‫ وزير الأوقاف يكرّم الفائزين في مسابقة الشيخ جاسم القرآنية

وسط حضور كبير من العلماء والدعاة والقرّاء والمسؤولين..

❖ الدوحة – الشرق

كرّم سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الفائزين بالمراكز الخمسة الأولى من الذكور في الفئات الثلاث (المواطنين، خواص الحفّاظ، عموم الحفّاظ) بفرع القرآن الكريم كاملاً بمسابقة المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني -رحمه الله- للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في نسختها الثلاثين، وذلك في حفل أقيم بفندق شيراتون الدوحة، وحضره كوكبة من العلماء والدعاة والقرّاء، وعدد من مسؤولي مؤسسات الدولة وقطاعاتها العلمية والتربوية، وثلة من ضيوف الدولة، منهم: فضيلة الشيخ الدكتور/‏ روشان عباسوف، رئيس اللجنة المنظمة لمسابقة موسكو الدولية للقرآن الكريم، وسماحة الشيخ/‏ نوزت بورك، المفتي العام لجمهورية سلوفينيا، وسماحة الشيخ/‏ عزيز حسانوفيتش، المفتي العام لجمهورية سلوفينيا. وخلال الحفل، ألقى السيد مال الله بن عبدالرحمن الجابر رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة كلمة قال فيها: على هذه الأرض المباركة وقبل ثلاثين عاماً وتحديداً في العام ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين (1993) بزغت إشراقة مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم، هذه المسابقة القرآنية التي تحمل اسم مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني –طيّب الله ثراه- الذي أسس على أرض قطر الخير والتقوى، واهتمّ بنشر العلم، ونشر حبّ كتاب الله وتعلّم آياته بين أبناء الوطن.. ومنْ بعده سار على دربه أحفاده من ولاة أمرنا من أصحاب السموّ الكرام، مواصلين مسيرة الخير والعطاء.

وأضاف: نجتمع الليلة لنحتفي بحفظة كتاب الله من المواطنين أبناء هذا الوطن، ومن إخواننا المقيمين على ارض قطر الحبيبة، من حفّاظ كتاب الله عز وجل، الذين كرّسوا اوقاتهم وتنافسوا في حفظ وإتقان كتاب الله عزّ وجل.

وأضاف: تعكس هذه المسابقة حرْص دولة قطر متمثلةً في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بها على خدمة كتاب الله الكريم، والعناية بحفظه وتلاوته وتجويده وتفسيره، وتشجيع أبناء الأمة على الإقبال عليه، وإذْكاء روح المنافسة بينهم، فإنها تبعث برسالة لشباب هذه الأمة تؤكّد فيها أن الإقبال على كتاب الله، صحةٌ في الجسم، وسعةٌ في الرزق، ونورٌ على الطريق، وتنميةٌ للقدرات التي أودعها الله في الإنسان.

وقال: إن المتتبع لمسيرة المسابقة على مدى عقودها الثلاثة يلحظ بوضوح الارتقاء والتطوير الذي تشهده المسابقة عاماً بعد عام في نظامها الإداريّ والفنيّ، لا سيما تعدد فروعها داخل قطر وخارجها، وإحياء المشاركة بروايات القرآن المتعددة، فضلاً عن فرْعها الدوليّ أول الأوائل الذي يحتضن أوائل المتوّجين في المسابقات القرآنية الدولية في العالم، حتى أصبحت مسابقة الشيخ جاسم لحفظ القرآن الكريم معْلماً بارزاً بين المسابقات القرآنية، والأعرق والأكثر فروعًا والأعلى جوائز على مستوى العالم الإسلامي، وما ذلك إلا بفضل من الله عزّ وجل ثم بفضل الدعم والرعاية المستمرة، والتحفيز الماديّ والتشجيع المعنويّ، الذي تحظى به المسابقة من قبل قيادتنا الرشيدة والاهتمام البالغ والمتابعة الحثيثة من قبل مسؤولي وزارة الأوقاف، وعلى رأسها سعادة الوزير السيد غانم بن شاهين الغانم، الذي لم يدّخرْ جهداً في دعم المسابقة والارتقاء بها وتطويرها؛ خدمةً لكتاب الله تعالى، وتحقيقاً للحديث النبويّ الشريف “خيركم منْ تعلّم القرْآن وعلّمه”.

خلال هذه المسيرة المباركة.. حققت المسابقة اهتماماً كبيراً -بفضل الله ومنّته- بحفظ القرآن الكريم والعناية به بين شرائح المجتمع كافةً، بدءًا من البراعم إلى الشباب والفتيات وصولاً إلى الرجال والنساء، وتشمل الائمة والدعاة، وأصحاب جميع المهن من الطبيب والمهندس وحتى العمال والسائقين، فكلّهم يتنافسون صفًّا واحدًا، لا فرق بينهم الا بالحفظ والاتقان لكلام الله عزوجل.

وعندما انطلقتْ هذه المسابقة في دورتها الـ 29 منذ شهر رمضان الماضي 1446هـ، تنافس أطفالنا على حفظ أحد الأجزاء الخمسة الأخيرة من القران الكريم، وشارك فيها ما يقارب الألفين وخمسمائة طفل من براعم المستقبل لهذا الوطن او المقيمين فيها، والذين لا تزيد أعمارهم عن ثمانيْ سنوات.

وانتهاءً بالمكرّمين في هذا اليوم، وهم الفائزون في فرعي المسابقة: فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً للمواطنين والمقيمين بفئتي خواصّ وعموم الحفّاظ، وفرع الفئات لأجزاء محددة من القرآن الكريم، والذي سجّل فيه خلال هذه النسخة أكثر من ألفين واربعمائة وخمسين متسابقًا ومتسابقةً من حفّاظ وحافظات كتاب الله تعالى كاملاً. وفرع حفظ فئات القرآن الكريم بدءاً من حفظ خمسة أجزاء، وانتهاءً بحفظ خمسة وعشرين جزءاً.

 وعدد المواطنين منهم ما يقرب من (ثمانمائة متسابق ومتسابقة) من المواطنين والمواطنات.

وزاد القول: وعلى مدار شهر كامل أقيمت المنافسات؛ وذلك من خلال لجان تحكيم رجالية وأخرى نسائية متخصصة في جميع مراحل المسابقة.

وتنفيذا لتوجيهات سعادة وزيرالأوقاف ونظراً لأهمية ومكانة فرْع القرآن الكريم كاملاً فقد أجْرت اللجنة في هذه الدورة عدداً من التعديلات على نظام المسابقة بهذا الفرْع، والتي تمثّل نقلةً نوعيةً في مشاركات ومنافسات الذكور والإناث من المواطنين والمقيمين في دولة قطر، حيث تقرّر فصْل اللجان الرجالية عن النسائية بشكل تامّ، كما أقرّت اللجنة المنظمة للمسابقة تخصيص (خمسة) مراكز منفصلة للمتسابقات الفائزات في فئات المسابقة الثلاث بواقع خمس عشرة فائزةً، وبنفس قيمة المكافآت المخصصة للمراكز الفائزة بقسم الرجال في الفئات الثلاث. بالإضافة إلى اعتماد اللجنة زيادة قيمة المكافأة المخصصة للمتميزين من المتقنين والمتقنات في فئات المسابقة ممن لم يحصلوا على أحد المراكز الخمسة الفائزة بجوائز المسابقة.

لتتضاعف بذلك قيمة المكافآت المخصصة للفائزين حيث وصل اجماليّ المكافآت النقدية لجميع الفائزين في هذه الدورة من الرجال والنساء والمواطنين والمقيمين من القرآن الكريم كاملا او بعضا من أجزائه لتصل الى أكثر من أربعة ملايين ريال قطري.

كما اننا قمنا في هذه الدورة بإطلاق مسابقة “فرع رتّلْ المدرسية” التي تستهدف طلاب وطالبات المرحلة الثانوية من المدارس الحكومية والخاصة، والتي اقيمت الاختبارات فيه خلال شهر أكتوبر 2024م، لترسيخ حبّ القرآن الكريم في نفوس أبنائنا الطلاب ذكوراً وإناثاً، مما يسهم في ترسيخ القيم الأخلاقية التي يدعو إليها القرآن الكريم، وتعزيز الهويّة الدينية والثقافية للمجتمع، وبناء جيل واع، وقادر على المساهمة الإيجابية في نهضة المجتمع، وفْق ثوابت الدّين الحنيف.

إن مسابقة الشيخ جاسم للقرآن الكريم تشهد توسّعاً عالمياً، وانطلاقًا من الاختصاصات المناطة بالوزارة في إقامة المسابقات القرآنية الدولية، فقد ساهمت اللجنة المنظمة بشكل واسع في دعم ونجاح عدد من المسابقات القرآنية خارج دولة قطر؛ وذلك تماشياً مع جهود دولة قطر في نشر وتعليم القرآن الكريم على مستوى العالم، ليساهم ذلك في تعزيز العلاقات الثقافية والتقارب بين الشعوب المختلفة، وتبادل المعرفة الدينية، ويمثّل تجسيداً لروح المسؤولية الاجتماعية، حيث قُدّم دعمٌ ماليٌّ خلال سنة (2024م) لبعض المسابقات القرآنية الدولية، كمسابقة جمهورية روسيا الاتحادية للقرآن الكريم، والمسابقة الأوروبية الدولية في حفظ وتلاوة القرآن الكريم التي تقام في كرواتيا، ومسابقة القرآن الكريم في جمهورية البوسنة والهرسك. فإنه “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.. وتوجه بالشكر لسعادة وزير الأوقاف  على دعمه الدائم ورعايته المستمرة للمسابقة وتكريم المتسابقين من الحفظة المتقنين، كما شكر رؤساء وأعضاء لجان التحكيم، ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.

   – عرض مرئي 

وشهد الحفل عرضاً مرئياً بعنوان ( ثلاثون عامًا من الإتقان) أوضح أن مسابقة المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني- رحمه الله- للقرآن الكريم تعد، من أكبر المسابقات القرآنية وأكثرها فروعاً على مستوى العالم، وقد توسعت المسابقة خلال مسيرتها الحافلة بالإنجازات على مدار 3 عقود مضت، وفتحت آفاقاً واسعةً بتعدد فروعها، لتشمل منافسات محلية ودولية، واكبها تطوّر وتحديث في نظامها الفني والإداري، حتى مثّلت المسابقة محطة هامة لتعهّد الشباب القطري حفظ كتاب الله، وأثمرت نماذج مشرّفةً من الحفّاظ المتقنين والدعاة والخطباء المميزين، ممن ساهموا في إمامة المصلّين واعتلاء منابر مساجد الدولة.

   – المسابقة لجميع الفئات العمرية 

وشهدت المسابقة استهداف كافة الفئات العمرية ذكوراً وإناثاً، بجميع المستويات، من المبتدئين والمتقدمين، والخواصّ والعموم، سواء من أتمّ حفظ كتاب الله أو بعض أجزائه، ومن العرب أو غير الناطقين باللغة العربية، وكذلك المهتدين الجدد حديثي الدخول في الإسلام، فضلاً عن استهدافها للمدارس والمؤسسات والهيئات والقطاع الخاص.

كما عرض المقطع تدشين موسوعة القراءات القرآنية وعلومها لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم المقارئ المصرية سابقًا، ورئيس لجنة التحكيم العليا للمسابقة، إلكترونيًا عبر موقع الشبكة الإسلامية “إسلام ويب” وموقع المسابقة؛ تقديرًا لمسيرته العطرة في تحكيم المسابقة منذ نشأتها، ولعطائه المتواصل وجهوده المثمرة في ترسيخ معايير الإتقان والدقة في المسابقة، حتى أصبحت نموذجًا يقتدى.

   – تكريم لجنة التحكيم 

وفي ختام الحفل كرم سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أعضاء لجنة التحكيم العليا، والفائزين بجوائز المسابقة.

فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي (شيخ عموم المقارئ المصرية سابقًا، ورئيس لجنة تحكيم المسابقة)، الذي أضفى على المسابقة من خبرته وعلمه ما يزيدها إتقانًا وتميزًا على مدى ثلاثين عامًا، قضاها في خدمة كتاب الله وحفظة القرآن الكريم.

فضيلة الشيخ محمد الحسن بوصو (رئيس مركز أبو موسى الأشعري للقراءات القرآنية بجمهورية السنغال).

فضيلة الشيخ بلال بارودي (أمين فتوى طرابلس وشيخ قرّائها بالجمهورية اللبنانية).

فضيلة الشيخ محمد يحيى الطاهر (إمام جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب).

فضيلة الشيخ فهد أحمد المحمد (رئيس قسم القرآن الكريم وعلومه بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية).

   – تكريم فئة المواطنين 

كما كرم سعادته الفائزين بفرع القرآن الكريم كاملاً في فئة المواطنين:

المركز الأول: عبدالعزيز عبدالله علي الحمري – (100) ألف ريال قطري

المركز الثاني: إبراهيم محمد هاشم المشهداني – (85) ألف ريال قطري

المركز الثالث: محمد أحمد محمد عبدالرحيم الحرم – (70) ألف ريال قطري

المركز الرابع: محمد عبدالله محمد بليده – (60) ألف ريال قطري

المركز الخامس: حمد عبدالله طايس الجميلي – (50) ألف ريال قطري

الفائزون في فرع القرآن الكريم كاملاً – فئة خواص الحفاظ:

المركز الأول: حمزا الحبشي من الولايات المتحدة الأمريكية – (100) ألف ريال قطري

المركز الثاني: محمد عبده أحمد قاسم من اليمن – (85) ألف ريال قطري

المركز الثالث: رشيد عبدالرحمان العلاني من تونس – (70) ألف ريال قطري

المركز الرابع: محمود سليمان المبروك إدريس من ليبيا – (60) ألف ريال قطري

المركز الخامس: مجدي عبدالله سالم أحمد من مصر – (50) ألف ريال قطري

الفائزون في فرع القرآن كاملاً – فئة عموم الحفاظ:

المركز الأول: ناصر ناهد ديب من الولايات المتحدة الأمريكية – (100) ألف ريال قطري

المركز الثاني: خالد حافظ محمد فخر الهدى من بنغلاديش – (85) ألف ريال قطري

المركز الثالث: سعد عبدالستار أبو سعيد من بنغلاديش – (70) ألف ريال قطري

المركز الرابع: عبدالعزيز فهد محمد الحوصلي من اليمن – (60) ألف ريال قطري

المركز الخامس: إسماعيل حافظ محمد إلياس من بنغلاديش – (50) ألف ريال قطري

   – تكريم الجهات المتعاونة 

كما كرم سعادته الجهات الإعلامية المتعاونة.. وعددا من مسؤولي ومديري الإدارات ورؤساء الأقسام بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وبعض الأئمة والخطباء والمؤذنين.

يشار إلى أن منافسات المرحلة النهائية قد أقيمت يومي السبت والأحد الماضيين بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، وهي مرحلة علنية أمام الجمهور، والتي تنافس فيها 15 متسابقاً في فئاتها الثلاث وهم خمسة متسابقين بفئة المواطنين، وخمسة متسابقين بفئة عموم الحفاظ، وخمسة متسابقين بفئة خواص الحفاظ، حيث تم اختبار جميع المتسابقين في المرحلة النهائية أمام لجنة التحكيم العليا للمسابقة وهي لجنة تحكيم دولية، ضمت نخبة من المحكمين الدوليين للقرآن الكريم؛ لتحديد المراكز الخمسة الأولى وحصد الجوائز الأعلى للمسابقة.