السعيد سعيود وزير النقل الجزائري
الدوحة – قنا
أشاد سعادة السيد السعيد سعيود، وزير النقل الجزائري، بالتجربة القطرية الرائدة في مجال النقل والمواصلات، مؤكدا أن دولة قطر قطعت أشواطا كبيرة في تطوير هذا القطاع الحيوي بمختلف أنواعه، وأن ما تحقق على أرض الواقع من بنية تحتية متطورة وشبكات مواصلات حديثة يعكس رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى تحقيق نتائج إيجابية على الصعيدين الوطني والدولي.
وأوضح سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، في ختام زيارته لقطر، أن اتفاقية خدمات النقل الجوي التي وقعها البلدان، تأتي في إطار تعزيز أواصر العلاقات الثنائية الأخوية، مبينا أن تجربة قطر الثرية في قطاع المواصلات تجعل منها نموذجا يحتذى به، وأن الجزائر تطمح إلى الاستفادة من هذه الخبرة في إطار شراكة حقيقية تقوم على مبدأ “رابح-رابح”، بما يخدم مصلحة البلدين ويدعم مسار التنمية المستدامة.
وأكد أن دولة قطر، أصبحت شريكا مهما واستراتيجيا بالنسبة للجزائر، وهو ما تجسد من خلال حجم الاستثمارات القطرية في البلاد، والتي شملت قطاعات متنوعة، مثل الاتصالات، الحديد والصلب، والزراعة، مضيفا أن هذا التعاون يشهد اليوم مرحلة جديدة من التوسع ليشمل قطاع النقل، وخاصة في مجالي تطوير الموانئ والنقل البحري، لاسيما نقل البضائع.
وقال في سياق متصل: “نحن نتباحث اليوم مع الأشقاء في قطر من أجل تجسيد شراكة نوعية في قطاع المواصلات”، مشيرا إلى أنه خلال الشهرين الماضيين، زار وفد قطري رفيع المستوى عددا من الموانئ الجزائرية في شرق وغرب البلاد، واطلع على إمكاناتها وموقعها الاستراتيجي، “ونحن الآن بصدد فتح باب الحوار والتشاور لتعزيز هذا التعاون وتحقيق نقلة نوعية تعكس عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بلدينا”.
ولفت سعادة السيد السعيد سعيود، إلى أن اتفاقية خدمات النقل الجوي بين دولة قطر والجزائر التي تم التوقيع عليها خلال زيارته إلى الدوحة، تعد خطوة أولى نحو تطوير التعاون في النقل الجوي والبحري، حيث تتيح للطائرات القطرية الهبوط في المطارات الجزائرية والانطلاق منها نحو وجهات أخرى، كما يمكن للطائرات الجزائرية تسيير رحلات عبر الدوحة إلى دول أخرى، دون الحاجة للمرور عبر أطراف ثالثة، مشيرا إلى أن الاتفاقية تشمل أيضا تسهيل الربط بين الخطوط الجوية للبلدين لخدمة المسافرين المتوجهين إلى إفريقيا وأوروبا.
وفي السياق ذاته، كشف سعادته، عن مشروع استراتيجي تتم دراسته حاليا، يتمثل في فتح خط بحري يربط الجزائر بالدوحة، مرورا بعدة موانئ عربية، تشمل تونس، وليبيا، ومصر، والسعودية، وسلطنة عمان مستقبلا، مبرزا أن هذا المشروع يحظى بدعم مباشر من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، لما له من أهمية في تعزيز التبادل التجاري واللوجستي بين ضفتي البحر المتوسط والخليج العربي.
وفي سياق آخر، أشار وزير النقل الجزائري إلى أن بلاده أصبحت وجهة استثمارية جاذبة بفضل الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي باشرها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، لاسيما من خلال قانون الاستثمار الجديد، الذي عالج الكثير من النقائص السابقة وفتح المجال أمام رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية في مناخ أكثر شفافية وتحفيزا.
ورحب في هذا الشأن بالمستثمرين القطريين، سواء عبر شراكات مع الطرف الجزائري أو من خلال استثمارات مستقلة، قائلا: “كل الأبواب مفتوحة، والإمكانيات متاحة، والإرادة السياسية قائمة من أعلى هرم الدولة لدعم الاستثمارات النوعية التي تسهم في خلق الثروة وفرص العمل”.
ووجه وزير النقل الجزائري، في ختام حواره مع /قنا/، رسالة صريحة إلى المستثمرين القطريين، قال فيها: “نحن نطمح لأن يكون للأشقاء في قطر دور محوري في مسار التنمية الجديد الذي تعيشه الجزائر، ونراهن على هذه الشراكات النوعية لتطوير منظومتنا اللوجستية، وجعل الجزائر منصة اقتصادية ولوجستية تربط بين إفريقيا وأوروبا”، داعياً كل المستثمرين القطريين لزيارة الجزائر والاطلاع عن قرب على حجم الفرص المتاحة في بيئة استثمارية واعدة”.
وأضاف: “ما لمسناه من إرادة قوية لدى الطرف القطري يعكس رغبة مشتركة في بناء تعاون فعلي مبني على الثقة والمصالح المتبادلة، وسنعمل بكل جدية من أجل أن تكون الشراكة بين الجزائر وقطر نموذجا ناجحا للتعاون العربي المتكامل”.