وزير الصحة يزور الوحدة الطبية ببعثة الحج القطرية
مكة المكرمة – قنا
زار سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة، العيادات الطبية التابعة لبعثة الحج القطرية في مشعر منى، للاطلاع على جاهزيتها ومستوى الخدمات الطبية والعلاجية والإسعافية المقدمة للحجاج خلال موسم حج هذا العام 1446هـ.
وذكرت وزارة الأوقاف والشؤون، في بيان لها اليوم، أن سعادته استهل زيارته بجولة داخل العيادات الطبية، التي تم تجهيزها بأحدث الأجهزة والمستلزمات، والتقى خلالها بالكادر الطبي من أطباء وممرضين ومسعفين وصيادلة، واستمع إلى شرح مفصّل حول آلية العمل، والتجهيزات الميدانية، ونظام المناوبات، واستراتيجية التعامل مع الحالات الطارئة خلال أيام التشريق.
وخلال الزيارة، أوضح سعادة وزير الصحة أن جميع حجاج دولة قطر، من الرجال والنساء، بخير وصحة وعافية، مؤكدًا أن الاستعدادات والخطط والتنفيذ الميداني الذي شهدناه، يدعو للفخر والاطمئنان.
وبين سعادته أن بعثة الحج القطرية بمختلف وحداتها تقدم نموذجًا مميزًا في خدمة ضيوف الرحمن من حجاج الدولة، مثمناً الجهود الكبيرة التي تبذلها الوحدة الطبية وكوادرها المتخصصة.
وأشاد بتواجد الوحدة الطبية وكوادرها المستمر إلى جانب الحجاج في جميع المشاعر، وتقديمهم للرعاية الصحية الفورية في كل الظروف.
كما شدد سعادته على أهمية دعم الوحدة الطبية لبعثة الحج القطرية بكافة احتياجاتها من الكوادر الطبية والمستلزمات الصحية سواء لهذا الموسم أو المواسم القادمة للحج استجابةً وتعزيزاً لمتطلب توفير أرقى خدمة صحية لحجاج الدولة.
من جانبه، أوضح الدكتور مشعل عبدالله المسيفري، نائب رئيس الوحدة الطبية ببعثة الحج القطرية، أن العيادات في مشعر منى تعمل على مدار 24 ساعة، وتضم الوحدة الطبية نخبة من الأطباء والممرضين والمسعفين والصيادلة المتخصصين، موزعين وفق نظام نوبات، لضمان استجابة فورية لأي حالة طبية.
وبيّن الدكتور المسيفري أن العيادات قُسمت إلى قسمين منفصلين للرجال والنساء، وتضم كل منهما: غرفا لفرز وتصنيف الحالات، وغرف كشف وفحص طبي، وغرفا للعزل (واحدة للرجال وأخرى للنساء)، وصيدليتين متكاملتين بالأدوية والعلاجات، وغرف تنويم للحالات التي تحتاج للملاحظة أو تدخل سريع.
وأضاف أن تجهيزات العيادات جاءت وفق اشتراطات وزارة الصحة السعودية لضمان أعلى درجات السلامة، حيث تُتابع الحالات عن كثب وتُطبق الإجراءات الوقائية بدقة، خصوصًا في ظل الازدحام وكثرة الحركة في المشاعر.
وأشار الدكتور المسيفري إلى أن العيادات تعاملت مع أكثر من 500 حالة منذ يوم التروية في الثامن من ذي الحجة، مرورًا بعرفة، ومزدلفة، وحتى أول أيام التشريق في منى، موضحا أن أغلب الحالات كانت بسيطة إلى متوسطة، منها: التهابات في الحنجرة، ونزلات معوية، وإجهاد عام، وآلام عضلية، ما يؤكد أن الوضع الصحي العام لحجاج دولة قطر مطمئن ومستقر تماماً.
وفي سياق التوعية، دعا نائب رئيس الوحدة الطبية الحجاج إلى شرب كميات كافية من السوائل لتجنّب الإجهاد الحراري، والبقاء في المخيمات المكيفة خلال أوقات الذروة، واستخدام المظلات أو المشي في أماكن مظللة، مع ارتداء الكمامات للوقاية من الأمراض المعدية، وتجنب الزحام، وتأجيل رمي الجمرات إلى بعد فترة الحرارة المرتفعة آخر النهار أو في المساء، مع إمكانية الاستفادة من رخصة التوكيل لكبار القدر أو المرضى خاصة الأمراض المزمنة.
وفي سياق الخدمات الميدانية، قامت وحدة خدمات المشاعر بالتعاون مع الشركة المنفذة بتجهيز مخيمات مشعر منى الذي يقضي فيه الحجيج يوم التروية وأيام التشريق وفق أعلى المعايير المعتمدة، لتوفير الراحة والخصوصية، وتهيئة كافة سبل الراحة والسلامة لحجاج دولة قطر بجميع الحملات.
وزودت المخيمات بمقعد لكل حاج متعدد الاستخدامات وفق أفضل الخامات، والتي يمكن للحاج أن يستخدمها كسرير أو كمقعد وفق حاجته، إضافة إلى توفير طاولة لكل حاج يمكن استخدامها للطعام أو القراءة بما يتناسب وراحة كل حاج.
كما تم تزويد كافة هذه المقاعد بوصلة كهربائية منفردة مزودة بخاصية شحن الهواتف المحمولة، وهي خاصية تم إضافتها العام الماضي في مخيمات حجاج دولة قطر، فضلاً عن تزويدها بخزائن علوية لحفظ الأمتعة الشخصية، وتوفير عدة صالات للطعام وبوفيهات مفتوحة مزودة بثلاجات للمياه والعصائر والمشروبات الباردة، مع توفير عدة مواقع لدورات المياه التي تم تجهيزها بأحدث الوسائل، وتم توزيعها في مخيمات الرجال والنساء.
وتشتمل مخيمات حجاج دولة قطر في مشعر منى على جميع وسائل الأمن والسلامة، مع توفير سيارة إسعاف مجهزة وفق أعلى المعايير، وعمال للخدمات والإعاشة لتلبية حاجة ومتطلبات الحجاج، وجميعها خدمات تقدمها بعثة الحج القطرية لتيسر على حجاج الدولة أداء المناسك في أفضل الظروف التي تعينهم على الحج بيسر وسهولة.
وتجرى هذه الجهود الطبية بتنسيق تام مع وزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ضمن منظومة بعثة الحج القطرية، وبالتعاون مع الجهات السعودية المختصة في إطار الشراكة المستمرة مع وزارة الصحة السعودية ووزارة الحج والعمرة.
كما أشادت البعثة الطبية القطرية بمستوى التعاون السعودي المثمر الذي أسهم في توفير بيئة صحية آمنة للحجاج، وعزز من قدرة بعثة الحج القطرية على تنفيذ برامجها الطبية بدقة وفعالية.
وأكّدت بعثة الحج القطرية أن هذه الجهود الصحية تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة قطر، وحرصًا منها على تقديم أعلى معايير الجودة في الرعاية الصحية لحجاج الدولة، بما ينسجم مع استراتيجية التنمية الوطنية 2024-2030، التي تضع صحة الإنسان وراحته في أهم الأولويات.
وتواصل الوحدة الطبية عملها حتى نهاية موسم الحج، في ظل استعدادات دائمة، وتخطيط مسبق، وتنفيذ ميداني دقيق، في نموذج يُحتذى به في منظومة الرعاية الصحية لحجاج بيت الله الحرام من دولة قطر.