❖ الدوحة – قنا
أكد سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، أن دولة قطر حافظت طوال أربعة عشر عاما على موقف ثابت وداعم للشعب السوري دون تغيير أو تردد، انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن تمكين السوريين من استعادة حقوقهم المشروعة وبناء دولتهم ذات السيادة والازدهار والفرص العادلة، يمثل المسار الصحيح الذي اختارته منذ اللحظة الأولى.
جاء ذلك خلال مشاركة سعادته في جلسة بعنوان: “سوريا الجديدة بعد عام.. تقييم التقدم والفرص والتحديات” ضمن أعمال منتدى الدوحة 2025، حيث أكد أن القيادة الحكيمة لدولة قطر اعتبرت منذ بداية الأزمة أن الوقوف مع الشعب السوري ليس خيارا سياسيا عابرا، بل التزام أخلاقي واستراتيجي طويل الأمد.

وشدد سعادته على أن سياسة دولة قطر قامت ولا تزال على مبدأ الانخراط المباشر وعدم التردد في تقديم الدعم الإنساني والتنموي للشعب السوري، وكذلك دعم الحكومة السورية، مشيرا إلى أن هذا الدعم تواصل عبر مؤسسات دولة قطر الإنسانية والتنموية، وفي مقدمتها مؤسسة “التعليم فوق الجميع” وصندوق قطر للتنمية، اللذان نفذا مشاريع واسعة بالتعاون مع السلطات السورية.
وفيما يتعلق بالعلاقات القطرية السورية، أوضح سعادته أن هذه العلاقات شهدت خلال الاثني عشر شهرا الماضية تطورا ملحوظا، لتصبح في أقوى مراحلها، مع اتساع مجالات التعاون لتشمل القطاعات المالية والطاقة والطيران، فضلا عن استمرار دور دولة قطر على المستوى الدولي في الدفاع عن المسار الذي يخدم تطلعات الشعب السوري.
وأكد سعادته أن دولة قطر تنظر إلى سوريا ضمن قراءة إقليمية شاملة تأخذ في الاعتبار مجمل التطورات السياسية في دول الجوار، مشددا على أن قطر ستظل شريكا موثوقا للدول العربية، وستبقى منخرطة بفاعلية في ملفات المنطقة، وفي مقدمتها الملف السوري.
وحول إعادة إعمار سوريا، أفاد سعادته بأن دولة قطر تواصل نهجها القائم على الانخراط المباشر وتوسيع التعاون مع الشركاء السوريين في مختلف القطاعات، مع التركيز على البنى التحتية الأساسية، ولا سيما في القطاعات المالية والطاقة والطيران، مشيرا إلى أن المشاريع المنفذة حتى الآن مشجعة، لكنها لا تزال دون مستوى الطموحات، في ظل ما تمتلكه سوريا من إمكانات اقتصادية واعدة.
وأضاف أن الانفتاح الذي أظهره فخامة الرئيس السوري والحكومة السورية أمام المستثمرين الدوليين يعزز فرص بناء اقتصاد مستدام، مؤكدا استعداد دولة قطر للاضطلاع بدور فاعل في دفع عجلة التنمية في سوريا، لا سيما في ظل المتغيرات الإقليمية وتزايد اهتمام المجتمع الدولي بدعم استقرار المنطقة.
وأكد سعادته أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية أمر مرفوض وغير مقبول، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لمنع أي تصعيد إضافي، سواء في سوريا أو في لبنان.
وأشار إلى أن تحقيق الاستقرار الأمني يمثل الأساس لنجاح عملية إعادة الإعمار، مؤكدا أن دولة قطر ستواصل تعاونها الوثيق مع الحكومة السورية، إلى جانب تنسيقها المستمر مع الشركاء الدوليين.
واختتم سعادته بالتأكيد على أن دولة قطر ستكثف دعمها للحكومة السورية في مواجهة التحديات المقبلة، لا سيما التهديدات الأمنية، وتعزيز الخطوات الكفيلة بخدمة الشعب السوري، معربا عن تفاؤله بمستقبل المنطقة بشكل عام، وسوريا بشكل خاص.

