تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء..

❖ هديل صابر

– آل محمود: قطر تعمل لتعزيز صحة السكان البدنية والنفسية


– د. غيبريسوس: الحكومات تعهدت بتوسيع خدمات الصحة النفسية ليصل إلى 150 مليون شخص


– أمينة محمد: الصحة النفسية حق إنساني عالمي ومسؤولية مشتركة


– وزير الصحة المصري: وعي متقدم لـ قطر في مجالات الصحة النفسية 


تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، افتتح سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة، أمس، القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، والتي تستضيفها دولة قطر، ممثلة بوزارة الصحة العامة، على مدى يومين. 


حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السعادة الوزراء، وممثلي الدول والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالصحة النفسية، إضافة إلى خبراء ومختصين من مختلف مناطق العالم، وتنعقد القمة الوزارية تحت شعار «النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية». 


ويناقش المسؤولون وصانعو السياسات والمختصون على مدى اليومين قضايا الصحة النفسية الملِّحة لوضع استراتيجيات بشأنها على مستوى العالم، ويبلغ عدد المتحدثين في القمة 64 متحدثاً محلياً ودولياً.



– رؤية مشتركة 


وفي كلمته الافتتاحية قال سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود أهمية القمة الوزارية «للعمل معاً من أجل النهوض بالصحة النفسية في جميع مناطق العالم، من خلال رؤية بمنظور مشترك لمستقبل أكثر صحة وشمولاً».


وقال سعادته «تولي دولة قطر، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اهتماماً كبيراً بالصحة العامة، في إطار الحرص على ضمان صحة ورفاهية السكان، ومن خلال رؤية قطر الوطنية 2030 نعزز العمل لضمان صحة السكان البدنية والنفسية على حد سواء، كما أطلقنا استراتيجيات وأطر وطنية مخصصة لتعزيز الصحة والعافية النفسية الجيدة للسكان من خلال تطوير نظام متكامل يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت والمكان المناسبين».


وأضاف سعادته قائلا «إنه وضمن نهج الصحة في جميع السياسات، عملنا على تضمين الصحة النفسية في جميع القطاعات والمجتمع ككل، كما قمنا بمواءمة جهودنا الوطنية مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وخصوصاً الهدف الثالث المتمثل في الصحة الجيدة والرفاه».


وتابع سعادة آل محمود «وعلى الصعيد الدولي ومن خلال الدور الفاعل لبلادنا لإحلال الأمن والاستقرار في العالم، فإن دولة قطر حريصة على العمل مع شركائها الدوليين لمنع الأزمات الدولية أو معالجتها وتخفيف آثارها، وتعمل بلادنا كذلك على دعم السياسات التنموية طويلة المدى لخدمة السكان مع التركيز على الفئات الأكثر حاجة للرعاية، ونؤكد على الأهمية الكبيرة لإيلاء الصحة النفسية اهتماماً دولياً أكبراً وخصوصاً في ظل التحديات الدولية والأزمات الإنسانية غير المسبوقة».


– زيادة الاضطرابات النفسية 


كما أوضح سعادته أن التقديرات تشير إلى زيادة الاضطرابات النفسية، قائلا «إنه ونتيجة للتفاعل المعقد بين الاستعدادات الوراثية والعوامل الاجتماعية والبيئية، والصعوبات الاقتصادية، وحالات الطوارئ الإنسانية، والآثار بعيدة المدى للصراعات، تزداد الحاجة إلى خدمات فعالة للصحة النفسية يمكن الوصول إليها في جميع أنحاء العالم، انطلاقاً من أن الصحة النفسية حق أساسي من حقوق الإنسان، ويجب أن يكون في صميم سياستنا العامة وعملنا الجماعي».


وأكد سعادة السيد آل محمود أن القمة الوزارية تعمل على استكشاف كيفية ترجمة الالتزامات إلى إجراءات قوية تشمل الحكومات والمجتمع ككل، مشيراً إلى أن خطة عمل منظمة الصحة العالمية الشاملة للصحة النفسية 2013-2030 توفر مخططاً عالمياً يتم تفعيله من خلال المبادرات الإقليمية مثل خطة العمل الإقليمية في شرق المتوسط للصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في حالات الطوارئ 2024-2030، والجهود الرائدة لتعزيز إجراءات الصحة العامة والتي من شأنها إحداث تحول في الصحة النفسية لصالح الجميع.


– حق إنساني 


كما تحدثت السيدة أمينة محمد -نائب الأمين العام للأمم المتحدة- في كلمة مسجلة عن واقع الصحة النفسية على المستوى العالمي والحاجة إلى تحرك قوي لتحسين الصحة النفسية للجميع وجعلها ركنا أساسيا ضمن التغطية الصحة الشاملة، مؤكدة أهمية الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية والتأكيد على أن الصحة النفسية حق إنساني عالمي ومسؤولية مشتركة.


– تحديات الصحة النفسية 


وفي كلمة مسجلة خلال حفل الافتتاح قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس -المدير العام لمنظمة الصحة العالمية- «إن القضايا التي تناقشها القمة تجسد العديد من التحديات الرئيسية التي تواجه الصحة النفسية على الصعيد العالمي، ومنها استثمار التكنولوجيا الرقمية والوقاية من آثارها السلبية، وتمويل وتوسيع نطاق التدخلات الفعالة في مجال الصحة النفسية وخصوصاً أثناء حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية».



– ربط الدولة بنظام إلكتروني 


شدد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية في وزارة الصحة العامة، خلال تصريحات صحفية على حرص دولة قطر على اتخاذ خطوات ناجعة ومستمرة، ومن بينها الاستثمار في الصحة النفسية، لأنها المسبب الأول للإعاقة عن العمل، فضلا عما تسببه من عدم القدرة على رعاية الشخص لأسرته، وقد ينتهي الأمر بالشخص للإدمان أو إنهاء حياته، مشيرا إلى أن واحدة من مشكلات الكثير من وزارات الصحة حول العالم إنفاق 2 % فقط لدعم الصحة النفسية، وأن هذه النسبة يجب ألا تقل عن 5 %.


ولفت د. محمد بن حمد إلى أن قطر تعمل على ربط الدولة كلها بنظام الكتروني واحد، ما يؤدي إلى استفادة الأشخاص من خلال الانذار المبكر، من أجل الوصول للمريض قبل أن تتدهور حالته الصحية، وأن وجود أطباء متميزين أمكن من توفير الدعم النفسي الجيد للكثير من الحالات.


 – تشريعات 


أشار سعادة الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان في جمهورية مصر العربية، إلى أن أكثر من 20 إلى 30 اضطرابا نفسيا تصل معدلات الاصابة بها قد تصل من 1 إلى من كل 5 أفراد، وفي بعض الأبحاث 1 من كل 8 أفراد، وأخرى 1 من كل 10، لذلك فإننا نتحدث عن عدد ليس بالقليل، وتتراوح المشكلات الصحية بين الأعمار المختلفة التي تعاني من الاضطرابات النفسية، والتي قد تصل إلى الاكتئاب والقلق، وهما من الاضطرابات النفسية الشهيرة جداً والأكثر شيوعاً على مستوى العالم.


وأضاف: إن إدراج الصحة النفسية ضمن أولويات وزارة الصحة العامة في قطر، يعكس وعيا متقدما وحرصا على بناء مجتمع صحي متكامل، لافتا إلى وجود مراكز متخصصة لدعم الصحة النفسية للأطفال والأسر، وهو ما يجسد اهتمام الدولة برعاية المواطن والمقيم على حد سواء. وفيما يتعلق بالتعاون الصحي بين مصر ودولة قطر، قال إن العلاقات بين البلدين الشقيقين، تاريخية وراسخة على المستويات كافة، مشيرا إلى أن الصحة تمثل محورا أساسيا في هذا التعاون من خلال تبادل الخبرات والأطباء.


– أبرز التحديات


رأى الدكتور ماجد العبدالله رئيس الصحة النفسية واستشاري في الأمراض النفسية بمؤسسة حمد الطبية «إن الوصمة المجتمعة، وصعوبة الوصول إلى خدمات الصحة النفسية من أبرز التحديات، إلا أن رقمنة خدمات الصحة النفسية قد يسهم في حل مشكلة الوصول ويقلل من الوصمة».وحول التشريعات، أوضح الدكتور العبدالله قائلا «إن خدمات الصحة النفسية في دولة قطر تتمتع بخصوصية عالية وسرية تامة تمنح للمريض حرية عدم ذكر اسمه هذا بالنسبة للخدمات التي تقدم عبر الخطوط الساخنة المخصصة لخدمات الصحة النفسية، إلا في حال تطلب الأمر وصفة طبية، فالصيادلة مدربين ومؤهلين لحماية بيانات أي مريض بالمطلق وخاصة المرضى النفسيين».


وقالت الدكتورة سامية العبدالله المدير التنفيذي لإدارة التشغيل بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية «إن استضافة دولة قطر للقمة يعكس التزامها الراسخ، بجعل الصحة النفسية أولوية في النظام الصحي الوطني، باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وجودة الحياة، وقد أثبتت التجارب العالمية، خاصة بعد الجوائح الصحية، أن الاهتمام بالصحة النفسية لا يقل أهمية عن الصحة الجسدية، وأن الاستثمار فيها هو استثمار في الإنسان والمجتمع».

شاركها.
Exit mobile version