لليوم الثالث على التوالي، شنت روسيا سلسلة من الهجمات العنيفة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على كييف ومدن أوكرانية أخرى، في استباق واضح لبدء الهجوم المضاد الذي تحضّر له منذ شهور حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وشملت الهجمات «العقابية» الجديدة مطارات ومرافق حيوية للنقل وبنى تحتية أخرى، وكان لافتاً فيها أنها حصلت نهاراً، بعدما كانت هجمات اليومين السابقين تتم ليلاً.

وأعلنت السلطات العسكرية الأوكرانية، أن الدفاعات الجوية تصدت لهجمات روسية بطائرات مسيّرة من طراز «شاهد» (تصميم إيراني) وصواريخ كروز من طراز «كيه إتش 555/101» أطلقتها قاذفات «تي يو 95» من بحر قزوين في اتجاه العاصمة كييف، مشيرة إلى إسقاط أكثر من 40 هدفاً جوياً.

في المقابل، أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان صباح أمس (الاثنين)، بأن قواتها دمرت خلال الليل «أهدافاً عسكرية معادية ومخازن أسلحة في مطارات أوكرانيا بضربات عالية الدقة». وفي تحرك يشي باستعداد روسيا لحرب طويلة مع أوكرانيا، انتشرت لافتات في مدينة سان بطرسبرغ تحض الشبان والرجال على الالتحاق بـ«الرفاق» في القوات المسلحة، وتشيد بما يقوم به الجنود الروس. وتأتي الحملة بعد أيام من إعلان الحكومة الروسية رفع سن البقاء بالخدمة العسكرية في قواتها المسلحة حتى خمسين عاماً.

وبظل معلومات عن استخدام القوات الروسية من جديد في هجماتها على كييف مسيّرات من صنع إيراني، أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن النواب الأوكرانيين أقروا، الاثنين، مشروع عقوبات على إيران. وقال البرلمان الأوكراني على موقعه، إن «هذا القرار يوائم بين العقوبات الأوكرانية وما يقوم به مجمل العالم المتحضر على طريق العزل الكامل لإيران».

إلى ذلك، دعا مسؤول أوكراني بارز لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في روسيا، في إطار أي تسوية سلام مقبلة. وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، الاثنين، إنه «ينبغي إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح بين 100 و120 كيلومتراً داخل روسيا بطول حدودها مع أوكرانيا، في إطار أي تسوية بعد الحرب».

وجاء ذلك في وقت وجّه فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، رسائل عدة خلال جولة أفريقية جديدة بدأها أمس (الاثنين) من كينيا، وتهدف إلى تعزيز الاتصالات مع القارة السمراء وحشد الدعم لمواقف روسيا خلال اجتماعات تمهيدية لقمة مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا.وهاجم لافروف، في مؤتمر صحافي في العاصمة الكينية نيروبي، الدول الغربية بسبب نيتها الشروع بتدريب طيارين أوكرانيين على استخدام مقاتلات «إف-16»، وأكد أن لدى روسيا الوسائل اللازمة للرد على ذلك.

شاركها.
Exit mobile version