محمد عبد الرحمن تركو وزير التربية السوري

دمشق – قنا

أكد سعادة السيد محمد عبد الرحمن تركو وزير التربية في الجمهورية العربية السورية، أن الوزارة تمضي قدما في مسار استراتيجي واضح لإعادة ضبط المسار التربوي في البلاد، وذلك عبر توحيد المناهج، واستنهاض الطاقات التربوية، وإعادة بناء الثقة بين الطالب والمدرسة، بعد سنوات من التحديات التي فرضتها الحرب على الواقع التعليمي في سوريا.

وأشار وزير التربية السوري في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إلى أن تعدد المرجعيات والمناهج الدراسية في سوريا خلال السنوات الماضية، شكلت تحديا بنيويا عميقا، يتطلب حلولا مدروسة ومسؤولة، وأضاف: “رؤيتنا للمناهج الجديدة ستبدأ بعد انتهاء امتحانات الثانوية، حيث سيتم عقد ورشة عمل على مستوى سوريا لوضع معايير للمناهج السورية الجديدة”.

وعن خطط الوزارة لمعالجة التحديات التي فرضتها سنوات الحرب، أوضح سعادة وزير التربية السوري أن الوزارة منذ اليوم الأول بدأت بوضع ملامح خطة استجابة طارئة، وقال: “أنا أؤكد على خطة الاستجابة الطارئة كون كثير من ملفات التربية تحتاج إلى المعالجة السريعة، ولكن المعالجة السريعة لا تكون على حساب الجودة لأنها ملفات دقيقة وحساسة، حيث إننا نتعامل مع بناء أجيال في التربية”.

وكشف الوزير تركو عن وضع خطة تتعلق بالمناهج، وخطة تتعلق بالأبنية المدرسية المدمرة، وخطة تتعلق بالأطفال خارج المنظومة التعليمية، وأنه بحسب الإحصائيات الدولية يوجد 2.5 مليون طفل سوري خارج المنظومة التعليمية، سواء كانوا ممن لديهم تسرب دراسي أو ما زالوا في المخيمات، حيث تم وضع خطة لإعادتهم إلى المنظومة التعليمية.

وبشأن ملف المعلمين والذي يعد من أكثر الملفات حساسية في سوريا اليوم، قال وزير التربية السوري: “سيجري العمل على وضع معايير لتقييم المعلمين، وبناء على هذه المعايير وتقييم المعلمين سيتم إعادة تأهيلهم، وسنقسم المعلمين إلى فئات، وتكون خطة تأهيل المعلم تناسب المستوى الذي يكون فيه المعلم من خبرته وشهادته العاملين، لنصل إلى معلم فعال ضمن المنظومة التربوية في سوريا”.

وأشار الوزير السوري إلى أن الحكومة السورية مدركة تماما لأهمية الوضع المعيشي للموظف بشكل عام والمعلم بشكل خاص، وأن هناك جهودا لتوحيد الرواتب التي لا تزال متباينة بين المناطق، والعمل على تحسينها ضمن القدرات المتاحة.

وفي حديثه عن أولويات الوزارة في المرحلة المقبلة، أشار الوزير تركو إلى أن العملية التربوية منظومة متكاملة لا يمكن تجزئتها، قائلا: “عملية التربية هي عملية متكاملة، لا يمكن فصل المعلم عن المنهج الدراسي أوعن البيئة التعليمية”.

وبين أن الأولوية في المرحلة المقبلة هي تنفيذ خطة الاستجابة الشاملة التي سبق الحديث عنها، لأنها تضمن توفير البيئة التعليمية المناسبة، وحق التعليم لكل طفل سوري.

ومن جهة أخرى، سلط وزير التربية السوري الضوء على الأرقام الرسمية المتعلقة بالتعليم الأساسي والثانوي، إذ قال: إن عدد الأطفال ضمن المنظومة التربوية يتجاوز 4.3 مليون طفل، مع احتمال ارتفاع العدد نتيجة عودة السوريين من دول الجوار. وأردف: “سيضاف إليه أعداد السوريين الراغبين بالعودة إلى سوريا، سواء من تركيا – القسم الأكبر – أو في لبنان أو في الأردن وفي دول أخرى”.

ومع اقتراب موعد الامتحانات النهائية، تحدث تركو عن الإجراءات التنظيمية واللوجستية المتخذة لضمان نزاهة وسلامة الامتحانات، خاصة في ظل الوضع الأمني غير المستقر في بعض المناطق، وقال: “تم تشكيل لجنة مركزية في وزارة التربية تقوم بالإشراف على الإعداد والتجهيز للامتحانات، كما أن هناك لجانا فرعية في المديريات في كل محافظة، ولدينا مديرية تربية فيها فرع من لجنة تسمى لجنة فرعية، ويجري فيها التنسيق بين اللجنة المركزية واللجان الفرعية للتحضير لامتحانات الشهادتين التاسع والثانوية، لا سيما أننا في وزارة التربية أمام تحد، حيث وصل العدد أكثر من 700 ألف طالب مسجل على الشهادتين”.

وفي ختام حواره مع /قنا/، شدد سعادة السيد محمد عبد الرحمن تركو وزير التربية السوري على الرسالة الأساسية التي تحملها وزارة التربية، والتي تلتقي مع جوهر العمل الإنساني والوطني، مؤكدا على أن لوزارة التربية رسالة سامية وهي تأمين حق التعليم لكل طفل في سوريا، وعليها مهام جسام، وتعمل بكل طاقتها لتأمين هذا الحق لكل طفل سوري بأفضل بيئة ضمن الإمكانات المتاحة حاليا.

شاركها.
Exit mobile version