الفائدة القصوى في الوقاية من السرطانات، بينما لم تُظهر المستويات الأعلى من النشاط أي تحسُّن إضافي في الحماية.
كما تبين أن الفائدة شملت أنواعاً متعددة من سرطانات الجهاز الهضمي، مثل سرطان الفم، والمريء، والمعدة، والقولون، والكبد، والبنكرياس، ما يشير إلى أن النشاط البدني المعتدل يوفر تأثيراً وقائياً شاملاً على مختلف أجزاء الجهاز الهضمي.
وأشار الفريق البحثي إلى أن أهمية النتائج تكمن في بساطتها وقابليتها للتطبيق الواقعي؛ إذ لا يتطلب الحصول على فوائد صحية كبيرة ممارسة رياضات مكثفة، بل يكفي الالتزام بالمستوى الموصى به من النشاط البدني بانتظام لسنوات طويلة.
وأضاف الباحثون أن هذه النتائج تسهم في توجيه السياسات الصحية العامة نحو تشجيع النشاط البدني المستدام كوسيلة فعّالة للوقاية من السرطان، إلى جانب دوره المعروف في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}

