نائب رئيس الوزراء الصومالي في حوار مع وكالة الأنباء القطرية

الدوحة – قنا

أكد سعادة السيد صلاح أحمد جامع نائب رئيس الوزراء بجمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة أن زيارة فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال لدولة قطر والتي اختتمها اليوم، كانت ناجحة وحققت نتائج مثمرة تصب في صالح العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وقال سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية إن المباحثات التي جرت بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأخيه فخامة الرئيس الصومالي كانت مثمرة وقيمة.. مشيرا إلى أنها تناولت عددا من المسائل التي تهم الجانبين، خاصة ما يتصل منها بتطوير العلاقات الثنائية ودعم الحكومة الصومالية في جهودها لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية إلى جانب الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما أشار إلى أن اللقاءات التي عقدها الوفد الصومالي خلال الزيارة تطرقت إلى أولويات الحكومة الصومالية في التنمية والتحديث، وتنمية رأس المال البشري من خلال التعليم والتدريب، واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف القطاعات، وذلك في إطار جهود الحكومة في التنمية وإنعاش كافة القطاعات الاقتصادية.

ونوه بأن قطر والصومال يجمعهما تاريخ طويل من العلاقات الرسمية والشعبية يمتد لأكثر من 100 عام.. مضيفا “نحن هنا لنواصل هذا التاريخ الطويل من العلاقات والمليء بالكثير من الروابط التاريخية والثقافية والدينية، ونسعى لتعزيز علاقاتنا وشراكاتنا في مختلف المجالات”.

كما لفت في هذا الإطار إلى أن دولة قطر شكلت على مدار الأعوام الماضية شريكا أساسيا لجمهورية الصومال ومؤسساتها لإعادة إحياء وبناء الدولة الصومالية التي واجهت الكثير من الأزمات على مدى العقود الماضية.

ومضى إلى القول إن “دولة قطر ظلت في مقدمة الدول التي ساعدت الشعب الصومالي، وباعتبارها عضوا مساهما في العديد من الهيئات الدولية لا تدخر جهدا في دعم الصومال على مختلف المستويات”.

وأشاد بالرعاية التي تحظى بها الجالية الصومالية في دولة قطر.. وقال “تعيش في قطر جالية صومالية كبيرة وهي تحظى بالرعاية والاهتمام وتشارك بجهودها في العديد من القطاعات التنموية”.

كما أشاد في سياق حديثه لـ/قنا/ بالدبلوماسية النشطة والفعالة لدولة قطر على الساحة الدولية.. وقال إن “قطر أصبحت لاعبا أساسيا في حل كبرى القضايا الدولية، وهي دولة رائدة في حل العديد من النزاعات وإحلال السلام في العديد من الدول، وعضوا نشطا في المجتمع الدولي”.

وتابع “لدينا في الصومال تطلعات كبيرة للسلام، وبالتالي نرى في دولة قطر صديقا وحليفا أساسيا في محاولة إعادة إحياء الدولة الصومالية وإدامة السلام والاستقرار بعيدا عن الأزمات التي كلفت الكثير”.

وتطرق سعادة نائب رئيس الوزراء الصومالي إلى جهود الحكومة الصومالية في تعزيز الأمن والتنمية وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار في ضوء الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها البلاد.

وأكد أن لدى الحكومة استراتيجية واضحة في سياستها الداخلية والخارجية وبرامجها الاقتصادية والتنموية لإعادة بناء المجتمع الصومالي مرة أخرى بعد عقود من الأزمات.

وأضاف “لدينا سياسة محددة للغاية تجاه التنمية الاقتصادية والاكتفاء الذاتي، والتي سيتم تنفيذها تدريجيا، وتتضمن العديد من الأطر والسياسات القانونية التي من شأنها أن تساعدنا على البناء والتنمية وفي جذب الاستثمار الأجنبي المباشر”.

وتابع يقول “وضعنا قوانين لتشجيع الاستثمار، وحمايته وأنشأنا كيانا يدير تلك العمليات في الأشهر القليلة الماضية، ولدينا أيضا قانون حماية المعلومات الشخصية والمعمول به في الدولة، ونحاول أن نعمل كل ما في وسعنا للتأكد من أن لدينا النظام المناسب”.

كما لفت إلى أن بلاده تسعى لتخفيف أعباء الديون وفقا لمبادرة “هيبك” ليتنسى لها فيما بعد الشروع في تنفيذ مشاريع وبرامج تنموية ضخمة.

وأعرب في هذا السياق، عن تطلع بلاده إلى الاستثمارات القطرية في العديد من القطاعات.. مشيرا إلى أن لدى الصومال إلى جانب موقعه الجغرافي كبوابة نحو إفريقيا، إمكانيات هائلة على مستوى المصايد الطبيعية والزراعة وتربية الماشية وغيرها، والصومال بيئة مواتية للغاية وشريك مناسب لدولة قطر الحاضرة بقوة في الأسواق العالمية.

ونبه سعادة نائب رئيس الوزراء الصومالي، إلى أن “الأمن أولوية قصوى، ويشكل الأساس لتحقيق التنمية التي يتطلع إليها الشعب الصومالي.. ولا يمكن تحقيق تطلعاتنا التنموية بدون ترسيخ الأمن والاستقرار وبسط السلام في كل ربوع البلاد”.

كما أكد أن بلاده تسعى بكل جهد لإصلاح القطاع العام بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهيئات أخرى.. مضيفا “يمكنني القول إن الصومال يمر بمرحلة جيدة، ولكن هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا ويجب أن نواصل المسيرة”.

وفي سياق متصل، شدد سعادة نائب رئيس الوزراء الصومالي على أن بلاده تسعى لعودة نشطة وفعالة على الساحة الإقليمية والدولية.. وقال إن “الصومال يسعى ليكون له دور نشط وفعال في المؤسسات والمحافل الإقليمية والدولية وليسهم في صياغة الأهداف الجماعية لأن مصير البلدان والمجتمعات اليوم متشابك للغاية”.

شاركها.
Exit mobile version