الدوحة – قنا

ثمن سعادة السيد جودت يلماز، نائب رئيس الجمهورية التركية، المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين دولة قطر وتركيا على كافة المستويات، مشيدا بالدعم القطري لضحايا الزلزال المدمر الذي وقع في تركيا خلال فبراير الماضي.

وأكد سعادة السيد جودت يلماز، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الشراكة بين قطر وتركيا من أنجح الشراكات في العالم في الوقت الراهن، مشددا على أن هذه الشراكة تستمد نجاحها وقوتها من الاحترام العميق وروح التضامن بين شعبي البلدين.

وأعرب نائب الرئيس التركي عن سعادته لزيارة دولة قطر واللقاء مع المسؤولين في الدولة، مشيرا إلى أن الشراكة الاستراتيجية القائمة بين تركيا وقطر مستمرة في التطور على جميع المستويات، وفي جميع المجالات، سواء كانت العلاقات الثنائية أو القضايا الإقليمية، فضلا عن تواصل المشاورات المنتظمة والتنسيق الوثيق بين البلدين، وتوحيد المواقف في العديد من القضايا.

وقال: “يسعدني أن أشهد شخصيا المرحلة المتقدمة التي وصلت إليها علاقاتنا الثنائية”، موجها الشكر إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على حسن الضيافة والاستقبال.

وأضاف أن زيارته الحالية تتعلق بالتحضيرات للزيارة الرسمية، التي من المتوقع أن يقوم بها فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة قطر الأسبوع المقبل، موضحا أن زيارته للدوحة تهدف أيضا إلى “لقاء المسؤولين في قطر، وتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، ومناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها بما يخدم المصالح المشتركة ومصالح المنطقة”.

وعبر سعادته عن ثقته في أن نتائج زيارته ستكون مثمرة، وذكر أن “هناك فرص تعاون مهمة في المجالات الاقتصادية والتقنية العالية والصحية، والعديد من المجالات الأخرى لمواصلة تطوير تعاوننا مع قطر، ونحن بحاجة إلى تحويل الإرادة السياسية القوية على مستوى القادة إلى مخرجات ملموسة”.

وحول مدى التوافق في الرؤى السياسية بين قطر وتركيا، قال نائب الرئيس التركي: “إن علاقاتنا مع شقيقتنا قطر تستمد قوتها من روابطنا التاريخية وروح التضامن بين بلدينا، وقد وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بالإرادة السياسية القوية لفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتعتبر اللجنة الاستراتيجية العليا من أهم آليات تطوير هذه الشراكة”.

وأضاف: “إن حجم التجارة الثنائية يستمر في التطور السريع نتيجة للجهود المشتركة، كما يسعدنا أن الاستثمارات المتبادلة لشركاتنا تزداد قوة، ومن الأمثلة الجيدة على تعاوننا في الفترة الماضية، الدعم في مجال الأمن الذي قدمته تركيا خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022”.

وتابع: “نحن فخورون بالنجاح الاستثنائي الذي حققته الشقيقة قطر في تنظيم المونديال، كما رأينا مثالا جيدا آخر على تضامننا في شهر فبراير عندما كانت قطر من أوائل الدول التي قدمت المساعدة بعد الزلازل الذي وقع في كهرمان مرعش، بالإضافة إلى فريق البحث والإنقاذ والفريق الطبي الذي أرسلا إلى بلادنا بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”.

وذكر: “إن المساعدات الإنسانية القطرية تجاوزت الـ 1000 طن بأكثر من 50 طائرة منذ اليوم الأول للكارثة، ضمن نطاق إنشاء جسر جوي بين تركيا وقطر، كما أصبحت مدينة الحاويات القطرية التركية التي تم إنشاؤها في مدينة هاتاي علامة عظيمة على أخوتنا في عيون الشعبين الشقيقين”.

وبشأن مستقبل العلاقات بين البلدين، قال سعادة السيد جودت يلماز: “إن هناك إرادة مشتركة على أعلى المستويات لتطوير الشراكة الاستراتيجية، والتعاون بين البلدين بما يخدم السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي”.

في سياق مجالات التعاون الثنائي، أوضح سعادة السيد جودت يلماز، نائب رئيس الجمهورية التركية، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الثقة المتبادلة بين بلدينا تظهر نفسها في أقوى صورة في مجال الاستثمار، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي والمالي والتجاري سيظل إحدى الركائز الأساسية لشراكتنا الاستراتيجية، كما أن صناعة المواد الغذائية تبرز أيضا كأحد المجالات التي نرى فيها إمكانيات لتطوير تجارتنا، فضلا عن التعاون في صناعة الدفاع ومجالات التكنولوجيا العالية.

وقال نائب رئيس الجمهورية التركية: “إنه منذ توقيع الإعلان المشترك بشأن إنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا بين بلدينا في 19 ديسمبر 2014، تم التوقيع على 95 اتفاقية ووثيقة تغطي العديد من مجالات التعاون، في 8 اجتماعات عقدت تحت الرئاسة المشتركة لفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”.

وشدد على تنوع التعاون بين أنقرة والدوحة وتعمقه في كل المجالات، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية، وإظهار نهج مشترك تجاهها، وأوضح “أن هذه اللقاءات علامة على المستوى الاستراتيجي الذي وصلت إليه علاقاتنا الثنائية، وتضامننا في القضايا الإقليمية، وهو ما نفتخر به أمام العالم أجمع”.

وعلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التي وصلت إليها تركيا وقطر، قال نائب الرئيس التركي: “نحن الآن في وضع يسمح لنا بالعمل على خطوات حاسمة من شأنها أن تدفع بالبلدين إلى أبعد من ذلك بكثير في كل مجال، ونعتقد تماما أن الاجتماع المعني سيحقق نتائج مفيدة لبلداننا ومنطقتنا، ووصلت الاتفاقات إلى مستوى معين، وأعتقد أن مرحلة التنفيذ ستظهر في المقدمة الآن”.

وأكد نائب رئيس الجمهورية التركية على أن الشراكة بين تركيا وقطر خرجت من أصعب التحديات بشكل أقوى، وتحولت الآن إلى اتحاد مصير يتجاوز كونهما دولتين يكمل كل منهما الآخر، بل أصبحت هذه الشراكة إحدى الركائز الأساسية للاستقرار والأمن والتعاون في المنطقة.

وعرج في هذا السياق إلى إمكانية التعاون في العديد من المجالات مثل التكنولوجيا العالية وصناعة الدفاع والصحة والطاقة، على أساس المصالح المشتركة، قائلا: “بالإضافة إلى تعاوننا الثنائي الممتاز، يسعدنا أن نرى تداخل نهجنا تجاه القضايا الإقليمية والعالمية، كما أننا نحافظ على تضامننا القوي في مواجهة التحديات المشتركة”.

وأضاف أن تركيا تحافظ على موقفها الذي يعطي الأولوية للدبلوماسية والحوار مع جميع الأطراف، على غرار دولة قطر، خاصة في هذه الأيام التي نحتاج فيها إلى الحوار ودعوات السلام أكثر من غيرها، مؤكدا على أن أنقرة تولي أهمية للمشاورات والتعاون في قضايا مثل سوريا وفلسطين وأفغانستان وكراهية الإسلام، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعالم الإسلامي.

وتابع “أن الحوار والتعاون بين أنقرة والدوحة في القضايا الإقليمية لهما أهمية كبيرة لاستقرار وأمن منطقتنا بأكملها”.

وحول خطط الحكومة التركية الجديدة للنهوض بالاقتصاد التركي خلال السنوات المقبلة أوضح نائب الرئيس التركي أن هناك 3 مكونات أساسية للبرنامج الاقتصادي التركي هي: إعادة فرض نظام الميزانية، وضمان استقرار الأسعار في السياسة النقدية والسيطرة على التضخم، وتنفيذ إصلاحات هيكلية من أجل تحقيق مكاسب دائمة لتركيا، وذلك ضمن الخطة المتوسطة الأجل، التي سنعلنها في سبتمبر المقبل.

وأوضح أن تركيا ترغب في إحياء وتطوير علاقاتها مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي في كل مجال، وإقامة علاقات قوية مع دول الخليج، مؤكدا أن أنقرة تولي أهمية لآلية الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين مجلس التعاون وتركيا على مستوى وزراء الخارجية.

وشدد على أن الجمهورية التركية تواصل دعم القضية الفلسطينية، والحفاظ على قدسية المسجد الأقصى، والقدس، والشعب الفلسطيني على كل منبر، كما تولي تركيا أهمية كبيرة للعمل مع المجتمع الدولي، خاصة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، من أجل الحفاظ على منظور حل الدولتين.

وحول القضية السورية شدد نائب رئيس الجمهورية التركية على أهمية مواصلة توحيد الجهود لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن أنقرة تعمل على مكافحة الإرهاب والعودة للعملية السياسية، كما تواصل تقديم المساعدات الإنسانية.

وقال سعادة السيد جودت يلماز نائب رئيس الجمهورية التركية: “إن تركيا دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي وشريك مهم للاتحاد، وعضوية الاتحاد الأوروبي هي هدفنا الاستراتيجي، حيث أظهر التغيير والتحول في المنطقة أهمية التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي في حل العديد من المشكلات مثل: قضايا الاقتصاد والطاقة والأمن والدفاع والهجرة غير النظامية”.

وتابع: “نعتقد بصدق أن الوقت قد حان لإحياء العلاقات التركية الأوروبية بجميع أبعادها، ومن الأهمية بمكان الحفاظ على منظور قوي للعضوية ، وإجراء مفاوضات انضمام عادلة وموجهة نحو النتائج لجميع البلدان المرشحة”.

وأضاف أنه يتعين على قادة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء خلال الفترة المقبلة إظهار التصميم السياسي والإرادة اللازمة لتقدم علاقاتنا من خلال عملية الشراكة والعضوية، مؤكدا على أن تركيا تدرك مسؤوليتها ومستعدة لاتخاذ خطوات جديدة للمساهمة في هذا المستقبل المشترك.

وقال إن عام 2023 يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا، والذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، وتابع: “بينما نترك علامة فارقة في علاقاتنا الثنائية، فإننا نولي أهمية لتعزيز التعاون الاستراتيجي في جميع المجالات”.

واختتم سعادة السيد جودت يلماز نائب رئيس الجمهورية التركية حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ قائلا: إن تركيا سوف تسير خلال الفترة المقبلة نحو آفاق جديدة مع الشقيقة قطر.

شاركها.
Exit mobile version