الدوحة – قنا

توج سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة مساء اليوم، الفائزين في النسخة الرابعة من مسابقة شاعر الجامعات التي أقامتها وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للشعر “ديوان العرب” في الفترة من 11 وحتى 20 مايو الجاري، بالتعاون مع جامعة قطر، والجامعات والكليات المدنية والعسكرية.

وجاء التتويج خلال الحفل الختامي للمسابقة التي تضمنت فئتي الشعر الفصيح وشعر النبطي، وأقيم في جامعة قطر بحضور جمع من مسؤولي الجامعات والمثقفين والطلاب.

وتوج في فئة الشعر الفصيح بالمركز الأول: الشاعر محمد أفلج من موريتانيا وبالمركز الثاني الشاعر حمد سالم الراشدي من قطر، وجاء عادل محمد عبدالحميد من باكستان، في المركز الثالث ، وجميعهم من جامعة قطر .

وفي فئة الشعر النبطي، توج بالمركز الأول الشاعر سعيد على آل عفير، من كلية أحمد بن محمد العسكرية، وتوج بالمركز الثاني حمد جابر الجرحب، وجاء في المركز الثالث محمد صالح النابت، وهما من جامعة قطر وجميع الفائزين في هذه الفئة قطريون.

وتبلغ قيمة جوائز المسابقة 180 ألف ريال قطري، حيث سيحصل صاحب المركز الأول على مبلغ 50 ألف ريال، والثاني على 25 ألف ريال، بينما ينال صاحب المركز الثالث مبلغ 15 ألف ريال، من كل فئة.

كما قام سعادة وزير الثقافة بتكريم أعضاء لجنة التحكيم وهم الشعراء: محمد إبراهيم السادة، زايد كروز، علي المسعودي، لحدان صباح الكبيسي.

وكانت المرحلة الأخيرة قد شهدت منافسة بين الشعراء المتأهلين إلى النهائي في إبداع قصائد عن حسن الظن والتغافل لشعراء الفصيح، فيما تنافس شعراء النبطي في عد القصيد بعنوان / مستقبلك / وذلك لرؤية الزوايا والمنظور التي يراها الشاعر، كما تنافس الجميع ارتجالا حول فيديو تم عرضه حول “السواقة ثقافة ” خلال الحفل ليبدع كل شاعر ثلاثة أبيات حول الموضوع .

وأكد الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر “ديوان العرب”، في كلمة خلال الحفل، على حرص المركز الدائم لجعل الشعر معبراً عن الصفات والأخلاق الحميدة، كالشجاعة والعفة والرفعة وغير ذلك، مشيراً إلى أن المسابقة انتهجت منذ بدايتها منظومة أخلاقية، ليتم بث ذلك في الشخصية بفعل البيئة الثقافية والاجتماعية.

وأضاف مدير مركز قطر للشعر: إن قيمة الحياة من قيمة العمل، قيم أخلاقية توافق القيم المنطقية من الصواب والخطأ والمحتمل والتي تشتمل على جميع المجالات وليست الآداب فقط، وهو ما تناقلته الإبداعات عبر ما سطره الشعراء، مشيرا إلى أن منظومة القيم تستمد وجودها ومشروعيتها مما تحدثه من توازن اجتماعي يقوم على التنظيمات والاحتكام إلى المفاهيم والمعايير المحددة للسلوك المقبول باعتبار الشعر الشعبي في مقدمة الوسائل الإعلامية المهمة لنشر وترويج المفاهيم والأخلاق النبيلة.

وقال النعيمي إن الشعر عامة يعتبر أحد الروافد التاريخية المهمة لقراءة واقع المجتمعات وإزاحة الحجب عن أحداثها، لافتا إلى انه في ظل ما أحدثه الواقع، اليوم من سقوط وانحراف للوجهة العامة المفترضة للشعر الجزيل فقد تراجع الاهتمام بالقيم التي سبق وتم الإشارة إليها.

وختم حديثه مؤكداً أن عملهم في مسابقة شاعر الجامعات منذ البداية قد جاء لثبيت القناعات المثلى والسير على النهج القويم الذي قرر مركز قطر للشعر انتهاجه منذ البداية وهو ربط الإبداع بالأخلاق وعدم فصل الشعر عن الواقع وما يطرحه من قصائد، مثمنا دعم وزارة الثقافة ممثلة في سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة ، مما مكن المركز من تحقيق ما يصبو إليه المركز.

وأكدت لجنة التحكيم في الكلمة التي ألقاها الشاعر علي المسعودي على أهمية دور الشعراء في المجتمع وتبنى القضايا التي تخدم أمتهم، نظرا لتأثيرهم الكبير حتى أن بعض الشعراء والبلغاء تاريخيا كانوا ينتصرون بشعرهم للرأي حتى وإن كان مخالفا لما يعتقدونه، وذلك فقط إثباتا لقدراتهم اللغوية والاقناعية وكان أبرزهم عبد القاهر الجرجاني.

وأضاف المسعودي أن المتأمل في القرآن الكريم وخاصة من أهل اللغة والبلاغة يجد البلاغة في آياته وكلماته بل وحروفه، حيث جاء ليظل هدى ونبراسا للأمة دائما، مشيرا الى ان قول الله تعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس”، تقتضي أن نستشعرها لتكون مبعثا للنهوض في كل المجالات العملية والابداعية.

وأعرب الشعراء المتوجون في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ عن سعادتهم بدعم واحتواء مركز قطر للشعر لمواهبهم الإبداعية حيث تعتبر المسابقة دعما على طريق مواصلة الإبداع.

وقال الشاعر محمد أفلج المتوج بالمركز الأول في فئة الشعر الفصيح وهو طالب بكلية التربية إن المسابقة والفوز بالمركز الأول فيها، فرصة دعما له للعمل على تطوير تجربة الشعرية التي بدأت في 2014، ومن ثم سيكون حريصا على أن يتواصل إبداعه ويعمل على إصدار أشعاره مطبوعة في ديوان .

وثمن الشاعر حمد سالم الراشدي المتوج بالمركز الثاني في الشعر الفصيح وهو طالب بكلية الهندسة جامعة قطر، جهود مركز قطر للشعر “ديوان العرب” في الارتقاء بالمواهب الشعرية، مضيفا “وقعت أسيرا في حب الشعر منذ المرحلة الابتدائية فكنت احفظ الأشعار وأتعلم الالقاء وأشارك في مثل هذه المسابقات المدرسية ثم بدأت في الكتابة تقليدا، وبالطبع كانت البدايات الأولى فيها الكثير من الهنات ومازلت أتعلم وأطور من أدواتي الشعرية”.

وأضاف أن مسابقة شاعر الجامعات لها أهميتها الخاصة حيث المنافسة قوية بين المشاركين وقدمت في المرحلة الأولى قصيدة بعنوان زمن الأمجاد عن أمجاد العرب قبل وبعد الإسلام ففيها الفخر بالعروبة وكذلك تأثير نبينا الكريم على هذه الأمة، في حين قدمت قصيدة عن الامام البخاري في المرحلة الثانية تظهر مكانة هذا الإمام في نفوس المسلمين، لافتا إلى أهمية الثقة بالنفس والتدريب الجيد على الإلقاء، قبل القاء قصيدة المرحلة الاخيرة عن حسن الظن والتغافل.

ومن جهته قال حمد جابر الجرحب (متوج بالمركز الثاني في فئة النبطي)، إنه من محبي ومتذوقي وعشاق الشعر، وقد بدأ الكتابة صغيرا من خلال التجريب ليتم اكتشاف الموهبة وصقلها، مشيرا إلى أن الكتابة تكون في البداية للذات والمجتمع الصغير من الأسرة أو القبيلة ثم الحديث عن الوطن بشكل عام.

وأوضح أنه تأهل في البداية من خلال قصيدة السر الدفين في المرحلة الأولى ليقدم بعد ذلك قصيدة عن القصيد في المرحلة الثانية ثم المرحلة الأخيرة عن رؤيته لمستقبله ، لافتا إلى أنه اجتهد في تحصيل علم العروض من خلال الانترنت ومدارسة الشعراء ليصل إلى مرحلة تؤهله في مسابقة ” شاعر الجامعات “التي أسهمت في تعرفه على تجارب شعرية غنية .

جدير بالذكر أن مسابقة شاعر الجامعات تقام سنويا في إطار حرص مركز قطر للشعر ” ديوان العرب ” على إثراء الحركة الشعرية في دولة قطر بين صفوف طلاب الجامعات والكليات العسكرية والمدنية، ودعم المواهب الشعرية، وتهيئة الأجواء الأدبية المناسبة للشعراء لإثراء الساحة بإبداعاتهم.

شاركها.
Exit mobile version