شعار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

الدوحة – قنا

نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ندوة بعنوان /القراءة الراشدة/، والتي أقيمت على المسرح الثقافي لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الثانية والثلاثين، بحضور سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعدد من زوار المعرض.

تحدث في الندوة، حسام الدين السامرائي الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقدمها الباحث الشرعي معاذ القاسمي.

وتناول السامرائي خلال الندوة، الحديث عن عدد من المحاور أبرزها: البعد التاريخي للقراءة، والتغير المحوري للقراءة بعد دخول الإسلام، ونعمة القراءة، وعقبات في طريق القارئ، وكيف تكون القراءة راشدة.

وأوضح الداعية السامرائي أن القراءة ليست المطالعة كما يظن البعض، فالقراءة اجتماع لتفاعل بدني ونفسي ووجداني بين الكتاب والقارئ، وحوار هادئ يؤدي بالقارئ إلى التحليل والاستنتاج، بعد أن يسبح في عالم الخيال مع مراد النص الذي يقرؤه.

وأكد السامرائي أن القراءة نعمة عظيمة ميز الله بها الإنسان عن غيره من مخلوقات الله في الأرض، وجعلها وسيلة من وسائل استخلافه.

وأضاف: وهكذا بدأت رحلة القراءة منذ اليوم الأول للإنسان، وهو يسير في مهمة الاستخلاف، ليدون في كتاب خبرته وتجربته، فتأتي الأجيال من بعده لتبني علومها على ما سبق من إرث الآباء والأجداد.

وقال إن القراءة منذ ذلك الحين وإلى قبيل بعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، لم تكن إلا حكرا على طبقة محدودة من الناس، من النبلاء أو المفكرين أو رجال الدين، كون الكتاب والقلم والورق من الأشياء التي لا يمتلكها كل أحد، وبقي الأمر هكذا حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة (اقرأ)، وتكررت الكلمة مرتين ضمن أول خمس آيات تنزل، تعظيما بمنهج القراءة، ثم تتنزل السورة الثانية في الترتيب وهي سورة القلم، لتعيد تكرار هذا التأكيد، “ن والقلم وما يسطرون”، لتنتقل البشرية بعدها لتعيش مرحلة الرشد، ويؤكد الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم على منهجية (اقرأ).

ولفت المحاضر إلى تغير منهجية التفكير التي نزل بها الوحي قيم الإنسان المؤمن، وتبني فيه الرغبة في القراءة والكتابة وتنتقل البشرية بعد القرآن الكريم إلى نهضة غير مسبوقة، ونحن نجني ثمارها في زماننا اليوم.

ونوه بأنه ينبغي الوصول إلى دافعية للقراءة، بأن نستعين بالله تعالى ابتداء ليكون الانطلاق من حيث “باسم ربك الذي خلق”، ثم نختار من مجالات القراءة ما هو محبب لنفوسنا، سواء أكان قراءة للقران الكريم، أم لكتب الشريعة، أم لكتب الطبيعة، أم لكتب الأدب، واختيار الزمان المناسب البعيد عن الضجيج والصخب، ثم معاودة تكرار الجملة إذا لم تتفاعل معها، ثم محاولة إشراك الأصحاب فيما تقرأ، فهذا أمر مجرب في تثبيت العلم والمعلومة.

شاركها.
Exit mobile version